الوطن

روسيا تقدّم 846 طناً من المساعدات الإنسانيّة إلى سورية

الاحتلال التركيّ ومرتزقته يواصلون ممارسة سياسة التهجير الممنهج بحق الأهالي.. ويقطعون مجدداً المياه عن أهالي مدينة الحسكة وريفها

 

قال رئيس هيئة أركان الدعم اللوجستي للقوات المسلحة الروسيّة في سورية، الجنرال أندريه تيريخوف، إن «سفينة الشحن الروسية (سبرطة– 2) سلّمت ما يقارب 850 طناً من المساعدات الإنسانيّة لميناء طرطوس السوري».

تيريخوف أكد أنّه «كمساعدة إنسانيّة للسكان، تمّ تسليم 846 طناً من المواد الغذائية من روسيا للجمهورية العربية السوريّة».

وأوضح تيريخوف أنّه «بعد تفريغ المنتجات، سيتمّ توزيعها وفقاًً لقوافل وإرسالها إلى 7 دوائر إقليمية لمركز مصالحة الأطراف المتحاربة، كما سيتمّ إرسال جزء من المساعدات الإنسانية إلى المحافظات خلف الفرات، حيث يحتاجها السكان هناك بشكل خاص».

كما أشار الجنرال تيريخوف إلى أنّه «منذ العام 2016، قامت روسيا بالفعل بأكثر من 2400 عمل إنساني في سورية، وحوّلت أكثر من 4000 طن من الغذاء والمياه المعبأة، فضلاً عن الضروريات الأساسية».

إضافة إلى ذلك، أرسلت روسيا إلى سورية «أكثر من 4500 طن من مواد ومعدات البناء، كجزء من المساعدة في ترميم المدن، حيث يتمّ الآن تجديد وترميم 176 روضة و225 مدرسة في 10 محافظات».

نائب مدير محطة ميناء طرطوس، المهندس علي يوسف، الذي يشرف على تفريغ السفينة، أشار من جهته إلى أنّ «53 حاوية تحتوي على الأرز والحبوب والبضائع المعلبة والشاي والحليب المكثّف، تمّ تفريغها بالفعل في ميناء طرطوس».

ميدانياً، تواصل قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من المجاميع الإرهابية ممارسة سياسة التهجير الممنهج بحق المواطنين السوريين في المناطق التي تحتلها بالحسكة إضافة إلى ممارسة القتل والنهب والخطف والسطو المسلح ضد الأهالي وممتلكاتهم.

ووفق مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بالحسكة فإن ما يقارب 50 ألف نسمة من أهالي الريف الشمالي ومدينة رأس العين باتوا يعانون مرارة التهجير القسري من منازلهم والعيش في مراكز الإيواء أو كضيوف لدى الآخرين بعد أن أصبحت منازلهم مساكن لمرتزقة الاحتلال التركي الذين يتم جلبهم من ريف حلب وتركيا وفق خطة ممنهجة ومدروسة للتغيير الديمغرافي للمنطقة بشكل كامل وإعادة تدوير الإرهاب واستثماره مجدداً.

الممارسات الإجرامية التي يتبعها مرتزقة نظام أردوغان أمام أعين الاحتلال التركي بحق أهالي رأس العين والقرى القريبة منها تندرج ضمن سياسة التضييق على الأهالي الموجودين في المنطقة لتهجيرهم من خلال عمليات الخطف والسرقة والسطو المسلح وفرض الأتاوات وممارسة الإرهاب بحقهم لإجبارهم على ترك منازلهم بغية الاستيلاء عليها بشكل نهائي.

وبحسب أحد أبناء مدينة رأس العين الوافدين إلى مدينة الحسكة.. فإن منزله الكائن في حيّ المحطة داخل المدينة تحتله عائلتان من عائلات مرتزقة الاحتلال التركي. وهذا الوضع ينطبق على كل منازل الحي حيث يقوم الاحتلال التركي بين فترة وأخرى بجلب دفعات من عائلات المرتزقة وتوزيعها على منازل الأهالي المهجرين بإشراف مباشر من استخبارات النظام التركي.

ويضيف الرجل البالغ من العمر خمسين عاماً.. إن أغلب منازل أحياء المدينة استولى عليها مرتزقة أردوغان وخاصة أحياء المحطة والحوارنة وشارع الكنائس والكورنيش وإن جرائم أولئك المرتزقة لم تقتصر على الاستيلاء على المنازل فقط، بل شملت أيضاً المحال التجارية وأرزاق الأهالي عبر مرتزقة يشتغلون بتجارة العقارات بالتنسيق مع الاحتلال التركي حيث استولوا على المحال التجارية وقاموا بافتتاحها واستخدامها لمصالحهم.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال التركي تعمل على تغيير حتى أنماط الحياة والعادات داخل المنطقة فهم يحاولون جلب سكان جدد بعد أن هجروا الأهالي وسلبوهم كل ما يملكون.

وفي السياق ذاته قال مصدر في ريف مدينة رأس العين.. إن مرتزقة الاحتلال التركي وزعوا العشرات من عائلات المرتزقة على القرى القريبة وخاصة التابعة لناحية أبو راسين وقرى مريكيز ولزقة وجان تمر واستولوا على المشاريع الزراعية الخاصة بالأهالي وبدأوا باستغلالها لمصلحتهم بشكل كامل، بحيث لا يسمحون للأهالي بتفقد منازلهم أو العودة إليها فقد تعرّض الكثير منهم للسجن والتعذيب والطرد من المنطقة بمجرد محاولته العودة والسؤال عن منزله.

ويضيف المصدر أن الاحتلال التركي ومرتزقته ينفذون سياسة ممنهجة لطرد الأهالي ومحاولة تشريدهم وفي الوقت ذاته يعمل على تكريس احتلاله لتلك المناطق وجعل وجودهم أمراً واقعاً من خلال تفعيل الجانب التعليمي والخدمي عبر ما تسمّى المجالس المحلية التي أحدثت وتبعية أغلبية القائمين عليها للاحتلال التركي.

ويؤكد المصدر أن مرتزقة الاحتلال التركي الموجودين في مدينة رأس العين وريفها أغلبهم من إرهابيي تنظيم «داعش» تم تدويرهم وفق مصلحة النظام التركي الذي يعمل على استثمارهم بينما تؤكد الوقائع استمرار الاحتلال التركي بعملية تتريك المنطقة بالكامل.

يُشار إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته يعمدون إلى نقل العائلات من ريف حلب ومن الأراضي التركية وتوطينهم في المنطقة الممتدة من مدينة رأس العين وصولاً إلى تل أبيض بريف الرقة الشمالي مع الاستمرار بتوسيع ما تسمّى النقاط العسكرية والمراكز التابعة لقوات الاحتلال التركي على خط التماس الفاصل مع الجيش العربي السوري.

وفي إطار الأعمال الإجرامية بحق المدنيين أقدمت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية على قطع مياه الشرب عن مدينة الحسكة والتجمعات السكانية بريف المحافظة الغربي.

وذكر مراسل سانا أن النظام التركي ومرتزقته من الإرهابيين قطعوا مياه الشرب مجدداً عن مئات آلاف المواطنين في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية بريف المدينة الغربي المحيطة بها، وذلك عبر إيقافهم الضخ من محطة علوك.

وبين مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب المهندس محمود العكلة «أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقته عمدوا اليوم إلى قطع مياه الشرب وإيقاف تشغيل محطة مياه علوك ما أدى إلى حرمان ما يقارب مليون نسمة من أهالي مدينة الحسكة والريف الغربي من المحافظة من مصدر المياه الوحيد».

ولفت العكلة إلى أنه في حال استمرار انقطاع المياه ستقوم المؤسسة بالتعاون مع عدد من المنظمات الإنسانية بتسيير صهاريج عدة ضمن مركز المدينة لتأمين مياه الشرب للأهالي بشكل إسعافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى