أخيرة

قرارات الوزير… طبخة بحص أو خطة طريق

رامزا صادق*

من التركي إلى «الفرينشي» فالاستقلال، من مجلس المعارف العمومية إلى وزارة المعارف في وزارة التربية والتعليم العالي في «دولة الطائف» وسمة التعليم واحدة. إنه تعليم طائفي بامتياز محلي وأجنبي، فقد كرّست المدارس الخاصة لأبناء الطوائف المسيحية والمدارس الرّسميّة غالبية جمهورها من المسلمين. بنكهة المادلين ورائحة الباغيت وطعمة الكبسةتدلل القطاع الخاص، الأمر الذي دعم التعليم الطائفي من خلال ممثلي الإقطاعية والبرجوازية المخملية الّتي عمل بعضها تحت سقف الحزبية الدينيّة التي أساس وجودها طائفي.

إنه النّظام السياسي الذي أنتج على هيئته وصورته نظاماً تعليمياً مكبّلاً والقوقعة المجتمعية والمناطقية؛ هذا النّظام أدّى دور لـ «Muse» لشركات الطوائف، ملهمتهم المسؤولة عن بدعهم وتخيّلاتهم وغايتها الحفاظ على استمرارية التأمين الحياتي للطائفة عن طريق الدفع من تبرّعات أولياء الأمور المعنوية.

من هنا، بناء على ما يمارسه بعض أصحاب المدارس الخاصة من ضغوط على وزير التربية بحجة أنّ القطاع الخاص يمثّل 70% من المؤسسات التربوية، وجد الوزير نفسه متأرجحاً محاولاً إرضاء الجميع شرط اتخاذ قرارات تخدم مصلحة الطالب أولاً.

استغلّ بعض الأتباع الأزمة المستجدّة الراهنة للضغط على وزارة التربية من أجل خدمة مصالحها انطلاقاً من سلسلة القرارات التي أصدرها الوزير المجذوب، تساؤلات عدة تلوح في الأفق. أصبح من المعلوم أنّ قسماً كبيراً من أساتذة التعليم الخاص لم يتقاضوا رواتبهم، فكيف نزيد الضغط عليهم من خلال متابعة التدريس عن بُعد؟ ماذا عن الأستاذ الذي يدرّس في القطاع الرسمي والقطاع الخاص؟ أما بالنسبة للتباعد الجسدي والاجتماعي، هل دور المعلّم سيتحوّل من ناشر للمعرفة إلى مراقب صحي؟ إنّ تواجد الطلاب في الصفوف وخلال تنقلّهم في الباصات.. علماً أنّ المدارس تشكو من تدهور وضعها المادي، هل ستكون قادرة على تغطية تكاليف أدوات ومواد التّعقيم التي أصبحت مكلفة جداً؟ أما في ما يخصّ توزيع الطلاب في صفوف عدة على أن لا يتعدّى عدد الطلاب الـ 15 طالباً في الشعبة الواحدة، هل المدارس جاهزة للتعاقد مع أساتذة جدد؟ نصل لممارسة التدريس خلال فصل الصيف، كم من مؤسسة مجهّزة بوسائل التبريد، وفي حال توافرها ماذا عن الأعباء الماديّة جرّاء ما تحتاجه إلى صيانة وما تستنزفه من كهرباء؟ لطالما لم نعطِ العامل النّفسي ضرورة واهتماماً، أين الأولوية لصحة الطالب النفسية في ظلّ ظروف مادية صعبة جداً؟ ما خطة الاستعداد النّفسي للعودة والانخراط في المجتمع المدرسي؟

ناهيك عن عبء الأقساط، فأولياء الأمور غير قادرين وغير مستعدّين للدفع بصورة عامة لا للمدرسة ولا لغيرها.. للقمة العيش أولوية

كلّ تلك التساؤلات، وغيرهافي جعبة وزير التربية، آملة أن تكون الإجابات والتّوضيحات بروح تربوية لا بطبخة بحص بنكهة ماديةمع الجزم بأن الوزير خارج دائرة الاتهام

 

*متخصّصة تربويّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى