برسم المثقفين خاصة واتحادات الكتاب عامة
} سنا البنا
الآكلة السياسية، استفحلت الآكلة، وهي مرض جلدي يصيب الوجه فيدميه ويقبحه، وتطاولت على عقول الناس ونُخَبهم السياسية والفكرية والثقافية، وعسكرتهم تحت راية واحدة كتب عليها: إنْ مشى الكراز تبعناه، او تنحنح العارف بالله كبِّرنا.
رحم الله عقوداً خلت عقود الستينات والسبعينات من القرن الماضي حيث كان المثقفون والطلاب رواد التغيير وشرارة التحرك الشعبي، يسقطون الحكومات في الشارع، ويضبطون بوصلة الوطن بالإتجاه الصحيح، أما اليوم فالمسؤول يحيا على هواه، والمواطن يحيا بمعتقده بصوابية مسؤوله، والمثقفون ضاربون على دفوفهم الحزبية والطائفية، والوطن يبدو متجهاً لكي يحيا في ذمة التاريخ جزاء من ماض غابر.
نحن شعب ضائع بفعل حكامنا، فالديمقراطية عندنا صنو الديكتاتورية، المسؤول خالد، والمنصب وقف لا يمسّ، السياسي مرياعنا ونحن دائماً مشاة خلفه رغم غبائه وطول يده التي سرقت منا الوطن وأهدتنا صليبنا المؤبد…