صندوقُ النقد الدولي استعمار قبل الانهيار…
} إبراهيم مصطفى
كيف كان يُدارُ لبنان من العام 1992 ولماذا…؟ ومنْ الذي ركّبَ هذه التوليفة الغريبة والعجيبة؟ ولماذا كلّ هذه الرؤوس… ومن أقنعها بأنها قادرة على إدارة البلاد والقيام بأعباء العباد…؟
بل من أوْكل لكلّ رأس أن يُدخل إلى وظائف الدولة من هبّ ودبّ من أزلامه وأنصاره وأعطاهم الأمر بالسلب والنهب والفساد وحتى ممارسة الاستبداد باسم المسؤول من ناحية وباسم الطائفة من ناحية أخرى…!
من أوْكل الى هؤلاء الذين اعتقدوا انّ الوطن بقرة حلوب فعصروا كلّ خيراتها ووزعوها على فئة قليلة جداً…
من أمَر هؤلاء بقتل الوطن ببطء شديد، واستنزافه… ولمصلحة من؟
أهو حب الوطن… أم حب الطائفة… أم حب الاستزلام للأمر الخارجي المعروف…
لا ليس في قلوبهم حباً للوطن.. وإلا فلماذا سرقوه ووزعوه قطعاً صغيرة على محاسيبهم…
لا ليس حباً بالشعب.. وإلا فلماذا أفقروه وجوّعوه وجعلوه متسوّلاً على أبواب الدول؟
نعم.. قاموا بكلّ ما قاموا به تنفيذاً لأجندات الخارح وخدمة للخطة الأميركية القائمة على إفقار الناس وتجويعهم ليقفوا في وجه من دافع عنهم وحماهم وحرّر أرضهم… ليقفوا بوجه المقاومة…
أفلسوا البلد ونهبوه وتركوا الشعب يئنّ من الجوع والفقر والعوز… قطعوا عنه الماء والهواء… ليتحرّك الناس مخاطبين المقاومة… نحن معك ولكن كيف نأكل وكيف نُطعمُ اطفالنا.. كفى تصلّبا بموضوع التوطين.. وكفى تحدّياً للعدو الصهيوني.. فليأخذ ما يشاء من بحرنا وبرّنا.. نُريدُ أن نعيش…
فعلوا كلّ هذا، وهم على دراية كاملة بما ستؤول إليه الأمور!
إنّ أبشع الجرائم تُرتكب بحق الوطن والشعب من سياسيين أوهموا جماعاتهم أنهم يعملون لأجلهم ولمصلحتهم…
وإلا كيف نفسّر هذه الهجمات والإفتراءات بين الفينة والأخرى من جماعات مرتبطة بالخارج الواضحة جداً نواياه وخباياه على المقاومة وزجّها في أمور داخلية لا علاقة لها بها من قريب او بعيد…
أفقرونا وقتلوا أحلامنا وأحلام أبنائنا… نهبونا وسرقونا بسياساتهم المأجورة لنستسلم ونقول لهم رفعنا العشرة…
لنقول لهم… نريد عملاً ومالاً وطعاماً ولا نريد دفاعاً عن كرامتنا وأعراضنا…
لنقول لهم… «إسرائيل» صديقة وداعشُ رفيقة… ولنصرخ بأعلى أصواتنا… وطّنوا الفلسطيني والسوري ومن تجدونه مناسباً لخدمة مشروعكم الشيطاني.
وهكذا مهّدوا الأرض والأجواء لتدخُّلِ صندوق النقد الدولي وبطلب من الحكومة واعتبروا انّ المقاومة ستقف ضدّ ذلك وتمنّوا أن يكون موقفها رافضاً ليحرضوا أكثر عليها ويتهموها بأنها لا تريد إنقاذ لبنان، وأعتقد انّ موقفها بالموافقة على الاستشارة بانتظار الشروط أوقعهم في مأزق وحيرة… ونحن على ثقة تامة بأنها لن ترضخ لشروط الصندوق التي ستتعرّض للسيادة الوطنية وتفرض المزيد من الضرائب وتصرف موظفين من القطاع العام وتُراقب المرافئ والمطار وبعبارة أوضح تحكم البلد على هواها… فالمقاومة تفكر بالوطن الذي ضحّت من أجله بخيرة شبابها ولوّنت ترابه بدمها المقدّس ولهذا سيكون موقفها على قدر كبير من المسؤولية الوطنية…
ونحن كشعبٍ طيب ومخلص لوطنه ولأرضه نُعلنها وبكلّ صراحة…
وطننا ليس للبيع… أرضنا هي كرامتنا وعرضنا وسندفع عنها كلّ وباء وبلاء… وليسمعوا صوتنا المُدوّي.. إنّ المقاومة التي قدّمت آلاف الشهداء والجرحى هي تاجُ الرؤوس ونبض القلوب ومن دونها لا وطن نسكن فيه ولا طعم لحرية ولا لون او شكل لوطنية…
إنّنا الآن في آخر مراحل الانهيار، فكلّ التدابير التي تقوم بها الحكومة العتيدة إنما هي إجراءات تخفيفية وتجميلية كي لا نرتطم بالأرض دفعة واحدة فنفقد الحياة ونخسرُ الوطن…