هل مساعدة صندوق النقد الدولي مشروطة بالمعابر ونشر «اليونيفيل»؟
} عمر عبد القادر غندور*
ليس بالضرورة ان تكون بعض الأدوات المحلية على علم بما سيقرّره صندوق النقد الدولي بشأن طلب المساعدة المقدّم من الحكومة اللبنانية، بل عليهم إطلاق بالونات جسّ النبض ورصد ردود الفعل على محتوى هذه البالونات، وهو ما جاء سريعاً بالتزامن مع خطاب سماحة السيد نصر الله في إطلالته عصر الأربعاء الفائت لمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد القيادي السيد مصطفى بدر الدين.
سماحة السيد تحدّث عن نقاط عدة بينها الأزمة الاقتصادية والنقدية وفوضى الغلاء المتراكم منذ الحكومات السابقة ورأى ضرورة العناية بالقطاعين الزراعي والصناعي لتصدير إنتاجهما عبر الممرات السورية ـ اللبنانية المشتركة. وبالتالي مكافحة التهريب عبر هذه الممرات الكثيرة وهذا لا يتمّ بالشكل المطلوب إلا عبر التعاون والتنسيق مع السلطات السورية على طول الحدود السورية.
وسرعان ما جاءت ردود الفعل ومفادها أنّ سماحة السيد يريد استغلال الممرات الحدودية لإعادة التطبيع والتعاون والتواصل مع النظام السوري! وآخرون تحدّثوا عن تسريبات تقول انّ مساعدة صندوق النقد الدولي مشروطة بنشر قوات «اليونيفيل» على الحدود الشرقية مع سورية، ما يعني انّ ما عجزت «إسرائيل» عن تحقيقه في حرب تموز تريد تحقيقه بالسياسة.
إنّ مثل هذه التوجهات التي تتناقلها الأدوات تريد الإفادة من مضامين سقطت وما زالت ساقطة وستبقى ساقطة ولن تتحقق لأنها ليست في مصلحة الحاجة الوطنية.
وماذا يعني الإصرار على رفض التعاون مع السلطات السورية لضبط ومراقبة الحدود اللبنانية السورية من الجانبين والحدّ من التهريب؟
وماذا يضرّ لبنان من فتح الترانزيت عبر الممرات الحدودية التي تبقى الممرّ الوحيد والعمق الاستراتيجي للبنان مع سورية والعراق والأردن ودول الخليج؟
أما الحديث عن نشر «اليونيفيل» على الحدود الشرقية مع سورية كرقعة الشطرنج التي يسهل تحريكها على أكثر من مئتي كيلو متر على أرض وعرة وقاسية في زمن الانكماش الاقتصادي الشامل؟
ولماذا لم يتحدّث عن نشر «اليونيفيل» يوم تجمّعت جحافل «داعش» وسكاكينها على الثغور الشرقية للانقضاض على لبنان ومكوّناته لولا مسارعة المقاومة والجيش اللبناني لطرد الوباء الذي يسكن العقول قبل الأجساد؟
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي