غسان مسعود… بطل الموسم بصدق الأداء
} دمشق ـ آمنة ملحم
ربما لا يحتاج الفنان غسان مسعود لشهادة في الأداء، فهو من اعتاد تقديمها لكثر تتلمذوا الفنّ على يديه، ولكن الجمهور – الذي يُعتبر العنصر الأهم في الحكم على نجاح أي فنان أو عمل درامي ـ كان هذا الموسم على موعد مع الدكتور آدم عبد الحق في مسلسل «مقابلة مع السيد آدم» الذي تفرّد بظهوره وصولاً لحد الإجماع على أنه بطل الموسم بجدارة، أنه بطل الإنسانية بالكثير من الصدق في تبنّي الشخصية وبالتالي تملكه مفتاح النجاح، بإحساسه العالي وأدائه المرهف، وصموده أمام الوجع الذي حفر أثره عميقاً بقلبه، لكنه لم يدعه ينهار بل واجهه بقوته المعتادة، ما استحق شهادات يقدّمها كثر ورواد السوشيال ميديا يومياً ومع كل حلقة وأحياناً مع مشهد واحد يظهر فيه الدكتور آدم.
غسان مسعود أو الدكتور آدم شخصية مركبة ومربكة، شديدة في التعامل مع ما يدور حولها، إلا أنّها مستعدة للتخلّي بلحظة إنسانية صادقة عن كل شيء حتى عن سمعة عمر في الخبرة المتميّزة بالطبّ الشرعيّ.
قضية تدور حول جريمة قتل غامضة يجد الدكتور آدم نفسه وسط دوامتها ليخسر ابنته المصابة بمتلازمة داون إثرها، وكذلك ثقته بابنه الوحيد الذي يجد نفسه شبه واثق بأنه أحد المساهمين بتغيير تقريره الشرعي حول الضحية ومن ثم قضية اختطاف ابنته وموتها بعد عودتها لحضنه.
مع وفاة «حياة» ابنة الدكتور آدم تنقلب معادلة المسلسل ككل فمن حكاية قتل لحكاية قتل أخرى ورحلة انتقام هذه المرة بطلها الدكتور آدم، يفكر بهدوء، يضبط انفعالاته لأقصى حد، تراه متماسكاً رغم النار التي تشعل قلبه ليجيب الدكتورة ريتا المقربة له في أحد المشاهد على سؤالها من أين له كل هذا الهدوء بعد وفاة ابنته.. «من النار يلي جواتي.. من القهر الي قهروني ياه على بنتي»، ليكون رداً صادقاً يتلاءم مع روح شخصية آدم وتركيبة حضوره وآلية تفكيره وحدة ذكائه، فهو لن يسقط بسهولة وفقاً لطبيعة الشخصية المقدمة، كما أنه لن يظهر بمظهر الضعيف أو غير المهني بعد عمر من المهنيّة العالية والحضور المترف بالجدية والالتزام.
يضبط الفنان غسان مسعود إيقاع الشخصية، ويعزف تفاصيلها بريشة مايسترو أداء، مع حوار يتبناه لينطقه بعينيه وجسده قبل شفتيه، متوازن الحضور، متماهٍ مع الإحساس الذي تلعب الشخصية على وتره في الكثير من مشاهدها، إنه بطل هذا الموسم بشهادة جمهوره هذه المرّة.. إنه الدكتور آدم الذي سيذكره الجمهور كثيراً بأثر يحفره في ذاكرته حلقة تلو الأخرى، إنّه بطل الموسم بعيداً عن كل معادلات الظهور الفاره التي طفت على السطح في السنوات الأخيرة والأداء البراني المعتمد على الشكل أولاً، إنه بطل الدراما الحقيقية حيث لا مكان للاستعراض، ولا انبهار بالموضة ولا الأزياء، بل القول فقط للأداء.