«دواعش» في قبضة الأمن يكشفون كيفيّة تلقيهم تمويلاً وحماية من قاعدة التنف التي تحتلّها القوات الأميركيّة موسكو تشيد بالجيش السوريّ في حربه ضد الإرهاب
أشاد نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، أمس، بنجاح القوات الحكومية السورية في إحباط محاولة تسلل لمقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي جنوب غربي سورية.
وقال سيرومولوتوف، أمس، إن «القوات الحكومية السورية استطاعت بنجاح إحباط محاولة تسلل لمقاتلي التنظيم الإرهابي «داعش» في هذه المنطقة (جنوب غربي سورية)، وأنهم يملكون القدرة الكافية على ذلك».
وأضاف أنه «في عام 2017 تم إنشاء منطقة خفض تصعيد في الجزء الجنوبي الغربي لسورية، بضمانة من قبل، روسيا والأردن والولايات المتحدة الأميركية».
وأوضح «هذه كانت إجراءات ضرورية لخفض العنف على الأرض، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وفِي عام 2018 تم إنهاء منطقة خفض التصعيد هذه نتيجة العمليات الناجحة للجيش السوري وبدعم من القوات الجوية الروسية».
وأشار إلى أنه «نتيجة لذلك تمّت استعادة المنطقة جنوب غربي البلاد إلى سيطرة دمشق، والقضاء على بؤرة الإرهاب هناك، بما في ذلك تنظيم داعش واستعادة الوضع الراهن في مرتفعات الجولان مع استئناف نشاط قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام».
وكانت المفوّضة الأمميّة السامية لشؤون اللاجئين، ميشال باشليت، قد أعلنت في وقت سابق، أن المسلحين في سورية يستغلّون جائحة «كورونا» في إعادة ترتيب صفوفهم محلياً ومهاجمة المدنيين.
وفي سياق متصل، كشف مسلحون من تنظيم «داعش»، ألقى الجيش السوري القبض عليهم قبل نحو شهرين، عن تلقيهم دعماً ومساعدات وتدريبات عسكرية من القاعدة الأميركية في التنف، مشيرين خلال مؤتمر صحافي في دمشق إلى تقديم القاعدة الأميركية الحماية لهم خلال عملية الجيش السوري لتطهير البادية السورية مطلع عام 2019.
المسلحون الثلاثة وهم صلاح جبر الضاهر، الملقب بأبي عبد الرحمن السلفي مواليد الحسكة 1998، وعلي سليم يحيى، الملقب بأبي البراء الحمصي مواليد حمص 1999، وعامر عبد الغفار نعمة، الملقب بأبي صوان مواليد إدلب 2001 ، حيث ألقى الجيش السوري القبض عليهم بالتعاون مع مواطنين بدو في منطقة جبل العمور شمال تدمر في 6 آذار/مارس الماضي.
وقال يحيى إن الدعم مصدره القاعدة الأميركية وكان يتم عبر أبو سفيان الجزراوي أمير البادية في «داعش» وأبو إسلام الحلبي الأمير العسكري للتنظيم في البادية وأبو إبراهيم الدمشقي المسؤول المالي للتنظيم.
وأضاف كانت تلك القيادات تتوجّه كل فترة إلى قاعدة التنف ليعودوا محمّلين بالأموال والمواد الغذائية والوقود والذخيرة والأسلحة وهي من رشاشات متوسطة وصواريخ «تاو»، موضحاً أن المبالغ كانت توزع ما بين 500 دولار لأمير المجموعة إلى 1000 دولار للوالي والعنصر المسلح.
بدوره قال الضاهر إن الدمشقي كان يذهب الى القاعدة الأميركية كل شهر لجلب الأموال ويرسل آخرين كل 15 يوماً لجلب المواد الغذائية والمحروقات، وخصوصاً المازوت.
وتابع: «تلقينا تعليمات واضحة بأن القاعدة الأميركية هم أصدقاء، منعاً للالتباس»، مشيراً إلى أن «عناصر التنظيم وعددهم يصل الى 250 مسلحاً وجدوا في القاعدة الأميركية مخباً لهم مطلع عام 2019، عندما قام الجيش السوريّ بعملية تمشيط واسعة عبر آلاف الجنود المدعومين بسلاح الطيران الحربي والمروحيات».
وأضاف «هربنا إلى وادي الوعر في بادية حمص الشرقية مع أميرالبادية في داعش الجزراوي (سعودي الجنسية)، مشيراً إلى طلب الجزراوي من عناصره عدم استخدام الجوالات ولا قبضات اللاسلكي وإطفاء أضواء السيارات ضمن رتل سار ليلاً حتى وصل إلى مشارف القاعدة الأميركية في التنف.
وتابع الضاهر استقبلتنا سيارات تابعة لفصيل «مغاوير الثورة» وقام مسلحون من الفصيل بإدخالنا إلى القاعدة وأخذ السيارات والسلاح منا حيث عالج الأميركيون أحد المصابين ويُدعى «أبو اليمان الرقاوي» بتجبير رجله وأصلحوا سياراتنا المعطلة وبقينا 19 يوماً إلى أن انتهت عملية الجيش السوري لنعود إلى البادية من جديد.
الضاهر كشف أن الجزراوي أعطاهم تعليمات واضحة باستهداف محطات النفط وحقوله في «شاعر» ومحطة «تي 3» ومواقع للجيش السوري في بادية تدمر بناء على تعليمات أميركية، وكشف عن تلقي قيس الحلبي، أمير المعسكرات في التنظيم، اتصالات مباشرة من قياديين في «مغاوير الثورة» تُخبره عن تحركات للجيش السوري من أجل استهدافها.
بدوره قال نعمة إنه «توجه ومجموعة من سريته إلى داخل قاعدة التنف بناء على تعليمات من الجزراوي للتدريب على استخدام صواريخ تاو ولاو ورشاشات براونينغ»، موضحاً أنهم تدربوا على يد مدربين أميركيين اثنين وبمساعدة أحمد البلخي أحد القياديين في فصيل «مغاوير الثورة» المدعوم من قاعدة التنف.
وكشف العناصر الثلاثة عن مشاركتهم في عمليات عدة استهدفت تجمعات البدو في بادية حمص ومجموعات منهم كانوا يبحثون عن «الكمأة»، كاشفاً عن قتل 21 شخصاً منهم ورميهم في مقبرة جماعية؟
وقال الضاهر: هاجمنا رتلاً للجيش السوري جاء إلى جبل البشري جنوب الرقة وفرضنا عليه طوقاً قبل أن تكسره قوة أخرى للجيش السوري جاءت للمساندة في اليوم الثاني ما دفعنا للفرار باتجاه البادية، مضيفاً قمنا أيضاً بتنفيذ كمائن على طريق السخنة – الزملة واستهدفنا سيارات تقل ضباطاً وجنوداً من الجيش السوري.
من جهته، قال يحيى استهدفنا البدو بأكثر من هجوم في جبل أبو العمور شمال تدمر وقمنا بضرب سيارة بيك أب لهم على متنها 3 أشخاص إلى أن جاءت مجموعة من الجيش السوري واشتبكنا معها، لافتاً إلى عملية تفاوض بين تنظيم داعش والأميركيين جرت عام 2018 في الرقة، كاشفاً أيضاً عن حماية أميركية ومن الوحدات الكردية لتنقل عناصر من التنظيم ضمن رتل كبير من الرقة الى دير الزور.
وقال انتقلنا بحماية 3 سيارات كوجار وعربتي همر أميركية وبرفقة مروحيات أباتشي وسارت خلفنا خمس سيارات رباعية الدفع تتبع للوحدات الكردية إلى أن وصلنا إلى بادية دير الزور.
وتحدّث العناصر الثلاثة عن كيفية استقطابهم للتنظيم وخضوعهم إلى دورات شرعية وأخرى عسكرية في معسكرات البشري في بادية دير الزور الغربية التي يشرف عليها قيس الحلبي.
وتضمنت المعسكرات تدريبات على أسلحة متنوّعة بينها بنادق أميركية إم 16 وكلاشينكوف وصواريخ مضادة للدروع، كما شارك نعمة في معسكر لأشبال الخلافة التابع لتنظيم «داعش».
وقال يحيى أتبعنا ذلك دورات شرعية مدتها شهرين تقريباً لأعمار ما بين 18 الى 19 عاماً وضمت أبناء جنسيات مختلفة وتعلمنا فيها آيات قرآنية وأحاديث نبوية، يتم بعدها إجبارنا على الخضوع لتنفيذ عمليات انتحارية لكوننا بأعمار صغيرة.
وقال «هناك شخص نفذ عملية في لبنان وآخر في تركيا وثالث في مناطق سيطرة الدولة السورية».