عن الرفيق محمد جميل يونس
الرفيق عبد اللطيف كنفاني
هذه المعلومات المدوّنة بخط الرفيق عبد اللطيف كنفاني(1) عثرت عليها مؤخراً بين محفوظاتي، وأنشرها لمزيد من المعلومات عن منفذ عام عكا، الرفيق محمد جميل يونس، الذي كنت أشرت إليه في أكثر من نبذة.
ل. ن.
* * *
انحدر الرفيق محمد جميل يونس من عائلة محافظة، وكان والده شيخاً معمّماً من رجالات عكا المرموقين. توجّه إلى صيدا طلباً للعلم كالكثيرين من أبناء مدينته، والتحق بمدرسة الفنون الأميركية (مدرسة الفنون الإنجيلية الوطنية حالياً) وتخرّج منها عام 1942.
كان دمث الأخلاق هادئ الطباع محبّاً للأدب والبحث العلمي. عُرف عنه أنّه لم يستكن لرأي أو يقبل بنظرية إلّا بعد تشكيك ونقاش مستفيضين. اشتهر في المدرسة بالمغالاة في الجدال، حتى لقّب من قِبل أقرانه بمستر أتلي، وكان السياسي الشهير كلمنت أتلي في تلك الأيام زعيم المعارضة البريطانية.
جاء انتماؤه للحزب عن قناعة متناهية وإيمان متجذر بالأفكار التي يطرحها الزعيم. لم يكن في يومٍ من الأيام متطرّفاً ولا منغلقاً، بل منفتحاً ومحاوراً، لدرجة أنّ الغالبية من أفراد “شلّته” كانوا على نقيض من المبادئ التي اعتنقها ومضى ينادي بها. كان بالفعل محبّاً لبني أمّته على اختلاف ميولهم وتباين مشاربهم، يرى فيهم جميعاً طاقات واعدة لخير الوطن.
أمضى الرفيق محمد جميل يونس البقية الباقية من عقوبة سجن صدر بها حكم عليه، في بلدة جزين، فحلّ فيها “معزّزاً” لفرط أدبه الجمّ وسلوكه الحسن.
وكان يُسمح له بالانعتاق المحدود جداً من وراء القضبان لقضاء بعض الوقت تحت الشمس والتجوّل في دائرة مرسومة. بالمقابل، كان الرفيق يونس يعطي أفراد المفرزة المنوط بها حراسته، دروساً في اللغة الإنكليزية التي كان يجيدها أيّما إجادة، الأمر الذي جعل من السجين صديقاً مؤتمن الجانب وخِلاً أنيس المعشر إلى جانب كونه أستاذاً له احترامه…
أفلم يكن الرفيق محمد جميل يونس محبّاً لبني أمّته إلى أقصى الحدود!!
هوامش:
1 – عبد اللطيف كنفاني: للإطلاع على النبذة المعممة عنه على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.