نصرنا لن يهتزّ… وكلّ ما نحتاجه المزيد من الصمود
} د. جمال شهاب المحسن*
سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً، ومع حلفائها حقّقت نصراً مؤزراً بمواجهة الحرب الكونية التي تُشنُّ عليها منذ أكثر من تسع سنوات، ومسار هذا النصر الكبير لن يهتزّ بالحملاتِ السياسية والنفسيةِ ولا بالعقوباتِ الاقتصاديةِ التي تُفرضُ على سورية وعلى حلفائها، وكل ما نحتاجه هو المزيد من الصمود. وهذا ما حرص أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على تأكيده في ذكرى استشهاد القائد السيد مصطفى بدر الدين.
لقد قارب السيد نصرالله في كلمته المسألة السورية منذ بداياتها والمراحل التي مرّت بها، ناسفاً كلّ الأباطيل والأقاويل والترّهات، ومؤكداً وحدة محور المقاومة وتماسكه وتمسّكه بتعزيز انتصارات سورية القلعة الصامدة بوجه المشاريع الأميركية ـ الصهيونية، ومشدّداً على أن سورية استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها، ولافتاً إلى أن كل الكلام عن تخلّي الحلفاء عنها هو مجرد أحلام ولا أساس له من الصحة.
وقوف محور المقاومة إلى جانب سورية هدفه الحفاظ على استقلالها وسيادتها ودعم قراراتها وثباتها في وجه مخططات الهيمنة الأميركية «الإسرائيلية»، هذا ما شدّد عليه السيد، محذّراً قادة العدو «الإسرائيلي» من أي حماقةٍ أو خطأ في الحساباتِ، وموضحاً أنه في عام 2011 بدأ المخطط الأميركي ـ «الإسرائيلي» ـ السعودي التآمري لاستهداف سورية نظراً لموقعها في الصراع مع العدو «الإسرائيلي» وموقفها من القضية الفلسطينية، والهدف الأساسي كان إضعافها ودفعها للتخلي عن فلسطين والجولان السوري المحتلّ.
أما عن العلاقة السورية اللبنانية، فلا يجوز أن يستمر الوضع القائم مع سورية على ما هو عليه بسبب عداوات ورهانات سياسية خاسرة وخاطئة عند عدد من القوى السياسية اللبنانية، لذا أكد السيد أن ترتيب هذا الوضع يفتح باباً مهماً جداً للوضع الاقتصادي اللبناني، داعياً إلى المسارعة في ترتيب العلاقة مع سورية لفتح الحدود والمعابر وإحياء القطاعات الإنتاجية، خصوصاً أنّ هناك جهوزية سورية بدرجة عالية، في حين أنّ التعطيل والتأخير والمماطلة هي عند الجانب اللبناني، علماً أنّ مَن يفكر بمصلحة الشعب اللبناني يجب أن يتجاوز الاعتبارات الدولية والاقليمية لأنها لن تُطعم اللبنانيين خبزاً .
في كلّ إطلالة لسماحة السيد حسن نصرالله، يتجلّى بوضوح بأنّه صورة لكلامه الصادق المؤمن بالله وشعبه وقضايا أمّته، فهو يقاوم من أجل قضية عادلة ورسالة.. إنه قائد تاريخي بإمتياز.
*إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي