الراعي: بعض القضاة يقضون من منظار سياسي أو انتقامي أو كيدي
رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن «البطالة تفاقمت في لبنان، والفقر متواصل وجنون أسعار السلع على تصاعد غير مقبول والقيمة الشرائية لليرة اللبنانية على هبوط مروع، وقد باتت العناية بالزراعة حاجة أولية والكنيسة تضع أراضيها وإمكاناتها بتصرف المجتمع لاستثمار هذه الاراضي زراعياً وتأمين الغذاء، خصوصاً أن لبنان يستورد 70 بالمئة من حاجاته الغذائية».
وقال خلال قداس الأحد في الصرح البطريركي في بكركي «عقدنا اجتماعاً في نيسان مع الأبرشيات والرهبانايت، بحضور مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود وأطلقنا خطة لاستثمار أراضي الكنيسة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والتعاونيات وذلك من أجل تأمين الاكتفاء الذاتي من الغذاء، ونحن بذلك نعيد اللبناني إلى أرضه ونخفف من بيع الأراضي والهجرة«، داعياً الدولة إلى «دعم القطاع الزراعي كركن أساسي في الاقتصاد الوطني وحمايته من المضاربة الخارجية وتصدير الفائض منه، علماً أن أكثر من ثلث سكان لبنان يعيشون من الزراعة ويجب تأمين حاجات الغذاء للشعب اللبناني».
وأضاف «كم يؤلمنا فقدان وجه الأنسنة عندنا في لبنان. وأود أن أذكر بنوع خاص ممارسة بعض القضاة الذين يقضون من منظار سياسي أو انتقامي أو كيدي، من دون أي اعتبار لكرامة الأشخاص وصيتهم ومكانتهم ومستقبلهم. من أين هذه الممارسة الدخيلة: إتهام وتوقيف في آن من دون سماع المتهم؟ أو فبركة ملفات مع أمر بالتوقيف؟ هل تحوّل نظامنا من ديموقراطي يؤمن للمواطن كل حقوقه المدنية والقانونية إلى نظام بوليسي، ديكتاتوري يطيح المبدأ الأول في حياة كل أمة: العدل أساس الملك؟ وما هذا الإفراط بالسلطة القضائية، وبخاصة إذا علت؟ إلى من يشتكي المواطن المظلوم؟ أإلى زعيمه السياسي ليحميه؟ وإذا لم تكن له مرجعية سياسية، أيبقى ضحية الظلم موقوفاً صامتاً، صاغراً؟ وماذا يعني هذا القضاء الإنتقائي؟ ثم أين أصبحت التعيينات القضائية التي كنّا ننتظر معها بزوغ فجر جديد يحمل إلينا قضاة منزهين، أحراراً، متزنين، وغير مرتهنين لأشخاص أو لأحزاب؟».