الجولان السوريّ المحتل يجدّد رفضه للمخططات الاستيطانيّة والتوسعيّة الصهيونيّة.. ومواجهات عنيفة بين الجيش وإرهابيّين شمال حلب طهران: علاقاتنا مع سورية استراتيجيّة.. وواشنطن توجّه رسائل للأسد للاتفاق معه
أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانيّة، عباس موسوي، على وطنيّة القرار السوريّ واحترام أصدقاء سورية لشؤونها الداخلية رافضاً ما يتردد عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول مستقبل الحكومة السورية.
وقال المتحدث موسوي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس: «علاقاتنا مع سورية وثيقة وودية واستراتيجية تماماً، ونحن والآخرون لسنا في موقع اتخاذ القرار للشعب السوري.. لا نحن ولا روسيا نسعى وراء ذلك».
وشدّد موسوي على أن التمركز الإيراني في سورية قانوني وشرعي وسيستمر طالما تطلب حكومتها مساعدة طهران، منوهاً بأن التمركز الإيراني ذو طابع استشاري لصالح الحكومة والشعب السوري ولا علاقة للولايات المتحدة أو للكيان الصهيوني بالأمر.
وأضاف موسوي: «سنستمر في تمركزنا ما دامت الحكومة والشعب في سورية يطلبان منا المساعدة في مختلف المجالات».
وفي سياق متصل، نفى البرلماني الإيراني الرفيع، حسين أمير عبد اللهيان، صحة التقارير حول انسحاب القوات الإيرانية من سورية، مؤكداً في الوقت نفسه أن واشنطن تريد اتفاقاً مع الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال عبد اللهيان، المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، في حديث لقناة العالم الإيرانية، الأحد: «في ما يخص العلاقات الإيرانية السورية هي علاقات استراتيجية، فالقوات الاستشارية الإيرانية لمكافحة الإرهاب ذهبت إلى سورية بدعوة من الحكومة السورية الرسمية».
وأضاف عبد اللهيان، الذي تولى سابقاً عدداً من المناصب البارزة في الحكومة الإيرانية: «مستشارونا ما زالوا إلى جانب القوات المسلحة السورية وكذلك إلى جانب المساعدات التي تقدمها القوات الجوية الروسية، ويقومون بخطوات استمرار الكفاح ضد الإرهاب في سورية الذي لا يزال موجوداً ولم يجتث من سورية». وأردف: «زعزعة الأمن والاستقرار هناك تحمل تبعات قد تصل إلى إيران».
واتهم عبد اللهيان الولايات المتحدة بدعم الدواعش والإرهابيين، مشيراً إلى أن واشنطن تعمل لإحياء «داعش» على التراب السوري، موضحاً أن هذا الأمر لا يدعم فكرة تقليص الجمهورية الإسلامية لعدد قواتها في سورية.
وأكد السياسي الإيراني أنه «طالما تواصل الحكومة السورية دعوتها وطلبها أن نساعدها في مكافحة الإرهاب، سنكون إلى جانبها بكل قوة لمكافحة الإرهاب واستقرار الأمن والسلام في سورية».
واعتبر البرلماني الإيراني أن «الأميركيين أرادوا أن يسقطوا الأسد والحكومة السورية ولم يتمكنوا من ذلك، واليوم يرسلون رسائل إليه ليجلسوا معه».
وسبق أن أفادت وسائل إعلام العدو بأن إيران بدأت عملية سحب قواتها من سورية، وذلك تزامناً مع شائعات حول اتفاق روسي إيراني تركي بشأن «استقالة الأسد» من منصبه.
على صعيد آخر، جدد أبناء الجولان السوري المحتل تأكيد تمسكهم بأرضهم وتصديهم لممارسات الاحتلال الصهيوني القمعية الرامية إلى سرقة أراضيهم وإقامة ما تسمّى المراوح الهوائية «التوربينات» التي تخطط سلطات الاحتلال لإقامتها على الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها لأهالي الجولان المحتل.
وتسعى سلطات الاحتلال الصهيوني إلى إقامة مشروع استيطاني جديد من خلال تركيب 45 مروحة هوائية كبيرة لتوليد الكهرباء في الجولان المحتل والذي ستتم بموجبه مصادرة أكثر من ستة آلاف دونم من الأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها للأهالي في قرى مجدل شمس وبقعاثا وعين قنية ومسعدة المحتلة.
وفي إطار التحركات الشعبية لأبناء الجولان المحتل الرافضة لمخططات الاحتلال نظم أهلنا بالجولان حراكاً شعبياً تم خلاله وضع لافتات وإشارات دلالة على جانبي الطرقات والأراضي التي تنوي سلطات الاحتلال تركيب مراوح هوائية عملاقة فيها تحذر الغرباء والمستوطنين من الاقتراب أو الدخول إلى أراضي المزارعين التي يستهدفها مشروع المراوح.
وجدّد عدد من أهالي الجولان في اتصال مع مكتب سانا بالقنيطرة وقوفهم ضد المشروع الصهيونيّ الجديد واستعدادهم للتضحية في سبيل الدفاع عن أرضهم مؤكدين أن المراوح الهوائية ما هي إلا سلسلة من الممارسات والإجراءات الصهيونية بحق الجولان السوري المحتل أرضاً وهويةً وتاريخاً.
ميدانياً، دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة الليلة قبل الماضية بين الجيش السوري وفصائل إرهابية موالية لتركيا على جبهات مدينة مارع وحربل.
وعمدت مدفعية الجيش التركي إلى قصف قرى مرعناز والمالكية وديرجمال شمالي حلب بشكل عنيف.
وحربل قرية في منطقة اعزاز في محافظة حلب، تقع شمال مدينة حلب، وتعتبر من أكبر وأهم القرى التي تتبع لناحية مارع كما ان لموقعها اهمية كبرى حيث تتوسط كل من ناحية تل رفعت ومارع وتطل على قرى عدة أخرى.
أما مارع فهي مدينة، تبعد عن حلب 35 كيلومتراً إلى الشمال، وتبعد عن الحدود التركية السورية مسافة 25 كيلومتراً.
من جهتها، قالت وكالة «سانا» إن الجيش التركي أدخل مساء الأحد قافلة من الشاحنات المحمّلة بمواد لوجستية لتعزيز نقاطه وإنشاء جدار عازل بريف مدينة رأس العين شمال غرب الحسكة.
وذكرت مصادر أهلية لمراسل «سانا» في الحسكة أن الأتراك أدخلوا عشرات الشاحنات عبر قرية السكرية بريف رأس العين الشرقي بالقرب من الحدود محملة بكتل اسمنتية ومواد لوجستية متنوّعة.
وأشارت المصادر إلى أن الشاحنات اتجهت نحو قرية باب الفرج القريبة من الحدود التركية ويتوقع استخدامها لإقامة جدار عازل في المنطقة و»ذلك في إطار محاولات النظام التركي تكريس سياساته العدوانية وفرض الأمر الواقع في المناطق التي احتلها مع مرتزقته من التنظيمات الإرهابية»، بحسب تعبير الوكالة.
وأقدم الجيش التركي على إقامة جدار اسمنتي بطول مئات الكيلومترات في نيسان/ أبريل من العام الماضي في محيط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي لعزلها عن محيطها الجغرافي.