هجمة مدروسة على أكرم الحلبي والمعطيات تشير إلى دوافع انتخابيّة
} ابراهيم وزنه
في الوقت الذي يتعرّض فيه رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي لسلسلة من الهجمات العشوائية المغرضة وغير المحقّة من قبل بعض لاعبي المنتخب السابقين وخلفهم بعض الاداريين، يواصل الرجل جهاده الأكبر في إعادة الاعتبار إلى اللعبة التي سبق وأطل لبنان من خلالها على العالمية في ثلاثة «مونديالات».
يتفنن المهاجمون، وهم في غالبيتهم ممن انتهت صلاحيتهم الميدانية، في إختلاق أسباب تدفعهم للمضي في تسديد رمياتهم التائهة عن مصلحة «السلّة» … وهم بفعلتهم يمعنون في إيجاد شرخ بين عائلة اللعبة في زمن يحتّم تكاتف الجهود، وتسليم الراية من جيل إلى جيل بروح رياضية.
صحيح أن أكرم الحلبي وصل إلى سدّة رئاسة الاتحاد السلّوي في تموز من العام 2018 مدعوماً من قبل أصحابه في التيار الوطني الحر. ففي لبنان، درجت العادة على وصول جميع رؤساء الاتحادات إلى مواقعهم عبر «التزكيات» الحزبية.
منذ أقل من سنتين، تصدّى الحلبي للمهمة الشاقة في وقت كانت اللعبة قد وصلت إلى ذروة معاناتها جرّاء تراكم الديون (1,6 مليون دولار) وتوقيف لبنان عن المشاركات الدولية بقرار من «الفيبا»، فنجح في خلال أشهر معدودة على تسديد الديون وشطب قرار الايقاف الدولي، وبالتالي إنتشال اللعبة من الدرك الأسفل، مع الاجتهاد والسعي لبناء المنتخب القادر على استعادة الأمجاد.
وفي ضوء الاندفاعة الايجابية التي تحققت للعبة منذ أول موسم تحت قيادته، تمّ انتخابه كنائب لرئيس الاتحاد الآسيوي (حزيران 2019)، وعلى جنبات البطولة أعرب كثيرون عن اعجابهم بجرأته في اتخاذ القرارات ومقاربة القضايا المستجدة، وفي الوقت عينه كان هناك بعض المتربصين، ممن ينتظرونه لارتكاب هفوة!
الصدام المفتعل والهدف انتخابي!
عدم نجاح لبنان في التأهل إلى المونديال السلوي في الصين (2019)، أخرج المتربصين وغير المستفيدين من جحورهم، وهنا بدأت المعارك العلنية، تصاريح من هنا وردود من هناك، فيما المتباكون أنفسهم يدركون بأن الخروج من مولد المونديال بلا حمص، مردّه إلى عقليات بعض اللاعبين الرافضة لمبدأ (انتهت صلاحيتك فدع غيرك يلعب)، وهم ممن يرجّحون مصالحهم ومصالح أنديتهم على مصلحة اللعبة والمنتخب! والبعض لا يلعب بقميص المنتخب إلا في حال قبض بدل أتعابه مسبقاً! ومن لم يقبض حرد وقاطع المنتخب! ناهيكم عن التلهّي بتصفية الحسابات الشخصية، بين اللاعبين أنفسهم، وأحياناً بين بعض اللاعبين والمدربين والاداريين!
من خلال مراجعة التصاريح المطلقة من الحلبي واللاعبين وتوقيتها الذي يستبق عملية انتخاب رئيس جديد للاتحاد، ربما بعد 3 أو 4 أشهر، تتكشّف الصورة لتؤكّد أن وراء الهجمة المنسّقة والمدروسة غايات إنتخابية ليس إلا.
مع الاشارة إلى أن برنامج الحلبي الساعي إلى التطوير وتغيير القوانين والعقليات لم يعجب المعترضين على بقائه في موقعه لولاية ثانية، بالرغم من انفتاحه على زملائه في الاتحاد وعلى اللاعبين القدامى الذين يكن لهم كل احترام وتقدير، ولطالما ناشد أسرة السلة للتفاهم والتلاقي لرسم خط بياني صريح وواضح يأخذ باللعبة إلى واقع أفضل في ظل ظروف صعبة.
ويقول أحد المقربين من الحلبي : «منذ استلامه رئاسة الاتحاد أعلن عن رغبته بالتعاون مع الجميع تحت سقف مصلحة تطوير اللعبة وإعادة وهجها السابق عبر بناء كرة سلة سليمة وواقعية مع التركيز على بطولات الفئات العمرية وتطوير القوانين بما يتلاءم مع الطموحات».
الشح المالي أساس كل تراجع
لا أحد ينكر بأن المال في الرياضة أصبح أمراً أساسياً وضرورياً فيما لو كان الارتقاء بالمستوى هو الهدف المرسوم، وحول واقع كرة السلة المادي تبرز جملة من التساؤلات، كيف تنفق الأندية موازناتها الضخمة (مليون دولار للموسم) ؟ وهل تعتمد الأندية على مداخيل المباريات، وهي لا تقدّم ولا تؤخّر (ألفي دولار على أبعد تقدير للمضيف)؟ كيف ستواجه الأندية الأزمة الاقتصادية وارتدادات جائحة كورونا؟ وكيف ستلعب في ظل هروب الرعاة والمعلنين والداعمين من أصحاب المبادرات الفردية؟ وهنا، تؤكّد المعطيات بأن غالبية الأندية ستعاني أكثر وأكثر في الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق أعلن رئيس الاتحاد أكثر من مرّة : «لا أندية من دون لاعبين ولا لاعبين من دون أندية … ودورنا كاتحاد يتمحور حول التخطيط والتنظيم والرعاية ووضع الأسس المتينة لانشاء بناء متين بمواجهة الأيام وتقلّباتها».