مبادرات موسيقيّة إلكترونيّة لدار الأوبرا السوريّة أندريه معلولي: الموسيقى متصلة بوجدان الإنسان ولا بدّ من إحيائها والحفاظ على وتيرتها في أصعب الظروف
} رانيا مشوِّح
لأن المكان الذي تدخله الموسيقى لا يدخله الأشرار وفي بادرة ثقافية فنية لم يسبق لها مثيل قامت دار الأسد للثقافة والفنون – الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بالتعاون مع شركتَي «شمس الشام بيكسل» و»إيفنتو» بمسابقة فنية، حيث قدم أكثر من 60 موسيقياً وتقنياً سورياً موسيقاهم من منازلهم بالآلات المتواجدة عند كل فنان وفني، حيث قام الموسيقيون بالتسجيل والتصوير وبدورهم قام الفنيون بمتابعة عمليات المكساج والمونتاج ليقدّموا أعمالاً تليق بجماهير الدار كما عهِدوهم طوال السنوات الماضية.
وعن المشروع صرّح المايسترو أندريه معلولي مدير دار الأوبرا قائلاً: أطلقنا منذ فترة في دار الأسد للثقافة والفنون مشروعاً في خضم موجة الكورونا، وبعد متابعتنا لكل الأمور التي تحدث حول العالم طبياً بسبب هذه الجائحة العالمية، لاحظنا أن معالجة هذا الوباء هي رفع المناعة والتي هي أساس علاج هذا الفيروس، وانطلقنا أيضاً من أن المناعة إلى حدّ مهم جداً لها علاقة بموضوع الطاقة الإيجابية، وبث هذه الطاقة في نفوس الناس يرفع من المناعة، وعملياً كانت المبادرة ببدء تحميل كل الحفلات التي أقيمت في دار الأسد على صفحة دار الأوبرا على «الفيسبوك»، والتي كان لها أثر جميل عند الجمهور ليبقى على تواصل مع نشاطات الدار، وهي مبادرة ليسترجع الناس ذكرياتهم مع الحفلات ويعيشوا هذه اللحظات الجميلة، وفي الوقت نفسه يتسنى للآخرين الذين لم يحضروا هذه الحفلات متابعة هذه الفعاليات أيضاً، فبدأنا بنشر بعض المقاطع الموسيقية تباعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث كل يوم يوجد شيء جديد، وبهذه الخطوة تكون دار الأسد للثقافة والفنون حاضرة في كل بيت يومياً.
وأضاف معلولي: ثم انتقلنا إلى الفكرة الثانية واشتغلنا على أعمال موسيقية أون لاين تماشياً مع كل ما يحدث في العالم بطريقة أكثر أكاديمية واحترافية ودقة، وهذا العمل الجديد كان إنتاجاً لمشروع عملنا عليه منذ فترة، والفيديو الذي قدّم بالتعاون مع شركتي «إيفينت» و»بيكسل»، «شمس الشام» المساهمتين في إنتاج الفيديو وبمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبورديان، وهي إحدى الفرق الموسيقيّة في الدار.
في الواقع، هدفنا هو إعادة الجمهور للتواصل مع الدار الذي يعدّ مهماً جداً لهم وللعازفين أيضاً، وقد عمل كل شخص من منزله التزاماً بقرارات الحكومة في الحجر المنزلي، وعمل كل عازف بطريقة جميلة وأكثر طبيعية، وتم تسجيل المقطوعة الموسيقيّة التي تم الاتفاق عليها مع المايسترو ميساك وتسجيلها وأرسلت الفيديوهات، ثم جمعت المادة الموسيقية التي عزفت «لايف» ولم تكن مسجلة إطلاقاً، وركّب الصوت على الصورة ليظهر بإخراج مميز من قبل الأستاذ ممدوح قدور، والفكرة كانت من دار الأسد بالتعاون مع الأستاذين مازن قدسي وممدوح قدور. ومن خلال هذا الثلاثي مع المايسترو والأوركسترا تم إنتاج هذا العمل، وهو خطوة أولى لتكون دار الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة أكثر احترافية، وسيكون لدينا بالتأكيد مبادرات أخرى جديدة ولكن تباعاً، ونحن متّجهون أيضاً لفتح قناة على اليوتيوب لبث الحفلات كاملة، وليس مقاطع فقط.
وعن الأفكار المستقبلية قال معلولي: نحن بانتظار تطوير أفكار جديدة حتى نستطيع تقديم حفلات موسيقية من دار الأوبرا «أونلاين» على مواقع التواصل الاجتماعي، واليوم هذا العمل هو دليل على أن الموسيقى موجودة رغم كل الظروف، ولا يعيقها شيء فهي أكبر من أي حدث وقادرة أن تصل إلى وجدان كل إنسان، ونحن في دار الأسد للثقافة والفنون وضعنا الفكرة بطريقة مهمّة لنتماشى مع كل دور الأوبرا العالمية عن هذه الأعمال التي قدمت في بلدان عدة قامت بهذه التجارب، ونحن لسنا أقل منهم أبداً من ناحية السوية الفنية، وقدمنا عملاً احترافياً بامتياز بكل المقومات والإمكانيات الموجودة لدينا لنقدم عملاً متكاملاً، وهذا الشيء دليل على مدى قدرة السوريين في ابتكار الجديد دائماً وابتكار الحلول التي تساعدنا على التطوير، ولهذا السبب أنتجنا هذا العمل وهي خطوة أولى للدار، ولإثبات أن الموسيقا قادرة على جمع كل الناس على المحبة والإخاء والأمل دائماً، وعيش حياة أفضل والانتقال إلى ظروف أجمل، لا يمكن نكران أن هذا العمل مهم جداً لمتابعة الحياة إن كان لنا نحن الموسيقيين أو بالنسبة للجمهور الذي يعتمد على بث الطاقة الإيجابية من دار الأوبرا.