اشتباكات عنيفة تسفر عن مقتل عدد من عناصر «داعش» شمالي محافظة ديالى شرقي العراق الكاظمي: سيادتنا منقوصة منذ 17 عاماً وتسلمت البلاد بخزينة شبه خاوية
قال مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، إنه تسلّم الحكومة وخزينتها شبه خاوية.
وأضاف الكاظمي في مقال كتبه ونشر أمس في عدد من الصحف العراقية، بحسب موقع صحيفة«بغداد اليوم»، بأنه سيواجه تحديات تتطلب من الجميع التكاتف لتذليلها، داعياً الكتل السياسية إلى المساعدة لاستكمال الكابينة الوزارية.
وقال الكاظمي إنه«مع اقتراب الموعد الذي قطعته أمام البرلمان لاستكمال التشكيلة الوزارية، لا بد من وضع شعبنا وقواه الوطنية، وشبابنا المطالب بحقوقه، أمام ما أواجه من تحديات تتطلّب من الجميع التكاتف لتذليلها».
لافتاً إلى أن ما يقوم به من«مداولات وحوارات بناءة ومكثفة مع كل القوى السياسية هدفه الوصول إلى ما يُرضي شعبنا ويعيد الثقة بإمكانية تجاوز العملية السياسية للأزمة المتفاقمة التي تواجهها وتضع عراقنا أمام مفترق طرق».
وتابع الكاظمي:«لقد تصدّيت لواجبي، وأعرف مسبقاً المصاعب التي تقف أمامي، والتركة الثقيلة التي ستواجهني على كل الأصعدة وفي جميع الميادين الحيويّة التي ترتبط بحياة المواطنين، وأمن وسيادة واستقلال البلاد».
مشيراً إلى أنه يدرك«أن الأزمة شاملة وتدخل في نسيج الدولة ومؤسساتها، وتعرقل قوتها الاقتصادية التي تعثرت خلال الفترة الماضية، فلم يتحقق ما من شأنه النهوض الشامل بالأمن الغذائي للبلاد، ولا النهوض بالصناعة وتنويع واردات الدولة، وتوسيع الاستثمار، وتأهيل البنى التحتية المتآكلة».
ولفت رئيس الحكومة إلى أن«ما زاد من الصعوبات عدم إعادة النظر بجدية في هيكلية إنتاج وتسويق النفط والاهتمام بالمشتقات النفطية، فيما أعيد في المقابل تدوير أزمة الفساد الإداري والمالي، وتفكك الكثير من أجهزة استكمال الدولة ومؤسساتها».
وتابع:«بدلاً من تشجيع الاستثمارات وقطاعات العمل وإعادة تشغيل المصانع المتعثرة بتأمين ما تحتاجه لاستيعاب الأيدي العاملة العاطلة، جرى رفع مستوى التضخم الوظيفي في أجهزة الدولة وما ينطوي عليه من استنزاف للموارد وبطالة مقنعة».
وقال رئيس الحكومة إن«التحديات التي تواجه أي حكومة مضاعفة. ومع معرفة كل هذه الصعوبات استجبت لتحمل المسؤولية، معتمداً على تفهم الكتل والقيادات السياسية، وقبل ذلك جمهور شعبنا المبتلى، والمظلوم، والمطالب بحقوقه الطبيعية، لضرورات المرحلة، خصوصاً أن التدني الخطير في موارد البلاد مع انهيار أسعار النفط يحتم على الحكومة البحث في كل الاتجاهات لإيجاد مصادر عاجلة لتسديد رواتب العاملين في الدولة، وتغطية النفقات الضرورية لتسيير شؤون والتزامات المؤسسات، وفي مقدمتها تأمين سلامة المواطنين من جائحة كورونا».
وتابع:«إنني إذ أضع هذه الوقائع أمام شعبنا والقيادات السياسية، أؤكد مجدداً أن العراق أكبر من التحديات والأزمات والمشاكل مهما بلغت، وأننا بحاجة إلى التعاون والتظافر مع كل قوى شعبنا من كتل برلمانية وأحزاب سياسية وفعاليات اجتماعية وثقافية، وبتفهم من شبابنا المتظاهرين، بما يمكن الحكومة القيام بواجبها».
ميدانياً، أسفرت اشتباكات عنيفة بين قوات الحشد الشعبي وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، عن مقتل عدد من عناصر التنظيم في ناحية العظيم، شمالي محافظة ديالى.
ذكر الموقع الرسمي للحشد الشعبي «أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوة من اللواء 23 بالحشد وعناصر «داعش» الذين اقدموا على تفجير خطوط لنقل الطاقة في ناحية العظيم».
وأضاف الموقع «أن الحشد تصدى للمهاجمين وقتل عدداً منهم في أطراف قرية البومرعي شرقي العظيم».
وشهدت المحافظات المحررة، لا سيما صلاح الدين، وأجزاء من كركوك، وديالى، ونينوى، والأنبار، شمالي وغربي البلاد، مؤخراً، هجمات إرهابية شنتها عناصر الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» الإرهابي، متسببة بمقتل، وإصابة العشرات من المدنيين، والمنتسبين في الأجهزة الأمنية.
وأعلن العراق، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي (المحظور في روسيا)، بعد نحو 3 سنوات ونصف السنة من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتلّ نحو ثلث البلاد، معلناً إقامة ما أسماها «الخلافة الإسلامية».