مطالباً الإعلام الفلسطينيّ..
المطران عطا الله حنا:«حارس القدس» يبرز الوجه الحقيقيّ للمسيحيّة المشرقيّة
ملهم الصالح ـ دمشق
عطا فرحات ـ الجولان المحتل
غياب مسلسل «حارس القدس» عن الفضائيّات الفلسطينية في الموسم الرمضاني الحالي (2020)، يثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجّب والاستنكار والشجب، ولا يزال مجهول الأسباب: (مواقف سياسية، انحسار موازنات، حسابات ضيقة)، العمل الذي يروي سيرة مطران القدس، المطران المقاوم: «إيلاريون كبوجي» (1922 – 2017)، كتابة: (حسن م. يوسف)، إخراج: (باسل الخطيب)، إنتاج: المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعيّ والتلفزيوني/ سورية، بطولة نجوم الدراما السورية: (رشيد عساف، صباح الجزائري، سامية الجزائري، سليم صبري، أمل عرفة).
وهو ما دفع أقـــــلاماً صحافية فلسطينة معارضة لتهاجم القائمين على الفضائيات الفلسطينية، وبخاصة (التلفزيون الفلسطيني الرسمي)، بل وتتهمهم بالعمالة والتطبيع والتخاذل في مواجهة «صـــفقة القــرن»، بدورها لم تقدم المؤسسة الرسمية الفلسطينية أي تبرير.
وفي تعليق لـ «البناء» صرّح المطران «عطا الله حنا» رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس عاتباً: «لا إجابة حقيقية لديّ، أو إدراك لماذا لم تعرض المحطات الفلسطينية «حارس القدس»؟! العمل الذي يبرز الوجه الوطني الحقيقي للمسيحية المشرقية، التي يسعى كثيرون لطمسها، وإعطاء القضية الفلسطينة لوناً معيناً، وهذا أمر مرفوض، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لنا قضية مسيحية كما هي قضية إسلامية عربية إنسانية.
وانطلاقاً من البعد المسيحي (إذا ما جاز التعبير)، نحن كمسيحيين في فلسطين وفي هذا المشرق معنيون بإبراز الوجه الوطني الحقيقي للمسيحية المشرقية، لسنا أقليّات في أوطاننا، ولسنا جاليات، ولسنا ضيوفاً عند أحد، بل مكوّن أساسي من مكونات الأمة، والمشرق العربي، فالمسيحية انطلقت من أرضنا وبلادنا، وأعتقد بأن رسالة ومهمة هذا العمل الأساسية إبراز هذا البعد: (عراقة المسيح، وعراقة الحضور المسيحي في هذا المشرق).
«حارس القدس»: إنجاز سوري عظيم، وطني قومي إنساني تاريخي، يروي سيرة شخصية دينية قومية عربية، نصفها بأنها: سورية فلسطينية في الوقت نفسه، فهو من «حلب»، ويفتخر بانتمائه لسورية، كما يفتخر بأنه مقدسي الهوى، (هذا ما قاله لي في أحد لقاءاتنا في روما قبيل وفاته بأشهر).
المسلسل مشاهد في فلسطين بشكل كبير وواسع، بل وكاسح، سواءٌ عبر القنوات السورية، أو قناة الميادين، تقديرنا لكل من يقول كلمة حق في هذا الزمن الرديء؛ زمن التطبيع، زمن التآمر، زمن التخاذل، كم نحن بحاجة إلى هذه النماذج التي يجسدها (المطران كبوجي) وغيره من المكافحين والمجاهدين من أجل فلسطين وقضيتها العادلة، وبالتالي فإن أي قناة عربية أو فلسطينية تعرض هذا العمل إنما تلقى شرفاً ما بعده شرف.
وعليه؛ وعبر منـــبركم نذكّــــر الإعلام الفلسطيني بل ونطالبه باستدراك ما فاته، وعرض «حارس القدس» على شاشاته في أقرب فرصة تتاح.