عشق الصباح
إليك قراءتك في سفر الكلام.
إلى ابني المقاتل في الجيش العربي السوري المساعد احتفاظ /دورة 103/: – أحمد حسن الناصر
–الذي فُقد في معركة تل كركات على حواف ادلب في /10/5/2019/.
عشق صباحي ومساءاتي لسورية الوطن سرمديّ أبديّ.. سورية تستحق التضحيات.
الحنين فلسفة الكلام والبوح حبيس القلب وقبلهُ ملح الدمع حبيس العيون.. تمر الأيام أمرّ من «الدفلي» كأني أمشي على شوك البراري «حافي القدمين» هو الليل يلاقيني كوماً خلف طاولة كوّمت عليها تلاً من الورق حبّرته كل حكايانا التي كانت.. والتي تخيّلتها أن تكون.. واشهد بأن «خطب الوداعات مهول» واشهد بأني ما كفرت بالصبر الذي كوى بالملح جراحي النازفات وقد نذرت «للرحمن صومي» أن لا أمد الخطو خارج سور حاكورتنا التي تعرف وباب ياسمين بيتنا الذي تحب… يجتاحني ظمأ غير ظمأ العطش «كلما شربت الماء زاد في ظمإي وأنت كنت دنيا من المرارات والفرح معجون فيها حتى طحنت سنين عمرك بين رحاها.. ورحت أبلل يباس حلقي بكؤوس كنا نداولها بيننا على أنغام صوتك يجلجل في فضاءات الليل وأنت تحبس في عينيك دموع ألم كنا نتوهم أنها دموع فرح.. ليتني اعرف «كتابة الشعر» كنت كتبتك قصيدة صارت مواويل يغنيها «المطربون» تحكي لهف شوقنا انا وعليا أمك إليك وقد مر أكثر من عام على آخر مرة التقينا في بيتنا.. ربما نحن معشر الكتاب نعيش الخيال أكثر من غيرنا من الناس نتخيّل أحلامنا ونكتبها ثم نقرأها حتى صرنا نظن أنها حقيقة نعيشها!… كم بنيت لك في خيالي حكايا حتى صارت كلماتي من جمر ومفردات كتاباتي كالصبار وحبري ملحاً أجاجاً. وأنا على حواف «ثمالات العمر» عاشق أفتش عنك في بريق النجوم أو طلة الصباح… هل رأيت رمل الصحراء الذي أحرقته شمس الظهيرة كيف يكون شوقه للمطر؟..ظمأ عيوني إليك لهف عاشق متكئ على حفاف شبابيك الليل ينتظر القمر.. إليك بوح روحي نازف ونجوى القلب صارت تراتيل الفجر.. سئمت التواري خلف الكلمات.. «أي نعم» كواني الصبر.. تعال مرمرني كما تشاء.. المهم أن تجيء.. «يا بو العيون الخضر وحق الذي مشى على الماء وكلم الناس في المهد.. وحق الذي خلع باب خيبر».. طوّلت غيابك تعال مرمرني كما تشاء….. اشتقتلك»!.
حسن إبراهيم الناصر