ورد وشوك
من آجال ضاع السلام بين الأمم والأقطار ومازال البحث عنه جاريآ حتى الآن…
والحق يقال إن احتمال العثور عليه بات ضعيفاً في زمن دول تتربّع على سيادة عالمنا وتمتلك أزراراً مجرد الضغط على واحد منها ستزال عن الأرض بلاد بجبالها ووديانها والأنهار وستباد معها ملايين الأعداد من البشر وباقي المخلوقات…
والمضحك المبكي أن معظم الأسياد المؤتمنين على هذه الأزرار برمزيّتها وقدراتها النووية حمقى وسفهاء..
أخذهم جنون العظمة بعيداً عن الإنسانية وضرورة إيجاد السلام وإحلاله بين العباد فبه يكون إقرار حق الشعوب بالحياة وهذا ما يمليه ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وضمان الكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة والأمان وبالتمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية….
ما يتطلب رفع العقوبات عن دول مستقلة ذات سيادة دولية تملك ثروات طبيعية من نفط وغاز ورؤوس أموال ضخمة محجوز عليها زوراً وبهتاناً لدى بنوك أصحاب القرار.
ويبقى السؤال مفتوحاً ينتظر الجواب…. من مكّنهم من امتلاك القرار؟
هذا حال وضع السلام بين الدول في كل القارات، لكننا نحن كشعوب وأفراد تواقين دوماً للسلام نفشيه بيننا في كل الأوقات وبمختلف الأشكال بتراحمنا وتعاضدنا وتقبل الآخر قدر الإمكان. هكذا كان حالنا إلى أن اجتاز الحدود وكل المعوقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية زائر مجهول النسب والانتماء يقال عنه حاصد الأرواح واتقاؤه يعني التباعد والانزواء وعدم تبادل التصافح بالأيدي وهو ما نسمّيه باللغة الدارجة (السلام) وكذلك القبل والاحتضان يعني كل الحاجات الروحيّة التي تبعث في النفوس الطمأنينة والسكينة…
صرنا اليوم نعيش اليتم بعيداً عن الإحساس بالسلام بين الدول والشعوب وكافة الأفراد، لكن يبقى سلامنا الداخلي الأمل فينا والرجاء بغد مقبل أفضل حتماً مما فات… ناظرين لنصف الكأس الملآن فللجائحة رغم آثارها السلبية على كل الأوطان إلا أن هناك إيجابية أعادت فيها اللحمة للعائلات أساس كل المجتمعات علَّ ما أصابنا يحيي فينا من جديد الحب للحياة وهي مشوار قصير مهما طال بعدد السنوات.
لا ضير إذاً في أن نمضيه بروح إيجابية وإيمان عظيم بمشيئة القادر العالي وتقديره لخير الأنام وعلى المبدأ العلمي الحديث لتقنية ثلاثي الأبعاد في النظر لكل الأمور مستعيرين نظارته وبواقع افتراضي نود نحن عيشه بأقل الخسائر وأقل التكاليف مع الأحبة في سلام وأمان على مر قادمنا من الزمان.
رشا مارديني