حديث الجمعة

قالت له

قالت له: سمعتك تنادي بتحويل الصباحات للقدس فهل هذا يسري على صباحات العشاق؟

قال لها: وهل من عشق أكبر من عشقها؟

قالت: كي تُطاع اطلب المستطاع فهل يجوز إدخال السياسة في الحب. فدع للعشاق حريتهم وخذ منهم في غير الحب صباحاتك التي تريد.

قال: أن أدعو من استطاع إليها سبيلا ولهم كل الحرية.

قالت: أتدعوني وأنا أغازلك أن ألقي عليك سلام القدس ولا ترى في ذلك درجة من الجدية والمهابة تقطع حبل المشاغبة والفوضى التي تطيب بين حبيبين؟

قال لها: لا أظنني قلت ذلك ولا فعلت. فالدعوة هي لصناعة وصقل الذاكرة وهي لكسر التقاليد الفارغة من أي معنى في التخاطب اليومي بين الناس وليست أمراً عسكرياً لتغيير قهري في غير مكانه. وما دعوت إليه هو كسر جليد الحرج في قول صباح القدس مع الأهل والأقارب والأصدقاء والناس العابرين الذين نلقي عليهم السلام ولم أدع لتحويلنا جميعاً إلى ببغاوات تقهر السياق لتزج بالقدس فيه، لكنني عندما أطل عليك ونهم بالعناق هل يزعجك أن أطلّ بصباح القدس؟

قالت: قبل أن تنتقل للغزل؟

قال: إطلالة الوهلة الأولى.

قالت: أستغرب إن ألقيت غير صباح القدس وسلامها وسأبادلك بالمثل لأننا تعاهدنا أنها وحدها ستكون ثالثنا.

قال لها: وإن فعل كل العشاق هذا كما الأمهات والآباء وأساتذة المدارس وأصحاب ورش العمل وعناصر شرطة السير؟

قالت: لبقيت القدس في الوجدان حيّة حتى يفك المقاومون أسرها.

قال: إذن نحن متفقون؟

قالت: بشرط

قال: وما هو؟

قالت له: أن تناديها بصباح القدس ومساء القدس ولا تبدّله بأي سلام؟

قال: والسبب؟

قالت: كي تبقى المهابة وتخجلان من اللحظة.

قال: أليس من الانتهازية أن تستعملي قدسية القضية لمآرب صغيرة؟

قالت: بالعكس قدسية القضية تصون قدسية الحب وقدسية الحب تنحني لقدسية القضية.

قال: قبلت.

قالت: وصباح القدس لكل النساء ولا شيء سواه.

قال: قبلت.

قالت: وأنا ألقي عليك صباح القدس فتردّ بمثله مرة ونكتفي.

قال: قبلت.

قالت: إذن لا تحبها؟

قال: ألا تخشين أن يكون عدد مرات حضور القدس التي أحب في حواري معها مزيداً من الحب؟

قالت: إذن لكل الناس ما عداها صباح القدس وكل صباحاتنا مقدسية.

فضحكا وتعانقا على طريقة زمن كورونا بتشابك الأكواع وظهراً إلى ظهر.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى