في يوم القدس العالمي: لم نَعُدْ نخاف من قوى الظلام
على شُعاعِ الفَّلَقِ وأنوارِ ودَفْقِ الانتصاراتِ المتتالية
} د. جمال شهاب المحسن
لقد جاوزَ الظالمون المدى، ولم نعدْ نواجه صهيونية واحدةً تستنسخُ حرباً «صليبية جديدة» وتستخدمُ الدين كواجهة لحرب استعمارية كبرى، بل نحن اليوم نواجه صهيونيات متعددة، ومنها أنّ الكيانات الأعرابية الوظيفية الخيانية المرتبطة منذ بداياتها الأولى بالاستعمار والصهيونية العالمية ومنذ ما قبل النكبة عام 1948 واغتصاب فلسطين قد تجاوزت كلّ الخطوط التطبيعية السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني الغاصب لتصبحَ صهيونيةً أعرابيةً سافرةً فاجرة في قلب العالم العربي، وما أخطر عدو الداخل! وطبعاً دون أن تغيبَ عنّا لحظةً واحدة الصهيونياتُ الأخرى في الولايات المتحدة الأميركية والغرب الإستعماري…
وفي الدعاية والإعلام والنشر لا يتورّعون عن استخدام كلّ وسائل تزوير الحقائق وقلبها من النقيض إلى النقيض بكلّ وسائل التضليل والتلاعب بالصور والكلمات والشعارات والمصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى الفنية الدرامية والهزلية وبكلّ البرامج والتقنيات الحديثة.
ولكن هذا الخلط للمفاهيم لن يُلغيَ الحقائق التاريخية التي ظهرت في حينه والتي تدعِّمُها الوثائق والسجلات والمسجلات التي أُفرج عنها في دول الاستعماريْن القديم والجديد ومنها أنّ الغرب الإستعماري استخدم هذه الكيانات الوظيفية ضدّ حركات التحرر الوطنية والعربية وكلّ رموزها الأبطال وعملت على تقويض أيّ مشروع للوحدة العربية ومنها الوحدة السورية المصرية والجمهورية العربية المتحدة بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر… وهنا لا بدَّ من الإشارة الى انّ هذه القوى الخيانية المتصهينة كانت متحالفةً مع شاه إيران الذي كان حليفاً للكيان الصهيونى وكان يرفع مع سافاكه العلم «الإسرائيلي»، وعندما انتصرت الثورة الإيرانية قبل واحد وأربعين عاماً أحرق الثوار الإيرانيون الأبطال العلم «الإسرائيلي» وحوّلوا الممثّلية الإسرائيلية إلى ممثّلية فلسطينية رفعوا عليها علم فلسطين… ومن يومها يقوم الأعراب المتصهينون بالتآمر على الثورة الإيرانية التي أسّست قوةً لتحرير القدس الشريف وقدّمت الكثير من الشهداء على طريق تحرير فلسطين ومقدّساتها، وكان من أبرزهم شهيد وفقيد القدس القائد العالمي الفريق قاسم سليماني…
وبمناسبة يوم القدس العالمي تحيةً لروح مُطلق فعاليات هذا اليوم المبارك الإمام روح الله الموسوي الخميني مفجّر وقائد الثورة الإسلامية الإيرانية التي ترفع لواءَ تحرير فلسطين مؤكدةً يالقول والعمل معاً أنها العدو اللدود للصهيونية من خلال التزامها الفعلي بقضية فلسطين واعتبارها قضيتها الأولى وشغلها الشاغل.
ونقول للأعراب المتصهينين: خَسِئتم… فإنكم لن تحقّقوا أغراضكم الشريرة وإنّ إيران الثورة بقيادة الإمام السيد علي الخامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية المنتصرة قلب العروبة النابض بقيادة الرئيس المقاوم الدكتور بشار الأسد والمقاومة في لبنان بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله وكلّ محور المقاومة لكم بالمرصاد.. ونحنُ كمقاومين في هذا اليوم المبارك أصبحنا في حالةٍ لم نعُدْ فيها نخاف من قوى الظلام على شُعاعِ الفَّلَقِ وأنوارِ ودفْقِ الإنتصاراتِ المتتالية.
* *إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي