تزامن عيد المقاومة والتحرير مع يوم القدس العالمي يعزّز ثقافة المقاومة والتحرير وخيار مواجهة التطبيع
«القومي»: لتحصين إنجاز التحرير بتأكيد التمسك بعناصر قوة لبنان وأوّلها ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة
ورفض الضغوط على لبنان بواسطة العقوبات الاقتصادية ومحاولات إشغاله بالفوضى
ـ المقاومة كلّ لا يتجزأ.. وقد أسقطت شعار «سلامة الجليل»
وأعتى عملاء العدو.. وبالعمليات النوعية لا سيما عملية «الويمبي» البطولية اندحر العدو ذليلاً فتحرّرت بيروت وكلّ لبنان
باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا
أكد الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أنّه في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 سجل لبنان انتصاراً عظيماً بدحره الاحتلال اليهودي دون قيد أو شرط. وهذا الانتصار العظيم إنما تحقق من خلال اعتماد المقاومة نهجاً وخياراً للتحرير. والمقاومة هي كلّ لا يتجزأ، أحزاباً وقوى، جيشاً وشعباً، وبالإرادة المصمّمة قاومت ودحرت الاحتلال عن الأرض ووأدت مشاريعه التقسيمية والتفتيتية والفتنوية.
وأشارت عمدة الإعلام في بيان أصدرته أمس إلى أنّ أهداف الاجتياح اليهودي للبنان في العام 1982 لم تكن خافية، وهي تتلخّص بمحاولة العدو طمأنة قطعان المستوطنين بأنه قادر على حمايتهم في المستوطنات، وبأنه قادر على إخضاع لبنان بقوة الاحتلال والمجازر، وإنتاج سلطة عميلة تخرج لبنان من انتمائه وتعزله عن محيطه القومي وتنقله إلى ضفة العدو. غير أنّ الأهداف التي سعى إليها العدو سقطت الهدف تلو الهدف. بدءاً من إسقاط شعار «سلامة الجليل» الذي أطلقه العدو على اجتياحه للبنان، ومن ثم إسقاط أعتى عملائه وما تلا ذلك من عمليات متتالية ضدّ الاحتلال، لا سيما عملية «الويمبي» البطولية التي أخرجته ذليلاً من العاصمة بيروت.
لقد أراد العدو ان يفرض مشيئته بالقتل والقهر والإرهاب، وأن يثبت للعالم قدرته على فرض المعادلات وفقاً لشروطه ولمصالحه، لكنه فوجئ ومعه العالم بأنّ إرادة المقاومة متجذرة في شعبنا، ولعلّ عملية إسقاط شعار «سلامة الجليل» في 21 تموز 1982 التي انطلقت من سوق الخان في حاصبيا على أيدي قوميين اجتماعيين وأمطرت مستوطنات الجليل بالصواريخ قد أفهمت العدو بأنّ احتلاله إلى زوال وأنّ مشاريعه الى اندثار.
انّ تلك العملية وما تلاها من عمليات نوعية ساهمت بقوة في تعزيز إرادة الصمود وولّدت قناعة راسخة بأنّ خيار المقاومة هو الخيار الصحيح والأقلّ كلفة على لبنان. وأنّ الرهان على هذا الخيار، أنجع من الرهان على قرار دولي كان مقدّراً له أن يبقى حبيس الأدراج الدولية، لولا انّ المقاومة فرضت تنفيذه بقوة الحديد والنار وبإرادة والتضحية والفداء.
تحرير العام 2000 وضع لبنان في صدارة الدول التي تفاخر بعناصر القوة وبالقدرة على فرض معادلة الردع، وهذا واقع تكرّس في العام 2006 حين صدّت المقاومة بثلاثيتها الذهبية، عدواناً صهيونياً مدجّجاً بالمؤازرة الأميركية الغربية والعربية.
إنّ التحرير في معانيه العميقة وأبعاده الاستراتيجية لم يكن انتصاراً عظيماً للبنان وحسب، بل شكّل انتصاراً لسورية حاضنة المقاومة وعمقها الاستراتيجي، وانتصاراً لعدالة المسألة الفلسطينية التي وضعها اتفاق اوسلو على مقصلة التصفية. ولأنّ التحرير اكتسب هذه المعاني وهذه الأبعاد، رأينا العدو اليهودي وحلفاءه وأدواته يشنّون الحروب الإرهابية بالجملة بدءاً من الاحتلال الأميركي للعراق 2003 إلى الاغتيال الفتنة في لبنان 2005 إلى العدوان عليه 2006 وعلى غزة 2008 و 2009 و 2013 وعلى سورية 2011 إضافة إلى نشر الفوضى والحروب في أكثر من بلد عربي تحت مسمّى «الربيع العربي».
انّ حجم التحديات العدوانية التي استهدفت لبنان وأمتنا، دليل على أنّ ما أنجزه لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه، هو بمفاعيله أكبر وأشمل من تحرير أراض لبنانية كانت محتلة. لقد شكل أساساً لتحرير كلّ أرضنا القومية التي لا تزال تحت الاحتلال من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى الجولان إلى فلسطين كلّ فلسطين. وهذا ما يفسّر ازدياد التوحش الصهيوني الأميركي والحروب المتلاحقة والمتواصلة على دولنا، وبعض الدول العربية التي لم تسر بعد في ركب التطبيع مع العدو.
وعليه، فإنّ المطلوب تحصين إنجاز التحرير، بتأكيد التمسك بعناصر قوة لبنان المرتكزة على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبرفض الضغوط التي تمارس على لبنان بواسطة العقوبات الاقتصادية للدفع نحو مزيد من اشغال لبنان بالفوضى.
انّ بعض اللبنانيين ممن راهنوا على «الاسرائيلي» وأولئك المرتبطين بسفارات خارجية وينفذون أجندات الخارج، لا يفوّتون فرصة للهجوم على المقاومة وسلاحها، وإلقاء مسؤولية تردّي الأوضاع الاقتصادية عليها والمطالبة بقوات دولية بين لبنان والشام. وهذه الحملة لا تقتصر على من كانوا مع الخيار الصهيوني، بل يتولاها أيضاً بعض أصحاب المصالح الذين باتوا بارعين في الابتزاز السياسي على حساب المصلحة الوطنية. لذا فإنّ الأصوات النشاز في لبنان يجب أن تُلجم، ولهذا نشدّد على ضرورة إصدار تشريعات تجرم المسّ بعناصر قوة لبنان، تحت أيّ ضغط أو اعتبار، لأنه لولا عناصر القوة لم يكن في لبنان دولة ولا قانون.
وتحصين التحرير يتمّ عن طريق اعتماد اقتصاد الإنتاج، بديلاً عن اقتصاد الرشوة المسمّى اقتصاداً ريعياً. والمطلوب جرأة القرار بالسير على طريق المعالجات الانقاذية، ونحن لا نرى انقاذا للبنان من تداعيات العقوبات الاقتصادية الأميركية، ومن التعسّف في الإجراءات التي تحول دون حصول لبنان على المساعدات دون شروط، إلا بقيام مجلس تعاون مشرقي للتآزر والتعاون والتساند الاقتصادي وعلى كلّ المستويات.. وأمام لبنان فرصة لكي يذهب في هذا الاتجاه الصحيح كخيار إضافي أضمن للإنقاذ.
انّ الذين يركبون موجة التشهير بعناصر قوة لبنان، هم شركاء في محاولات الأعداء للنيل من عناصر قوة لبنان، وكلّ مشاركة عن قصد أو عن غير قصد في مشاريع تخدم العدو، هي مشاركة مدانة وتضع مرتكبها محلّ مساءلة وطنية وعقاب شديد.
وإذ يتزامن عيد المقاومة والتحرير هذا العام مع مناسبة يوم القدس العالمي، فإننا نؤكد بأنّ تزامن المناسبتين، إنما يعزز ثقافة المقاومة والتحرير، وخيار مقاومة الاحتلال ومواجهة التطبيع، وإننا في هذا المضمار ندعو الشعوب العربية إلى مواجهة الأنظمة التي تذهب صاغرة للتطبيع مع العدو، وإعادة الاعتبار للموقف المناصر للمسألة الفلسطينية، التي تتعرّض لخطر التصفية من جراء صفقة القرن المشؤومة وبتواطؤ من قبل أنظمة عربية معروفة.
إنّ القاسم المشترك بين 25 أيار ويوم القدس العالمي، انّ الأول هو عيد ناجز للتحرير، والثاني يوم منتظر للتحرير وسيتحقق بسواعد المقاومين…
عندما عبر سليماني إلى فلسطين