بئس معارضات التآمر والتفرّج على إحراق حقول سورية/ الشام
} د. بيير عازار
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتبجّح ويأمر بإحراق المحاصيل الزراعية القمح والشعير في الجزيرة السورية العليا.
ورئيس النظام التركي ينفذ الأمر الأميركي وأيضاً يحرق مساحات واسعة من الأراضي المزروعة في شمال شرق سورية/ الشام.
بعد أيام معدودة على إقدام حوّامات قوات الاحتلال الأميركية على إحراق آلاف الدونمات من حقول القمح والشعير، الجاهزة للحصاد، عبْر رميها لعدد من البالونات الحرارية فوق الأراضي الزراعية بريف بلدة «الشدادي» جنوب مدينة الحسكة بأوامر مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ شرعت قوات الاحتلال التركية بحرق مساحات واسعة من الحقول الزراعية في العديد من القرى بريف بلدتي «تل تمر» و «أبو رأسين» بريف الحسكة، وفق ما نقلت آخر التقارير الإعلامية الرسمية، التي أضافت أنّ الحرائق انتشرت بسرعة جرّاء الرياح النشطة، وأتت على مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير.
وكانت حرائق عدة شبّتْ في الأراضي الزراعية التابعة لقرى «أم الكيف» و «الدردارة» و «الطويلة» بريف تل تمر في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو الحالي جراء اعتداءات قوات الاحتلال التركية بقذائف الهاون على هذه المنطقة الواقعة في أقصى الشمال الشرقي السوري.
وبالتزامن، شهدت محافظتا درعا والسويداء، الغنيتان بالمزروعات، جنوبي سورية/ الشام، حرائق مماثلة حوّلت آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير إلى رماد.
إنّ هذه الحرائق الإجرامية للمحاصيل الزراعية في الجزيرة السورية العليا ودير الزور ودرعا والسويداء إنما تدخل في إطار حروب الحصار الاقتصادي والتجويع، التي تمارسها الولايات المتحدة والنظام التركي العثماني وأُجراؤهما ضدّ الدولة السورية بهدف تطويع شعبها – سياسياً – للإدارة الأميركية.
ولا نذيع سراً إذا قلنا إنّ الرئيس دونالد ترامب أمَر بحرق محاصيل القمح والشعير، حيث عمدت قوات الاحتلال الأميركية الى تنفيذ الأوامر التي أقرّها البيت الأبيض ووقّع عليها ترامب، وهو الذي عجز عن حسْم الحرب على سورية/ الشام، وتحقيق أهدافه فيها، كما فشل في ترتيب الأوضاع في المنطقة بشكل مبكر ليتفرّغ بعدها لمواجهة الصين، ثم الانتقال لمواجهة دول جنوب شرق آسيا، وفق الرؤية الأميركية.
وتأتي هذه الحرائق والاعتداءات في وقت تقترب فيه الولايات المتحدة من تطبيق قانون «سيزر/ قيصر»، والذي – كما هو معلوم – يصعّد من الإجراءات القسرية أحادية الجانب وغير المشروعة دولياً تجاه الشعب السوري المشهود له بالصبر والتحمّل لأوزار حرب طاحنة استهدفته منذ أكثر من عشر سنوات، ودفع ثمنها دماً ودموعاً وشهداء تخطّوا مئات الآلاف إرضاء لنزوات دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفق تأكيدات مسؤولين سياسيين وأمنيين إعلاميين كبار كان آخرهم ألكسي بوشكوف رئيس اللجنة السياسية/ الإعلامية في مجلس الاتحاد الروسي، الذي أكد «أنّ الدول الغربية لا تزال تقدّم الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية، وهي تصرّ على فرْض إجراءاتها القسرية أحادية الجانب على البلاد السورية».
وتزامنت الأوامر بإحراق سورية/ الشام مع تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأنّ رئيس ما يسمّى «المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ الوطني السوري» فهد المصري، الذي زار الدولة اليهودية مؤخراً، هو الخليفة المتوقع للرئيس بشار الأسد في تسلّم منصب الرئاسة السورية، وهو الأمر الذي يذكرنا بترشيح لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي الأسبق والمعروف بميوله العلنية لـ «إسرائيل»، قبل بضع سنوات، لبرهان غليون، المدعوم بدوره من جماعة الإخوان المسلمين، لمنصب رئاسة «سورية الجديدة» خلفاً للرئيس بشار الأسد.
بئس المعارضات السورية المقيمة في الخارج، وأخصّ بالذكر تلك التي تقيم في فرنسا والولايات المتحدة، والتي أُنيط بها دور التآمر والتفرّج على إحراق سورية/ الشام، والتلذذ بتجويع السوريين وحصارهم حتى الموت، مع معرفتها التامة بأنّ الشعب السوري لا يموت إلا واقفاً، وانّ سورية هي الحكاية التي لا تنتهي…