مسؤول عسكري صهيونيّ سابق يدعو الجيش للاستعداد لانتفاضة ثالثة.. والاحتلال يعتقل 750 مقدسيّاً منذ مطلع العام الحالي الفصائل الفلسطينيّة في غزة: التنكيل بالأسرى لن يمرّ ويدنا مطلَقة
قالت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية أمس، إن التنكيل بالأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيونيّ «لن يمرّ مرور الكرام»، مؤكدةً أن التصعيد سيقابل بالتصعيد حال استغلّ الاحتلال الحالة للضغط على الأسرى المرضى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظّمته لجنة الأسرى للقوى الوطنيّة والإسلاميّة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة دعمًا للأسير المريض كمال أبو وعر.
وأكد الأسير المحرّر والقيادي في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) حماس إياد أبو فنونة أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمّد إهمال الوضع الصحي للأسرى لقتلهم وإعدامهم.
وقال أبو فنونة: «يستطيع الاحتلال أن يقدّم للأسرى العلاج، لكنه لا يريد لهم ذلك، أسرانا مصابون بالسرطان؛ لكن العلاج الذي يقدّم لهم أكامول؟ ونحن حين كنّا بالأسر كنّا شهودًا على تلك الجرائم».
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استغلال وباء كورونا من أجل الضغط على الأسرى، متسائلاً «أين مؤسسات حقوق الإنسان؟ أين المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف؟ أين العالم الذي يُنادي بالحرية والديمقراطية؟».
وأضاف «ندرك حجم التقصير من تلك المؤسسات، وأن بعضها أعور لا يُرى إلّا بعين واحدة؛ لكننا لن نراهن إلاّ على بنادق الثوار من أبناء شعبنا. لن نراهن إلّا على فصائل المقاومة المسلّحة التي عوّدتنا على تحرير الأسرى بالقوة كما فعلت في صفقة وفاء الأحرار».
ودعا أبو فنونة الفصائل لبذل كل الجهد من أجل تحرير الأسرى؛ «لأن العدو لا يفهم إلاّ لغة القوة، ونقول لأسرانا داخل السجون، إن شعبنا يقف خلف الأسير أبو وعر وخلف الأسرى المرضى والمؤبدات والأسيرات».
وقال: «نقول لعدوّنا التصعيد بالتصعيد، والتنكيل بالأسرى لن يمرّ مرور الكرام، وإذا استغلّ العدو هذه الحالة للأسرى فيدُنا مطلقة وسنردّ بالمثل سواء بالضفة أو القدس أو قطاع غزة وفي كل الجبهات».
أما القياديّ في حركة فتح مجدي سالم فحمّل الاحتلال المسؤوليّة الكاملة عن حياة الأسير كمال أبو وعر، موضحًا أن الاحتلال لم يقدّم له العلاج اللازم سوى جلسات إشعاعية عدة.
وطالب سالم منظمة الصحة العالمية بضرورة الوقوف أمام مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية؛ عبر إرسال وفد طبي متخصص للسجون ومعاينة المرضى.
ودعا اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر إلى ضرورة الخروج من دائرة الصمت، والوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية بمتابعة الحالة الطبية للأسير أبو وعر وأسرانا المرضى.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن تدهوراً جديداً طرأ على الوضع الصحي للأسير أبو وعر من بلدة قباطية قضاء جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة؛، جرّاء إصابته بورم سرطانيّ في الحنجرة.
إلى ذلك، حذّر مسؤول أمني صهيوني سابق من خطورة المرحلة الحالية في ظل نيّة حكومة الاحتلال ضم منطقة الأغوار والمستوطنات، لافتًا إلى أن الأمور «قد تصل إلى اندلاع انتفاضة ثالثة».
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني الأسبق «يعكوف عميدرور» إن على جيش الاحتلال أن يأخذ في الاعتبار إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة كنتيجة لعملية الضم، مشيرًا إلى أن الانتفاضة الثانية اندلعت من دون مقدّمات.
وذكر «عميدرور» أن «الشارع الفلسطيني يغلي وأنه وفي حال استمرار القطيعة الأمنية مع الأمن الفلسطيني؛ فعلى الجيش والشاباك القيام بمهامهم من دون مساعدة فلسطينية».
وأشار إلى أن قرار الضمّ سياسي وليس عسكري، ويتوجب على الجيش الاستعداد لتنفيذ مهمة كهذه وتداعياتها.
وفيما يتعلق بتداعيات الخطوة على العلاقات مع الأردن ومصر، قال «عميدرور» إن العلاقات مع الأردن بالذات ستتضرر ليس لأن النظام الأردني يريد ذلك، ولكن كنتيجة حتمية لحركة الشارع الأردني بهذا الخصوص.
وتخطط حكومة الاحتلال لضمّ أكثر من 130 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتدّ بين بحيرة طبريا والبحر الميت، ما يمثل أكثر من 30% من مساحة الضفة، إلى الكيان الصهيوني مطلع يونيو/ حزيران المقبل.
وعلى إثر ذلك، أعلن رئيس السلطة محمود عباس، 19 مايو/ أيار الماضي، عن أن منظمة التحرير ودولة فلسطين أصبحتا في حل من جميع الاتفاقيات مع الحكومتين الأميركية والصهيونية ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال من مدينة القدس المحتلة منذ مطلع العام الحالي أكثر من 750 مواطناً فلسطينياً بينهم نساء وأطفال، وقيادات ونشطاء مقدّسيين، حسب نادي الأسير الفلسطيني.
وقال النادي في بيان أمس، إن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واستدعاءات داخل المسجد الأقصى طالت أحد عشر مواطناً مقدسياً.
وأوضح أن سياسة الاعتقال الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال بكثافة عالية في القدس، تهدف الى تقويض أي عمل من شأنه المساهمة في دعم صمود المواطن المقدسيّ، وحماية المسجد الأقصى، علماً أن بعض المواطنين تعرّضوا للاعتقال عشرات المرات، إضافة إلى التحقيق المتكرّر معهم عبر حملات الاستدعاءات.
وأضاف أن الاحتلال يعتمد وكجزء من سياساته التنكيلية الممنهجة بحق المقدسيين، بإعادة اعتقال الأسرى المقدسيين لحظة تحرّرهم، للتنغيص عليهم وسرقة فرحة عائلاتهم وأصدقائهم بلحظة تحررهم، يرافق ذلك منعهم من أي مظاهر للاحتفاء بحريتهم.