مخطط ضمّ الضفة انتهاك صـارخ لـميثاق الأمـم المتحـدة وقراراتها التي لم تلتزم بها دولة العدو يوماً طارق خوري: الدعم الأميركيّ لكيان الاحتلال لن يعطي أيّ شرعية لكيان الاغتصاب والاستيطان
أكد عضو مجلس النواب الأردني النائب طارق سامي خوري «أنّ الدعم الأميركي المطلق لكيان الاحتلال، لن يضفي أيّ شرعية على دولة الاغتصاب والاستيطان»، لافتاً إلى أنّ المخطّط الصهيوني بضمّ الضفة «يمثل انتهاكاً صـارخاً لـميثاق الأمـم المتحـدة وقراراتها التي لم تلتزم بها دولة العدو يوماً».
وأشاد خوري في حديث إلى وكالة «الحوزة» بالدور الإيراني في حركات دعم المقاومة ومناصرة أبناء شعبنا في فلسطين في مواجهة الاحتلال ومخططاته التوسعيّة. وقال: «رغم مرور 72 عاماً على اغتصاب فلسطين، والتضحيات الجسام التي بُذلت في سبيلها، إلا أنّ انتصار الثورة الإيرانية التي قادها الإمام الخميني والتي أطاحت بحكم الشاه، شكل نقطة تحوُّل مهمّة جداً في مسار المسألة الفلسطينية، بعد أن حوّلت الثورة إيران من دولة تسير في الركب الأميركي والصهيوني، أيام الشاه، إلى دولة حاملة هموم الشعوب المظلومة والمستضعفة ومناصرة لقضايا هذه الشعوب، خاصة أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة الذين يرزحون تحت نير الاحتلال الصهيوني الذي يمارس أبشع وأقسى الانتهاكات في حقهم وينتهك حرمة بيوتهم ومقدّساتهم على مرأى ومسمع مما يسمّى المجتمع الدولي».
انتصار الثورة في إيران نقطة تحوّل
أضاف: «عندما انتصرت الثورة الإيرانية عام 1979، أول ما قامت به هو إنزال علم الكيان الصهيوني عن المقرّ الذي كان سفارة لهذا الكيان ورفع العلم الفلسطيني مكانه وتحويل المكان إلى سفارة لدولة فلسطين. حين انكفأ معظم العرب وارفضّوا من حول فلسطين، حملت إيران راية الدفاع عنها فدعمت حركات المقاومة الفلسطينيّة بشتّى الوسائل والسبل المُتاحة، إضافة إلى دعمها المقاومة في كلّ من لبنان والعراق وسورية، ولا شك في أنّ استهداف إيران بالحصار الاقتصادي والعقوبات هو الثمن الكبير الذي تدفعه بسبب دعمها لحركات المقاومة».
وتحدّث خوري عن استشهاد القائد قاسم سليماني، معتبراً أنّه «شهيد القدس وفلسطين وشهيد كلّ أمّة حرّة، فهو قائد فيلق القدس الذي يهدف إلى دعم المقاومين لكيان الاحتلال «الإسرائيلي» وهو عماد أساسي لمحور المقاومة وعمل طوال سني حياته لنصرة هذا المحور، وكان مؤمناً إيماناً مُطلقاً بأنّ تحرير القدس وكلّ فلسطين آتٍ لا محالة مهما طال الزمن». ورأى أنّ الولايات المتحدة الأميركية «لم تحقق أيّ شيء من اغتيال الشهيدين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس سوى أنها زادت محور المقاومة قوّة وصلابة وإصراراً على استكمال مسيرة الشهيدين وكلّ الشهداء الذين سبقوهما حتى تحقيق النصر والتحرير الشامل».
المواقف الدوليّة لا تدفع ولا تمنع
ورداً على سؤال حول المخطط الصهيوني بضمّ الضفة الغربية واحتمالات تنَفيذ «صفقة القرن» بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الخليج، أجاب خوري: «هناك رفض عالمي واسع لمخطّط الكيان الصهيوني بضمّ أراضي الضفة الغربية، وإنّ الدعم الأميركي المطلق لكيان الاحتلال، في هذا المجال، لن يضفي أيّ شرعية على دولة الاغتصاب والاستيطان. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا المخطّط الصهيوني بضمّ الضفة يمثل انتهاكاً صـارخاً لـميثاق الأمـم المتحـدة وقراراتها التي لم تلتزم بها دولة العدو يوماً، ولجميع أحكام القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة التي تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تنصّ على أنّ المحتلّ لا يكتسب السيادة على الأرض المحتلة».
إنّ الرفض العالمي الواسع لضمّ الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، رغم أهميته، إلا أنّه لن يخرج عن إطار المواقف والبيانات والاجتماعات الشاجبة والمستنكرة التي اعتدناها والتي لا تدفع ولا تمنع، والسبيل الوحيد لإسقاط هذا المخطّط وسواه من المخطّطات هو إطلاق يد المقاومة الفلسطينية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، فأبناء الأرض الفلسطينية هم أصحابها وهم كفيلون بالدفاع عنها وحمايتها وإسقاط المؤامرات التي تستهدفها. الأمر نفسه بالنسبة إلى «صفقة القرن»، ومواجهتها مسؤولية كلّ الشرفاء والمقاومين في أمتنا ولن يسمح الفلسطينيون ومحور المقاومة بأن تُقدَّم فلسطين هدية للغزاة المحتلين وسوف ترتدّ «صفقة القرن» المزعومة صفعة في وجه المهندسين والمتآمرين والمسوِّقين لهذه الصفقة من أميركيين وصهاينة وبعض العرب الذين يسيرون في ركبهم.
أضاف: «إنّ الولايات المتحدة تستكمل اليوم من خلال الصفقة «وعد بلفور» المشؤوم الذي مهّد لقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية بإعطاء ما لا تملك لمن لا يستحق، لكن أبناء شعبنا في فلسطين لن يسمحوا بتمرير تلك الصفقة مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات».
محور المقاومة… المواجهة مستمرة حتى التحرير
وأشار البرلماني الأردني إلى أنّ كلمات قادة المقاومة خلال الأيام الأخيرة، خاصة في يوم القدس، تؤكد «إصرار محور المقاومة من لبنان إلى سورية والعراق وفلسطين وطهران وصولاً إلى صنعاء على مواصلة النضال في وجه قوى الاستكبار». وقال: «لفتني ما قاله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حين ذكر الأسباب التي ستؤدّي قطعاً إلى زوال كيان العدو، بدءاً من «الاستنزاف الدائم والصراعات الداخلية التي نشهدها في كيان العدو اليوم والتي تتعاظم، وحالات الفساد وصولاً إلى قمة الهرم، وتراجع دولة المركز أيّ أميركا». كما كانت كلمة المطران عطالله حنا من القدس هامة جدا،ً حيث جدّد التأكيد على «أنّ قضية فلسطين وقضية القدس هي قضية تخصّنا بشكل مباشر، كمسيحيين ومسلمين في هذا العالم». كما أكد أنّ القدس «كانت وستبقى عاصمة لفلسطين رغم كلّ الصفقات والمؤامرات».
وأيضاً أودّ أن أشير إلى ما قاله قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي الذي أكد أنّ الشعب اليمني حاضر لنصرة فلسطين، كما جدّد عرضه بخصوص إطلاق سراح المختطفين الفلسطينيين لدى النظام السعودي، مقابل إطلاق سراح طيار وأربعة ضباط وجنود سعوديين، معلناً رفع مستوى الصفقة إلى طيارين إثنين وتسعة ضباط وجنود سعوديين. هذا موقف مشرّف ومهم جداً من القيادة اليمنية ومن الشعب اليمني الذي، ورغم جراحه ومعاناته، لم ينسَ فلسطين ولا تزال ساحاته تشهد أكبر المسيرات المتضامنة مع أبناء شعبنا في فلسطين لنصرته في وجه المحتلّ».
كذلك دعا قادة حركة المقاومة الفلسطينية في كلماتهم إلى تشكيل قوة كبرى في مواجهة العدو الصهيوني وإلى وضع استراتيجية شاملة للمواجهة».
وتابع: «كلمات أخرى كثيرة ألقيت لقادة محور المقاومة بمناسبة اليوم العالمي للقدس لا يسعنا ذكرها جميعها الآن، وكلها أكدت على أهمية المواجهة وأن لا سبيل إلى تحرير الأرض سوى المقاومة المسلّحة، والأيام ومجريات الأحداث قد أثبتت لنا جميعاً صوابية هذا الخيار بعد سقوط كلّ اتفاقات التخاذل والمفاوضات والتسويات».
ورداً على سؤال حول خطاب السيد علي خامنئي والرسائل التي تضمّنها، أجاب خوري: «هناك الكثير من النقاط الهامة في كلمة السيد خامنئي في اليوم العالمي للقدس، خاصة حين قال «إنّ النضال من أجل فلسطين مسألة إنسانية وحصر القضية بالنطاق العربي خطأ فادح»، وهو بذلك أعطى طابعاً عالمياً لهذه القضية التي ينبغي أن يحملها كلّ أحرار العالم. كما أنّ تشديده على «أنّ جبهة المقاومة باتت اليوم أكثر قوة، فيما جبهة الاستكبار أكثر يأساً»، فيه رسالة قوية للعدو. وفي المقابل، يعطي دافعاً وحافزاً أكبر لحركات المقاومة لتوحيد القوى والجهود لمواصلة النضال حتى تحرير الأرض وزوال الاحتلال».