للقدس أيام…!؟
} مريانا أمين
للقدس أيام من العزة والإباء
وللشرّ المطلق يوم
ولمن يحاول تركيعنا يوم
وللطغاة يوم يُدفنون فيه بمزابل التاريخ…
للقدس أيام عزةٍ لكلّ رافض لدخول حظيرة الطغاة ..
ولشهدائنا أيام ولغزة التي ما زالت تقاوم بكلّ عزم أيام ..
للقدس روزنامة من العمل…
للقدس قواميسُ عشق
لنسيمها وزيتونها
لحجارتها التي يحكي كلُّ حجر فيها قصة مقاوم ..
للقدس أيام مع من بقيَ يناضل كي تستفيق هذه الأمة من سباتها العميق ومن هرولتها نحو التطبيع ..
هم يهرولون والمقاوم كالرمح بوجه من باع ضميره ومبادئه للغزاة ..
ألم يدركوا بعد !
أنّ التطبيع هو بيع وطن؛ بيع كرامة؛ وبيع هوية!؟
ألم يدركوا أنه استسلام مطلق للشرّ المطلق!؟
ألم يدركوا أنّ الحياد بالقِيَم هو أن تقول للقاتل أنت قاتل وللظالم أنت ظالم وللمظلوم أنت مظلوم ومُحقّ،
وأن لا نضع الجلاد والضحية بنفس المستوى…
والحياد بالقيَم هو عدم التواصل، وعدم الاعتراف، ورفض المناظرات التلفزيونية بحجة «الإعلام المحايد».
ولا الاستدراج لمفاوضات ولا شرعنتها!
فما زال لفلسطين عشاقٌ
يعرفون جيداً من هم أعداء معشوقتهم ومن هم أصدقاؤها
وهم على علم من قصة (شدّ الحبال) على الرقاب من قبل أرباب التطبيع وتخيير الشعوب ما بين تطبيع أو جوع وفقر…
ما زال لفلسطين عشاق مناضلون، شرفاء في كافة الساحات العربية والعالمية، ويعرفون تمام المعرفة كيف أغدق الطاغي الكبير على «إسرائيل» كلّ ما تهواه ..
وهم على يقين أنّ الإرهاب هو الوجه الآخر للعدو الصهيوني؛ فأزلامهم معروفون ومحاولة تسويق التطبيع وتنفيذ الأجندة الخارجية يعرفونها جيداً ..
ويعون أنّ فلسطين هي البوصلة؛ لأنها شاهدة على نضال تاريخي، كيف لا وهي ملتقى الحضارات التاريخية؟
إنها فلسطين التي حاول من يسمّون أنفسهم «أسياد العالم» وضع يدهم عليها منذ القدم طمعاً بجبل موريا وكنيسة القيامة وقبة الصخرة والجدار الغربي لما لهم من أهمية عند البشر على وجه هذه البسيطة…
ويعون أيضاً أنّ العدو الوحيد للأمة هو «إسرائيل» وما يدور في فلكها؛ والموقع الطبيعي للاستشهاد هو في مواجهة هذا العدو والصراع هو صراع وجود…
أخيراً كلٌّ يغني على ليلاه
ونحن نصرُّ على طرد عدوٍ غاشم متسلط على قرار الشعوب…
ونحن نموت واقفين ولن نركع من أجل أن يُعانق من تبقى منا تراب فلسطين يوماً ما…
وكما قال غاندي «يجب أن تكون أنت المُغيّر لترى التغيير».