… بأمسّ الحاجة اليوم إلى نموذج الرشيد
} القنصل خالد الداعوق*
لا يستقيم الحديث عن رجالات الدولة في لبنان إلا إذا كان في صدارته حديث عن الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي مثل في شخصه ومسيرته وسلوكه ونظافة كفه ووطنيته… النموذج الصالح لكلّ من عمِل سابقاً أو يريد أن يعمل اليوم في الشأن العام.
كان الرجل مثالاً للوطنية الصادقة التي تهتمّ بالصالح العام، بعيداً عن كلّ ما له علاقة بأيّ منطق فئوي أو طائفي أو مذهبي.
وتميّز الرئيس الشهيد بأنه رجل المؤسّسات الذي لا يعير أهمية لأيّ مشروع خارج إطار الدولة ومؤسّساتها، على مختلف المستويات السياسية والإدارية والعسكرية وغيرها.
وإذا كنا اليوم نستذكر هذا الكبير من بلادنا، فلأننا بأمسّ الحاجة لاستحضار النموذج الذي مثله في واقعنا الحالي الذي نفتقد فيه كثيراً إلى روحية رشيد كرامي وصدقه مع نفسه ومع مواطنيه من دون تفرقة أو تمييز، لا بين المناطق ولا بين الطوائف والمذاهب، بل على العكس من ذلك تماماً، كان الرشيد من أرباب الوحدة الوطنية الصافية ومنها إلى العروبة الحقيقية من دون تزييف ولا تزيين لشعارات فارغة من مضمونها، فيما هي فعلياً غطاء لمشاريع مشبوهة أدّت إلى ما نعيشه اليوم من وضع عربي يُرثى له.
لقد دفع الرئيس الشهيد حياته ثمناً لخياراته الوطنية والقومية الأصيلة. ونحن إذ نستذكره اليوم بعد 33 عاماً، فإننا نؤكد بأعلى صوت ضرورة أن يستلهم المسؤولون أمثولة الرئيس الشهيد في كلّ تصرّف أو قرار، وأن يكون الهاجس والهدف هو تحقيق كلّ ما فيه مصلحة عامة سياسية واقتصادية واجتماعية، من دون التفكير مطلقاً بالمصالح الضيقة والآنية، التي أدّت إلى كلّ هذا الخراب الذي يحيط بنا من كلّ حدب وصوب.
*أمين عام منبر الوحدة الوطنية