عائلة «السلّة» تثني على قرار إلغاء الموسم قرار منطقي وواقعي ومنتظر فرضته الظروف
} ابراهيم وزنه
في ضوء إنسداد الأفق أمام إمكانية استئناف الموسم السلّوي، وبعدما سدّت كافة أبواب الحلول بوجه القيّمين على إدارة لعبة كرة السلة في لبنان، ومن منطلق سعيه لتخفيف الأعباء المادية على الأندية، وفي ظل إتساع رقعة الضائقة الاقتصادية الخانقة، مضافاً إليها المخاطر الصحية جرّاء إنتشار وباء كورونا في جهات العالم الأربع، إتخذ الاتحاد اللبناني لكرة السلّة قراره النهائي القاضي بالغاء بطولاته في جميع الدرجات لموسم 2019 ـ 2020 ، ودعا في بيانه الذي أصدره مؤخراً إلى تشكيل لجنة من الاخصائين والمعنيين وأهل الخبرة لاعداد خطة شاملة تهدف إلى رسم ملامح الموسم المقبل تتصف بالواقعية مع مراعاة ما ستؤول اليه الأحوال في المستقبل، وفي هذا السياق دعا الاتحاد جميع إدارات الأندية والمدربين واللاعبين والغيارى للتعاون لما فيه خير اللعبة ومستقبلها.
} تفاعل المعنيين مع القرار؟
في ضوء جملة من الاستصراحات التي أجريناها مع الفعاليات الرياضية بشكل عام والسلّوية بشكل خاص، لمسنا إجماعاً وثناءً على صوابية الخطوة التي قام بها الاتحاد اللبناني لكرة السلّة وكان قد سبقه في ذلك الاتحاد اللبناني لكرة القدم منذ أيام معدودة، وفي هذا السياق علّق مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي قائلاً: «إلغاء الموسم بكل مفاعيله أمر منطقي فرضته الظروف الضاغطة، وآن الأوان لاعادة النظر بأوضاع اللعبة بشكل عام وخصوصاً لجهة المشاركات الخارجية واللاعبين الأجانب ونظام العقود، وتحديد الهوية ما بين الهواية والاحتراف، وكفى أن يكون هناك لاعب محترف على حساب نادٍ محترق. وأرى الموسم المقبل مرتبط أيضاً بالظروف لتحديد طبيعته ومدّته وقوانينه الملائمة».
} إجماع الأندية على صوابية الخطوة
بطولة بلا أجانب وعقود بالعملة الوطنية
أثنى رئيس نادي هومنتمن لكرة السلة رافي مومجوغليان على خطوة إلغاء الموسم السلّوي، واصفاً ما قام به الاتحاد «خطوة طبيعية ومدروسة ومنطقية حتّمتها الظروف والتعبئة العامة وعمليات الاقفال، فتوقّف اللاعبين عن التمارين أدّى إلى تراخيهم وزيادة أوزانهم،وهم بحاجة إلى ثلاثة أشهر للعودة إلى وضعهم الطبيعي وجهوزيتهم المطلوبة، من جهتنا أقفلنا النادي لحين إنتهاء موجة كورونا، فصحة اللاعبين وأبناء النادي أهم من أي مشاركة وبطولة. وأرى الموسم المقبل غير واضح المعالم ولا أحد يستطيع أن يرسم ملامحه مسبقاً».
ولفت رئيس نادي الحكمة ايلي يحشوشي إلى ان ما قام به الاتحاد هو خطوة في الاتجاه الصحيح، مبيّناً: «لا يقدر الاتحاد أن يقوم بغير ذلك، قرار صائب حسم القيّمون على اللعبة بموجبه مصير اللاعبين بشكل نهائي فكفاهم البقاء في منطقة ضبابية «لا معلقّين ولا مطلقّين».
أما بالنسبة للموسم المقبل، فأراه حتماً من دون مشاركة لاعبين أجانب بسبب الأوضاع المالية والقيود المفروضة وهروب المعلنين، ستكون بطولة غير كل البطولات، وأجزم بأن الرياضة اللبنانية بشكل عام ستمر بسنوات عجاف من ثلاث إلى خمس سنوات، وفي حال مشاركة اندية ببطولات خارجية على الاتحاد أن يرى الصيغة المناسبة لتدعيم صفوفها بالأجانب وهذا الأمر لا بدّ ان يدرس بروية وتفهّم من الجميع».
ومن جانب رئيس نادي هوبس جاسم قانصوه، فهو أكّد على أن القرار المتخذ أكثر من طبيعي، مضيفاً في ذات السياق: «كان لابدّ من إلغاء الموسم، في ظل هذا الوضع المأزوم على أكثر من صعيد، صحيّاً بسبب وباء كورونا، ومادياً بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وغير المسبوق، عندما تصعب عملية استئناف الموسم ويشوبها التراجع من كافة الجوانب، كالتنافس والحضور الجماهيري وتأمين الرعايات المطلوبة من الأفضل إلغاء الموسم، وهذا ما توقّعناه. أما بالنسبة لأولوياتنا في الموسم المقبل، فتتركز على مواجهة الأخطار وتجاوز الصعوبات والعوائق، وأؤكّد بأن الموسم المقبل بلا أجانب، فالرياضة تمر في مرحلة الموت السريري، واستمرارها سيكون بشكل محدود ودروس وبناء على المعطيات والأجواء العامة».
وبالانتقال إلى رئيس نادي بيروت فيرست كلوب، الأستاذ نديم حكيم، فأفادنا بالآتي: «قرار الاتحاد غير مفاجىء لا بل كنا ننتظره، لغاية اليوم لم تفتح الملاعب ، واللاعبون في بيوتهم، قرار صائب ولمصلحة الأندية». وفي تصوّر للموسم المقبل قال حكيم: «من المبكر الحديث عنه، فالأمور لم تزل صعبة وغامضة على الصعيدين المادي والصحي، وفي حال عادت الأمور إلى طبيعتها سنعود لنبني من جديد، فما كنا ننعم به لم يعد بالمتناول، وعدم الوضوع لا يجعلنا نرسم صورة واضحة عما ستؤول اليه اللعبة في المستقبل».
من جهته، أكّد رئيس النادي الرياضي مازن طبّارة على كلام زملائه لجهة صوابية القرار الاتحادي، فقال: «هو قرار منتظر، فرضته الظروف الاقتصادية والصحية والتأجيلات المتواصلة، الأندية رحّلت لاعبيها الأجانب، وأجواء البطولة أصبحت بلا أفق لا بل دخلت في النفق». وعن تصوّره للموسم المقبل وما يقترحه لاقلاع اللعبة من جديد قال: «سنواصل جهدنا للمحافظة على فريقنا القوي من منطلق سعينا لابقاء راية لبنان خفّاقة في المحافل الخارجية وهذا ما تفرضه علينا انجازاتنا الأخيرة، عربياً وآسيوياً، واعتقد أن عدم الوضوح سيحدد بطولة تناسب الامكانات والطموحات، وطبعاً سيكون هناك تغيير بالنسبة لمشاركة اللاعبين الأجانب».
أما من جانب رئيس نادي أطلس ـ الفرزل الأستاذ رشيد فرح، فجاءت رؤيته متطابقة مع زملائه في الأندية، فعلّق على الموضوع المثار قائلاً: «قرار طبيعي في ظل وضع غير طبيعي، انتظرناه منذ فترة، قرار حكيم ودروس ربما لم يعجب بعض اللاعبين لكنه في محله، فالملاعب مقفلة، والاجراءات قاسية في كافة الاتجاهات، ولذلك كان الالغاء هو الحل الأمثل». وعن رؤيته للموسم المقبل، قال: «أولاً ادعو إلى إقامة بطولة من دون أجانب، مع وضع آلية للفرق التي تمثّل لبنان خارجياً، كما على الأندية أن تبرم عقودها مع اللاعبين المحليين بالعملة الوطنية، ومسألة تنظيم البطولة بشكل تنافسي ستكون مرهونة بحجم المساعدات والرعايات، وهنا أود ان اشير إلى أننا في نادي أطلس أخذنا مساعدة مالية من وزارة الشباب والرياضة لمرّة واحدة منذ عشر سنوات! علماً أن الوزارة تدرك بأن الانجازات التي تسجّل في أي رياضة هي للبنان ومجتمعه وشبابه، وأدعو للتركيز على الفئات العمرية مستقبل لبنان».
ليختم قائد منتخب لبنان السابق ايلي مشنتف، سلسلة الاستصراح قائلاً: «في ظل هذا الوضع الصعب في كل الاتجاهات كان لا بدّ من إلغاء الموسم وبطولاته، فالأندية استهلت موسمها بصورة مختلفة تماماً عما آلت اليه في الفترة الأخيرة، دخلت مدعّمة بنخبة من اللاعبين الجانب لتصبح حالياً من دون أجانبها! كل المعطيات صبّت لمصلحة إلغاء الموسم، وقبل الحديث عن أي موسم نريده مستقبلاً، أدعو إلى عقد مؤتمر تأسيسي توضع فيه الخطط المناسبة لأننا لم نعد أن نكمل مواسمنا كما كنا في السابق».