موت د. عبد الله لزيق في صفعة في هوية وطن ورثاء للمحاصصة والكذبة !
} جهاد أيوب
المأسوف على شبابه الدكتور عبد الله خضر لزيق ذاك المهذب، اللماح، وصاحب المبادرة رغم ربيع عمره يدفع ضريبة الغربة كي يجد شبابه وطموحاته، ويرفع علمه ويفتح صفحات وجودنا في وطن لم يعد فينا إلا من خلال جواز السفر!
الوطن مع كل خبر موجع يأتينا من الغربة عن شباب نخسرهم هناك يضيق بنا أكثر، وتتلاشى فيه صورنا حتى تغيب خارج الزمان. عبد الله ذاك الطموح الذي تسبقه الابتسامة قبل الولوج بالتحية كان الأمل في أن تستمر طموحات شبابنا رغم قسوة نواطير المزارع!
عبد الله صديقي الباحث عن ثقافة تليق بنا، والجدير بلقب الصديق، وبالابن البار الذي زرع الورود في دروب الطفولة داخل احلام والدته، وفي نظرات أهله، وقلق والده غيبه الموت خلسة في فوضى وجودنا، سرقه الموت جهارة ونحن نيام نتعمّد الصلاة والطمع يغزو كياننا ويشتت الوطن فينا، خطفه الموت باكراً حتى يعطينا درساً في حياة أصعبها أنك تعيش في لبنان!
ربيع الشباب عبد الله خضر لزيق باقة عمر لم تكتمل، وشباب لم يحقق الحلم، وطموحات في ذمة حكام الطوائف، ورعيان يستغلون الرعية. عبد الله ذاك الأمل المفقود في وطن تاه بالحصص، وسجن في قارورة العيش في ظل الزعيم، وشاب حاول أن يصنع مساحته خارج المعمعة فسقط سهواً في غرفة الغربة الأبدية والمكتوبة على الشعوب اللبنانية… عفواً على شباب مجتمعات الشعوب اللبنانية.
وطنك يا عبد الله لا يشبه الأوطان، ونحن نعتقد بأننا نعيش في وطن لم يتمكن من حمل أحلامك… وطن لا يستطيع استيعاب أهله، ولا يؤمن بشبابه لا يستحق أن يكون وطن الجميع، ونتغرب لأجله! وطن لا يحافظ على طموحات شبابه من المعيب أن نرسمه وطن الطموحات، ولكنه وطننا الذي يتألم معنا!
وطن حكّامه يتغزّلون بفسادهم دون محاكمة، ويشجعون بيارق المستقبل إلى هجرة دون اكتراث لا يستحق أن نهدر الدماء لأجله، ولكن ترابه يدعونا كي نحافظ على وجودنا!
وطن لا يميز بين العميل والشهيد المقاوم ويصرون فيه على أن ينصبوا السارق زعيماً ستتكرر فيه الحروب والهجرة!
وطن يسعى أهل القرار فيه لتبرير خيانة العميل ويؤمنون له وظيفة في الدولة بحجة الطائفية و 6/6 مكرر بكذبة العيش المشترك لا يشبه الأوطان، وطن ننتخب فيه ونعين من ساهم في قتل أبناء الوطن في مراتب ذات شأن، ونتبع رجال دين شركاء الفاسد والقاتل لا يستحق أن نشبهه بالأوطان، ولن يدخل التاريخ إلا من خلال الفساد وتزايد هجرة أبناء الأبناء كمرض السرطان، وتبقى نجاحات وإبداعات شبابه خارجه وبتفوق متميز يدهش العالم ويضيع فيه!
وطن الهجرة فيه هوية عمره، وزعامات تتكرر من دون مسؤولية إلا من خلال الأمر الواقع يصبح مجرد اسم على جواز سفر غايته الهروب نحو الهجرة والبحث عن الذات في غربة مريرة يعتقدون أنها نعيم الحياة رغم قسوتها وجحود ساعاتها كأنها الدهر!
هذا هو وطنك يا دكتور عبدالله خضر لزيق المتوفى في بيلاروسيا فجأة كصفعة أكبر من وطن…
الكلام يا دكتور عبد الله يعجز على رسم طموحاتك، فقط تركنا رثاء الوطن في رحيلك غريباً مع بعض المفردات المنكسرة بحزن يتكرر!