زبيدة الطلاّع… فنّانة اللون والحركة والتعبير والشغوفة بعالم الصغار
} لورا محمود
يُعدّ الرسم للأطفال فنّاً قائماً بذاته يستقي تعبيراته وألوانه من عالم الطفل نفسه، وتعدّ الصورة والرسوم المتحركة وسيلة تعبير ذات أهمية كبيرة للطفل. فالصورة الذهنية الموحية تنطبع في ذهن الطفل بطريقة سهلة والكثير من الدراسات تشير إلى أن الرسم والصورة أكثر إقناعاً من الكلمة، والحركة في الصورة هي عنصر من عناصر الجاذبية والتشويق وتضفي على المواقف والأفكار أبعاداً جديدة ومختلفة، فالطفل ينجذب الى غرابة الموضوع وطرافة الفكرة لذا نجد في كتب الأطفال والمجلات الخاصة بالطفل الصورة ترافق النص الذي يقرأه الطفل. والعلاقة بينهما علاقة وثيقة. فالرسم أو الصورة تجسّد ما يقوله النص والنص بدوره يشرح الصورة ويكملها. وتستطيع الصورة في الكثير من الأحيان أن تعوّض بشكل من الأشكال عن النص من خلال التعابير والحركات التي يضعها الرسام ويحاكي بها خيال الطفل وعقله الى جانب اللون الذي يشكّل أهمية كبيرة بالنسبة للطفل فهو لا يتعامل مع اللون بحسب وظيفته بل يتعامل مع الصفة التي يحملها هذا اللون.
وإيماناً منها بأهمية الرسوم والصورة واللون والفكرة معاً بالنسبة للطفل تخصّصت الرسامة زبيدة الطلاع بهذا المجال ونشرت أعمالها في الكثير من الكتب والمجلات العربية الخاصة بالأطفال. «البناء» تواصلت مع الفنانة زبيدة التي تحدثت عن عملها الطويل في هذا المجال.
في البداية تحدثت الطلاع عن دراستها الأكاديمية البعيدة عن تخصصها الحالي فالطلاع درست الحفر والطباعة (الكرافيك) وتعرفت من خلال الدراسة على الكثير من التقنيات، لكنها ترى أن الدراسة الأكاديمية تبقى بعيدة كل البعد عن الحياة العملية. فرسوم الأطفال هي أحب الفنون واقربها الى قلبها، لذلك اختارت ان تكون مهنتها في الحياة.
وعن الصعوبات التي تواجهها الطلاع عند الرسم للأطفال، خصوصاً ان هذا الفنّ من اصعب الفنون، قالت الطلاع: إنها وبعد خبرة تسع سنوات في هذا المجال لم تعد هناك صعوبات في رسم القصة، ولكن يواجه الرسام بعض الامور من حيث قربها وبعدها عن الواقع وتطابقها للفئة العمرية الموجهة لها.
وأضافت الطلاع أن الفكرة والرسمة جزءان لا يتجزآن عن بعضهما لكن للرسم أهمية بالغة في لفت انتباه الأطفال لاقتناء الكتاب وفي ظلّ انتشار الانترنت والتعليم عن بعد أصبحت القصص والمجلات تُحوّل الى تطبيقات ضمن ملفات يمكن عرضها على الإنترنت، ولكن هذا لا يغني عن انتقاء الكتاب الورقي الذي يحمل ضمن طيّاته جمال وروعة الفكرة والرسم.
وعن الفرق بين الطفل في سورية والطفل في الإمارات لكونها مقيمة هناك وهل لمست أي فرق بينهما، من حيث اختيار الكتب المصورة أو مواضيع هذه الكتب قالت الطلاع: لم ألمس فرقاً أبداً لكن حسب رؤيتي كلٌ منهما يختار تبعاً لما يلفت انتباهه سواء بالقيم الثقافية والعادات أو من ناحية الصورة أو الرسمة التي ينجذب إليها.
وعبّرت الطلاع عن حبها لجميع الشخصيات التي ترسمها لأن كل شخصية جديدة هي نتيجة خبرة وجهد وتميّز بالنسبة لي وللوسط الذي أكون فيه. وتعتبر أن جميع الكُتاب الذين ترسم لهم قصصهم هم أصدقاؤها ولا سيما الأطفال منهم.
وفي سؤال عن مشاركاتها الكثيرة بمجلات سورية وعربية عدة، خصوصاً بالأطفال لفتت الطلاع إلى أنها عملت مع العديد من المجلات داخل سورية وخارجها مثل مجلة «براعم الجوادين العراقية»، «عطاء»، «أصدقائي»، ومجلة «حقوق الطفل» ويتنوع عملها في هذه المجلات بين سيناريوهات مصوّرة أو تسالي أو حتى قصص (الستريشن) إضافة إلى عملها في دور نشر عربية ودولية عدة.
وتابعت الطلاع: لدي مشاركات في معارض عديدة وأيضا كتب تعرض في معارض الكتاب السنوية. وحالياً أقوم بإعداد ورسم مجموعة من الكتب التعليمية للاطفال تحت عنوان «أصنع حيواني المفضل بواسطة الورق الملون» إضافة لوضع مقاطع من هذا الكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأخيراً قالت الطلاع: في ظل الحجر المنزلي لفت نظري الكثير من الرسوم والارشادات الدعائية الموجهة للأطفال للوقاية من فيروس كورونا التي عبّرعنها الرسامون والمصممون كلٌ بطريقته.
يذكر أن الفنانة زبيدة قحطان الطلاع من مواليد دمشق 1993. حاصلة على لسانس من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق اختصاص «الغرافيك»، وهي رائدة على مستوى القطر في مجال المجسّمات الكرتونية لعام 2005- 2006.
رسّامة كتب وقصص أطفال لها ما يقارب 30 كتاباً في مختلف القطاعات الثقافية والتربوية إضافة إلى عملها في مجلات عدة للأطفال في دول عربية عدة.
عملت في الهيئة العامة السورية للكتاب 8 سنوات تقريباً وعملت في قطاع منشورات الطفل في مجلة «أسامة»، و»شامة» وهي مصمّمة دمى وعرائس مسرح الأطفال. درَست مادة الرسم في المعهد المتوسط للرسم وعملت في ورشات رسم عدة للأطفال حول تصميم الوسائل التعليمية.