مقالات وآراء

روسيا تعزز تواجدها في ليبيا وتثبّت أقدامها في سورية

 د. هدى رزق

 تراقب الولايات المتحدة التحركات الروسية في كلّ من ليبيا وسورية تتحرك موسكو على أكثر من خط حاولت بشكل واضح قلب الميزان لصالحها في ليبيا فيما اعربت القوات الأميركية «أفريكوم» عن قلقها من حصول روسيا على قواعد في ليبيا حيث ستتمكن من إدخال أنظمة أسلحة بعيدة المدى، ما يمكنه تشكيل خطراً أمنياً على الناتو، ويحدّ من وصول الحلف إلى الجناح الجنوبي.

رسائل وتحذيرات واشنطن قد عززت موقف أنقرة في ليبيا التي اعتبرت انها حققت توازناً في صراعها مع حفتر والجيش الوطني وداعيمهم، أميركا في خطوة تصعيدية قالت إنها تتحدث مع تونس عن طرق جديدة لمعالجة المخاوف الأمنية المتبادلة، بما في ذلك استخدام لواء المساعدة لقوات الأمن أوضحت القيادة في وقت لاحق أن الوحدة لا تشمل القوات المقاتلة.

العامل الروسي يفرض إعادة تقييم للوض.. «عرض الطائرات النفاثة» الروسي والتحركات الدبلوماسية ستجبر أنقرة حتماً على السعي إلى التعاون مع موسكو. من المرجح أن يكون هذا تكراراً لنموذج الشراكة التركية الروسية في سورية، حيث يتداخل التعاون والمواجهة. وكان قائد «أفريكوم» تاونسند قد صرّح للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في كانون/ يناير 2020 أن أفريقيا تقدّم لأميركا ميزة تنافسية على روسيا والصين، وعليها الاستفادة منها حيث تحتفظ الصين بقاعدة عسكرية في جيبوتي وروسيا أرسلت مرتزقة مجموعة فاغنر إلى ليبيا والسودان وموزمبيق وجمهورية أفريقيا الوسطى من أجل ذلك. المهمّ بالنسبة لأميركا هو عدم توسع موسكو في ليبيا بوابة أفريقيا لكن الروس قادرون على التأثير على التغييرات على الأرض في ليبيا ولا يمكن تجاهل مصالحهم. لذلك سعت واشنطن الى الضغط على فرنسا التي تقف ضدّ تركيا وتدعم الموقف الروسي لاستئناف الحوار السياسي بغية تسوية النزاع في ليبيا. والحوار المفتوح أمام جميع الأطراف الليبية المستعدة لنزع السلاح ورفض التدخل الأجنبي والتوحد عبر الوسائل السلمية».

تراقب واشنطن بناء روسيا قاعدة عسكرية جديدة في بالقرب من الحدود التركية وهي منطقة مختلطة كردية مسيحية. في شمال شرق سورية. وتعتبر من أقرب المدن إلى شمال شرق سورية عبر الحدود مع إقليم كردستان العراق. العلاقات بين روسيا وقيادة قوات سورية الديمقراطية التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سورية تتميّز بالحذر بسبب دفع روسيا المجموعات العربية في شمال شرق سورية لفكّ علاقاتها مع قوات سورية الديمقراطية الموالية لواشنطن، كما انّ المحادثات حول منشآت عسكرية روسية إضافية بدأت بعد أيام من تعيين بوتين سفير موسكو في دمشق ألكسندر إيفيموف كمبعوث خاص له لتطوير العلاقات مع سورية هذا التعيين يعتبر محاولة لموازنة التدخل العسكري والدبلوماسي في سياسة روسيا بشأن سورية.

يعزز الجيش الروسي قواته المسلحة ويرسخ المواقع الروسية في الشرق الأوسط عبر تحقيق تسوية سياسية في سورية ودمج الجماعات المسلحة التي ترضخ لشروط «الاعتدال» في الفيلق الخامس بعد نزع سلاحها حسب التفاهمات المعقودة مع تركيا تشدّد روسيا على تكامل العناصر السياسية وتضيف إليها العنصر الاقتصادي والدبلوماسي عبر مهمة إعادة بناء سورية، وضع هذا المخطط منذ سنتين على الأجندة الروسية كان ايفيموف سفيراً لموسكو في الإمارات العربية المتحدة التي تسعى الى العودة الاقتصادية الى سورية فهي من أكثر الدول العربية حماساً للعودة الاقتصادية والسياسية ان صحّ القول الى سورية في وجه محاولة تركيا السيطرة على الشمال السوري حيث يقوم الجيش التركي بزيادة عدد معاقله في منطقة إدلب إلى 56، ولا تتوقف الأنباء حول نقل أنقرة القوات إلى الأجزاء الجنوبية الغربية والجنوبية من الجبهة في محافظة إدلب، عدا عن محاولتها اكتساب نفوذ سياسي عبر اللجنة الدستورية حيث تضغط موسكو على الرئيس السوري من اجل بعض التنازلات السياسية. وكان قد تمّ البحث منذ كانون الثاني 2020 في إمكانية استئناف الرحلات الجوية الخليجية إلى مطار دمشق وأبدى رجال الأعمال الروس رغبة في تمويل توسعة المطار من خلال بناء مبنى إضافي. سيزيد وجود هذا الدبلوماسي الروسي من إحكام دور الرئيس الروسي في الشؤون السورية وتعزيز دوره كحكم نهائي في القرارات الرئيسي، يريد الرئيس بوتين من خلال توسيع دائرة مبعوثيه التأكد من تقديم مجموعة متنوعة من وجهات النظر المختلفة حول مسارات العمل المحتملة لروسيا التي تمتلك منشأتين عسكريتين دائمتين قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية ومنشأة بحرية في ميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط وتريد بالحصول على مزيد من الحقوق البرية والبحرية من دمشق.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى