قصر العظم في دمشق.. نموذجاً فريداً للعمارة الإسلاميّة ومحطة لعرض الحفلات الموسيقيّة ضمن فعاليات «الثقافة من بيتك»
} رشا محفوض
ينتظر قصر العظم الأثري في دمشق القديمة أن يستعيد جزءاً من دوره في الحياة الثقافية التي تأثرت بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا ليعود إلى دائرة الضوء باستضافة حفل موسيقي لأوركسترا أورفيوس الاثنين المقبل ضمن فعاليات «الثقافة في بيتك».
القصر الممتد على مساحة تجاوزت 5500 متر مربع يعدّ نموذجاً فريداً عن العمارة الإسلامية ما جعله مركزاً للكثير من الأنشطة.
ويذكر الباحث عيسى اسكندر المعلوف عبر كتيّبه «قصر آل العظم في دمشق» أن هذا البناء الواقع بين الجامع الأموي شمالاً وسوق مدحت باشا «الشارع المستقيم» جنوباً يعدّ من أهم المباني التاريخية الضخمة الموجودة في مدينة دمشق القديمة وواحداً من أفضل نماذج العمارة المبكرة للبيوت الدمشقية الكبيرة، حيث تمّ بناؤه على أنقاض قصر معاوية وبعض المحال في المنطقة وتم جلب حجارته لإنجازه من أماكن عدة كساحة المرجة حالياً وأرض كيوان.
وعمل في بناء القصر 800 حرفي طوال سنتين فجاء من ثلاثة أقسام وهي «السلملك» المخصص للرجال و»الحرملك» المخصص للنساء والقسم الثالث «الخدملك» الذي خصص للخدم.
وتوزّع حول فناء القصر الواسع القاعات والغرف والإيوان الكبير وهو شبه غرفة مفتوحة على ساحة البيت وتمتد أمامه بركة ماء طويلة شبيهة ببركة جنة العريف في قصر الحمراء في غرناطة كما زيّنت واجهات الغرف والقاعات بمداميك ملونة مغطاة بزخارف فيما غطيت الأسقف بأخشاب ملونة.
ومنذ عام 1954 عملت المديرية العامة للآثار والمتاحف على تحويل القصر إلى متحف للتقاليد الشعبية، حيث ضمّ معروضات من مختلف المناطق السورية عن طريق الإهداء والشراء ليتحول إلى مركز استقطاب سياحي يزوره يومياً أكثر من أربعة آلاف شخص.
ونجد في غرف وقاعات القصر تنويعة كبيرة من التحف والمقتنيات الدمشقية والتقليدية التي تحكي بمجملها قصة شعبية عن الحياة اليومية في البيت الدمشقي كما نشاهد ضمن القاعات معرضاً لصناعة الزجاج اليدوية عن طريق النفخ وصناعة أطباق القش وخراطة الخشب مع نماذج من المفروشات الخشبية الدمشقية المحفورة أو المطعمة والمنزلة بالصدف والعاج والقصدير.
ونجد في أركان أخرى من القصر جناحاً لصناعة أطباق النحاس وآخر للمنسوجات النسائية والرجالية كما يضمّ قاعة لمشهد يمثل حياة نساء دمشق وفيها تمثال سيدة جالسة أمام منقل نحاسيّ به دلة قهوة وهي تحتسي قهوتها أمام تمثال سيدتين تلعبان البرجيس.
وخصصت قاعة في القصر لمقهى شعبي فيه مسرح لخيال الظل والتخت الموسيقي ومشهد لصندوق الدنيا ولشخــصين يلعبان لعبة المنقلة.
وتحوي قاعات قصر العظم نماذج من السلاح المستخدم في الماضي وبعضها يعود للقرون الوسطى فضلاً عن نماذج من الدروع والخوذ والرماح والسيوف الدمشقية وأغمادها.