الوطن

لحام لترامب: أدعوك للتوبة

 

أصدر البطريرك السابق لأنطاكيا وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام بياناً انتقد فيه «سياسة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) تجاه دول المنطقة»، وسأل: «هل قيامة الأموات تشمل المجرمين؟

وقال: «أتساءل وأنا أتأمّل في تاريخ البشرية الذي يسجل لنا أخبار الحروب والغزوات، التي زرعت في بلادٍ آمنةٍ، هنا وهناك، في الشرق والغرب، الدمار والخراب والحرائق والويلات والملايين من الضحايا! حرائق أكلت الاخضر واليابس».

وأضاف: «وأنا أتأمّل في هذا التاريخ المظلم، أسمع في وسائل الإعلام، أخبار الحرائق التي على ما تذكر الأخبار، أمر بها الرئيس ترامب، رئيس الدولة العظمى، الولايات المتحدة الاميركية! تلك الحرائق ألتي أحرقت حقول القمح في شمال سورية.

وأسمع عن سرقة النفط السوري! وأسمع عن تصريحات هذا الرئيس: إنه يحب رائحة البترول، وأنه دخل سورية ليسرق هذا البترول!

وماذا نقول عن «قانون قيصر»، الذي يزيد العقوبات على سورية، ويفرض عليها حصاراً اقتصادياً، وطبياً، وغذائياً ويحرم أطفالها الحليب والدواء.

وكأني بالمجرمين العالميين في التاريخ، يقومون من قبورهم، ليعودوا ويكرّروا جرائمهم التاريخية».

وتابع: «أمام كلّ هذه الجرائم، أضمّ صوتي إلى صوت قداسة البابا فرنسيس، لكي نحكم على جريمة قتل شرطي أميركي مواطنه جورج فلويد، بطريقة وحشية متباهياً بجريمته! ما تسبّب بالحريق الذي يجتاح الولايات الأميركية، وكأنه كورونا جديدة! إنها صوت الله! إنها صوت الضحايا التي تسبّبت بها الحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة في أماكن شتى في العالم!

أليست هذه السياسة إجراماً؟ أليست قرصنة؟ أليست «جريمة حرب»؟ وتستحق وقفة واضحة من قبل الامم المتحدة والمؤسسات الإنسانية العالمية؟ ومن قبل الدول في العالم شرقاً وغرباً؟

وقال: «إنّ هذه السياسة لرئيس دولةٍ عظمى نحترمها، تطاول في إجرامها البشر والحجر! فإلى جانب الحرائق في شمال سورية، في هذه الأيام الاخيرة، هناك جرائم سرقة البترول السوري، وإجلاء مئاتٍ من السوريين في شمالي سورية، كي يموتوا في حربٍ إجرامية في ليبيا؟

نقول بجرأة الإيمان لحضرة الرئيس ترامب: كفى! أنت مسيحي ومؤمن! راجع إنجيلك! راجع قيم إيمانك المسيحي! راجع ضميرك! أنا إنسان مؤمن! أنا مسيحي مثلك! أدعوك بكلّ جرأةٍ، وبغيرة القديسين في تاريخ الكنيسة، في وقوفهم أمام جرائم التاريخ. وبكل محبة أدعوك إلى فحص ضمير صادق! أدعوك إلى التوبة! أدعوك إلى تصحيح سياستك تجاه دولٍ كثيرة! أدعوك لكي تعيد النظر في العقوبات الاقتصادية التي توزعها هنا وهناك على دولٍ، ومن خلال وبسبب هذه العقوبات يجوع كثيرون، ويموت كثيرون، وينمو الحقد، وتنمو الكراهية ويتواصل العداء بين الناس! ويخاف أناس من اندلاع حروب جديدة. وويلات تضاف إلى وباء كوروني ضرب بلادك أكثر من الدول الأخرى».

وأضاف: «إنّ الحروب لا سيما تلك التي خلفها ما سُمّي بهتاناً بـ»الربيع العربي»، قد جرّت ويلات كثيرة على عالمنا ومشرقنا العربي! وتسبّبت بهجرة الملايين، لا سيما من أبناء رعايانا المسيحيين وبناتهم! إنّ هجرة المسيحيين من المشرق المسيحي العربي، خطر على وجود المسيحيين في مهد المسيحية، وعلى رسالتهم ودورهم التاريخي، وعلى الحوار المسيحيالاسلامي، في الشرق، لا بل في العالم! بين المسيحية والإسلام! وعلى مسيرة السلام في المنطقة، لا سيما في الأرض المقدسة! إنّ ما أطلقته، من خطة للسلام، دعيت «صفقة القرن» ستكون سبباً إضافياً لهجرة المسيحيين، من القدس والأراضي المقدسة، ومن البلاد العربية. وتدق الاسفين في عملية السلام في فلسطين، بين العرب واليهود، بل في مسيرة السلام في المنطقة والعالم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى