مسلسل حارس القدس.. بتفاصيل إنجاز مراحل العمل ترويها أسرته في ثقافي أبو رمانة
ميس العاني
أعاد مسلسل حارس القدس تأليف الكاتب حسن م. يوسف وإخراج باسل الخطيب وإنتاج مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني إلى الأذهان صورة الدراما المقاومة في وجه التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني جامعاً الفكرة مع النص والأداء الاستثنائي لطاقم التمثيل ليصبح العمل أيقونة درامية جسدت سيرة المطران ايلاريون كبوجي ووثقت سنوات نضاله ووقوفه مع الحق والمقاومة.
واختار المركز الثقافي العربي في أبو رمانة باكورة ندواته بعد انقطاع ثلاثة أشهر ضمن سلسلة ذاكرة وطن ليقدمها مبدعو هذا العمل من المؤلف والمخرج مع حضور للأب الياس زحلاوي الذي كان المستشار الدرامي لحارس القدس.
ويرصد المسلسل الذي لعب بطولته النجم رشيد عساف حياة المطران كبوجي المولود في حلب عام 1922 والذي رسم مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك في القدس عام 1965 ووضع نفسه بخدمة قضية فلسطين وشعبها إلى أن اعتقلته سلطات الاحتلال وسجنته بتهمة تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية حتى تدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه وأُبعد إلى روما التي قضى بقية عمره فيها حتى وفاته عام 2017.
أحمد
مديرة المركز الثقافي في أبو رمانة رباب أحمد اعتبرت أن حارس القدس يقدم درساً في الوطنية في زمن تلهث فيه المحطات العربية وراء التطبيع مع العدو.
المبيض
أكد مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض أهمية الإضاءة على هذا العمل الدرامي الضخم ضمن سلسلة المحاضرات التوثيقية التي أطلقتها مديرية ثقافة دمشق لأن سيرة المطران يجب أن تبقى منارة للأجيال.
زحلاوي
الأب زحلاوي اعتبر أن كبوجي كان أسقفاً للقضية الفلسطينية وسار في حياته على خطى السيد المسيح فكان أنموذجاً مقاوماً في رفض الاحتلال واستحقت سيرته التوثيق.
يوسف
وتحدث الكاتب يوسف عن رحلته مع شخصية كبوجي التي بدأت عقب وفاته مباشرةً حيث تواصلت معه مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني لكتابة العمل مشيراً إلى أنه اشترط أن يكون مخرج العمل هو باسل الخطيب.
واستند يوسف في كتابة سيناريو المسلسل على كتاب بعنوان ذكرياتي في السجن وهو عبارة عن حوار صحفي أجراه مع المطران كبوجي الصحفيان اللبنانيان سركيس أبو زيد وأنطوان فرنسيس ويحمل تفاصيل غنية جداً عن حياة المطران إضافةً إلى استعانته بتسجيلات صوتية وفيديو للمطران وكتاب للأديب حيدر حيدر روى فيه الكثير عن حياته.
الخطيب أما مخرج العمل الخطيب فأشار إلى أن رحلته مع هذه الشخصية الكبيرة بدأت منذ كان في الثامنة من عمره عام 1974 وكان المطران حينها قيد الاعتقال والمحاكمة حيث كان يشاهد والده الشاعر الراحل يوسف الخطيب وهو يكتب قصيدة ليرسلها إلى المطران في معتقله بفلسطين المحتلة والتي أصبحت شارة للمسلسل حيث غنتها المطربة ميادة بسيليس ولحنها الموسيقار سمير كويفاتي.
وبيّن الخطيب أن كاتب العمل بذل مجهوداً كبيراً واستثنائياً أثناء إعداد السيناريو تطلب منه الأمر أن يجري اتصالات ويذهب إلى حلب حتى يلتقي بأناس ممن كانوا على صلة مباشرة مع المطران الراحل لافتاً إلى أنه ذهب بدوره ليحاول جمع مواد عن الأماكن التي كان يزورها والناس الذين عرفوه ولاسيما الأخت منتهى والتي كانت مسؤولة عن شؤون المطران في آخر ثلاثين سنة من حياته حيث تمنعت في البداية عن تقديم معلومات لحزنها الشديد على الراحل ولكنها تحولت لاحقاً إلى داعمة كبيرة للمسلسل.
جان
أما الطفل ربيع جان الذي جسد شخصية المطران في طفولته فأكد أن هذا التجسيد كان تحدياً بالنسبة له على مستوى اللهجة والشخصية حيث اجتهد كثيراً ليؤدي الدور بصورة مقنعة.
وكرّمت مديرية ثقافة دمشق أسرة العمل على ما بذلته لإنجاز هذا المشروع الدرامي المقاوم.