أجنداتٌ مشبوهة تمتطي صهوة المطالب الشعبية
} إبراهيم مصطفى
عذراً يا أيّها الشهداء
عذراً يا أيها الجرحى
عذراً يا أيتها الدماء
ما يجري ليس من أجل الرغيف، ولا من أجل أقساط المدارس، ولا من أجل كرامة الوطن والمواطن.
ما يجري في ساحات الوطن الذي حُرّر بكم وبعرقكم وبدمائكم هو من أجلكم… نعم من أجلكم… من أجل إهانة تضحياتكم وتعبكم…
خرجوا بشعاراتهم المكتوبة في أوكار المؤامرات للنيل من سلاحكم الذي حرّر الأرض ودافع عن الكرامة وحمى العرض على امتداد الوطن…
نعم خرجت بعض العقول المغسولة بماء الحقد والمجبولة بالكراهية لتقف ضدّ الشرف المقاوم والعنفوان الوطني.
عذراً يا أيتها الدماء التي سالت وروت الأرض وحققت الإنجاز الأعظم في التاريخ المعاصر.
عذراً منكِ…
لن نقول أنك ذهبتِ هدراً كرمى لحفنة مأجورة ومرتهنة للفكر الانعزالي المرتبط حباً وطوعاً مع مخابرات أميركية وعربية وصهيونية لحماية الكيان الصهيوني والذوْد عنه من الداخل..
عذراً يا أيها الذين آمنوا بالقضية العادلة… قضية تحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني والسيطرة الأميركية… قضية الخضوع والركوع للمغتصب الخارجي أياً كان.
عذراً يا أيتها الجراحات والعذابات… عذراً يا أيتها الأمهات،
فهذا قسم خسيسٌ مستسلمٌ للتبعية والعنصرية يعلن وفي وضح النهار انهيار القيم الأخلاقية والمبادئ الوطنية…
فمن يقف سراً أو علناً ضدّ سلاح العزة والكرامة والفخر انما هو يقف ضدّ الوطن ويسعى للارتهان بقصد أو غير قصد للعدو الصهيوني من جهة ولداعش وأخواتها من جهة ثانية.
انّ هذا السلاح الذي أرسى معادلات الرعب وحمى ويحمي وسيحمي لبنان كلّ لبنان، والذي لم تستطع «إسرائيل» بجبروتها من نزعه أو سحبه بل العكس تماماً فقد نزع هذا السلاح المقاوم عنجهية «إسرائيل» ودحرها من أرضنا…
هذا السلاح المقاوم هو الدم في أوردة جسد الوطن فلن يقدر عليه الأصيل بكلّ غطرسته وقوّته…
فكيف بالوكيل الغارق في متاهة الانتماء الوهمي.
إنّ الذين خططوا وسعوا لهذا اليوم السادس من حزيران راهنوا على جوع الناس والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردّي، فحاولوا ركوب كلّ الهموم لتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة لإراحة العدو الصهيوني.
لكنهم صُدموا بطهارة ونقاء القوى الوطنية التي وعت وبشكل كبير ضخامة المؤامرة فتنحّت جانباً ورفضت أن تشارك في تظاهرات مشبوهة، وكيف لا تفعل ذلك وهذه القوى الوطنية هي من القوى التي أطلقت المقاومة ضدّ الاحتلال وقدّمت الشهداء والجرحى والأسرى وتعرف جيداً خفايا المشاريع الأميركية والصهيونية وتآمرها على كلّ نفس مقاوم.
صحيح أننا مع محاكمة كلّ فاسد وناهب للمال العام
وصحيح أننا ضدّ ما وصلنا إليه من جوع وفقر واضمحلال اقتصادي بسبب الطبقة السياسية الفاسدة..
لكننا…
مع الشهداء والجرحى والأسرى الذين صنعوا نصرنا التاريخي على العدو الصهيوني.
ومع أمّهات الشهداء اللواتي قدّمن أولادهنّ لتحرير الأرض والوطن.
فسلاح المقاومة هو الرادع الوحيد للعدو الصهيوني وليس قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا قرارات الجامعة العربية المريضة ولا بيانات الاستنكار من هنا وهناك.
القوة لا تُردعُ إلا بالقوة وليس بالقصائد العصماء والخطب الرنانة.
إنّ الأجندات الخارجية التي حرّضت هؤلاء البلهاء ليقفوا بوجه السلاح الذي أرسى معادلات الرعب مع الكيان الصهيوني وقاتل داعش وحمى لبنان كلّ لبنان، بمن فيه هؤلاء الموتورون الهائمون على وجوههم. انّ هذه القوى الخارحية لن تحصد إلا الخيبة وبعض الضجيج لأنّ المقاومة اللبنانية بكلّ أطيافها محصّنة بصدقها وفعلها ومُجمل بيئتها الحاضنة.
فليخرس كلّ من يُطالب بسحب السلاح والذي ستُبذل من دونه المهج والأرواح.