إحياء «يوم شهداء القضاء» في العدلية عون: اللبنانيون يتطلعون إلى السلطة القضائية للعبور بالوطن من حال الترهل والتفلّت من العقاب
لمناسبة «يوم شهداء القضاء» الذي يصادف في الثامن من حزيران، تاريخ استشهاد القضاة حسن عثمان، عماد شهاب، وليد هرموش وعاصم أبو ضاهر، على قوس محكمة الجنايات في صيدا عام 1999، حيّا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القضاة في لبنان معتبراً «أنّ اللبنانيين بأسرهم، يتطلعون اليوم إلى السلطة القضائية كخشبة خلاص للعبور بالوطن، من حال الترهل والتفلّت من العقاب في جرائم الفساد ونهب المال العام، إلى مرحلة المحاسبة ومواجهة الفاسدين والمرتشين والممعنين في التعدي على حقوق الناس».
ولفت إلى «أنّ الدفاع عن العدالة والحق، كلّف بعض القضاة حياتهم، ومن بينهم القضاة الأربعة الذين استشهدوا على قوس محكمة الجنايات في صيدا قبل واحد وعشرين عاماً وكلف آخرين تحمل ضغوط سياسية شديدة، إلا أنّ مسؤولية حمل ميزان العدل، والحكم وفق الضمير والأخلاق الإنسانية، يحتمان على القاضي ملاحقة من أوصلوا البلاد إلى هذا الدرك الاقتصادي الخطير الذي نعيشه اليوم، وجعلوا من الفساد والتهرّب الضريبي ومخالفة القوانين، قاعدة عمل في مسيرتهم السياسية ومسؤولياتهم العامة».
وأضاف «إن لم يشعر اللبنانيون اليوم، أن من أفقرهم بات تحت المحاسبة، وفي يد القضاء، فلن يتحقق إصلاح مرجو، ولن نتمكن من بناء وطن حديث تسوده سلطة القانون لأجيال المستقبل ». وأكد «أن معركة الإصلاح التي يخوضها تتطلب صلابة الجسم القضائي »، مجدداً تعهده للقضاة «بأن يكون مظلة وقاية لهم في مواجهة الضغوط السياسية التي قد يتعرضون لها ».
وللمناسبة، وضعت وزيرة العدل ماري كلود نجم ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، إكليلين من الزهر على النصب التذكاري للقضاة الشهداء: عثمان، شهاب، هرموش، أبو ضاهر وقبلان كسبار، في باحة «الخطى الضائعة » في قصر العدل – بيروت، بحضور المديرة العامة للوزارة القاضية رلى جدايل وأعضاء مجلس القضاء الأعلى.
وقالت نجم في تصريح «إن قضاة لبنان شهود للحق وشهداء للحقيقة. عدالة أحكامهم تعرضهم للخطر، وتحميهم من حكم التاريخ. أقف إلى جانبهم في معركة الإستقلالية مهما بلغ الثمن».
أضافت «لا يمكن أن يكون هناك ثقة بلبنان ما لم يكن هناك ثقة بالقضاء، وقيامة لبنان أساسها قوة القضاء ».
بدورها، قالت جدايل «اليوم ذكرى شهداء القضاء، ذكرى أبطال رحلوا على قوس المحكمة، فكانوا بتضحيتهم رمز كرامتنا وكرامة الوطن ».
وكان سبق زيارة النصب، وقوف مجلس القضاء الأعلى دقيقة صمت عن أرواح القضاة الشهداء، قبيل انعقاد جلسته الأسبوعية، وأعرب المجلس مجدداً عن شكر السلطة القضائية للرئيس عون لتخصيصه يوماً لشهداء القضاء، وعلى ما أكده في هذه المناسبة لجهة الأسس التي تبنى عليها دولة العدالة والحق.
ودعا المجلس، قضاة لبنان، الى «تخليد ذكرى القضاة الشهداء، واستلهام معاني شهادتهم، وبذل الغالي والنفيس، والسير يداً بيد، لغاية تكريس دولة القانون، التي يسألون عنها ».
بدوره، غرد الوزير السابق سليم جريصاتي عبر حسابه على «تويتر »، قائلاً «في يوم شهداء القضاء الذي أعلنه الرئيس العماد ميشال عون، نستذكر قماشة قضائية خيوطها من ذهب فتك بها الغدر، إلاّ أن القضاة الأحياء عدلوا وسطروا للمستقبل أمثولة عطاء علّهم يُكملون ».