تموت الحرّةُ ولا تُرضع بثديها
} يكتبها الياس عشّي
أيها السوريون.. عليكم أن تختاروا بين «قانون قيصر» ولائحة المطالب الصهيونية التي حملها وزير الخارجية الأميركي پاول سنة 2003 إلى القيادة السورية، ورفضها الرئيس الأسد.
واللائحة «متواضعة»، ولم تتغيّر! فهي لا تريد من سورية إلا أن تتنازل عن سيادتها، وأن تقطع علاقاتها مع إيران والمقاومة، وأن توقّع صكّ بيع فلسطين والجولان ومزارع شبعا إلى «الشركة الاسرائيلية الأميركية العربية التركية الأوروپية المغفلة»، والتي يبلغ رأسمالها ثلاث مئة مليون عربي مدجّن ومخدّر !
ويومها رفض السوريون، ومعهم الكثير من أحرار العالم، لائحة الذلّ تلك، فقامت الدنيا ولم تقعد، وأعلنت حرب كونية على دولة جريمتها الوحيدة أنها جرؤت وقالت: لا.
وربحت سورية الحرب العسكرية، وبدأت تلملم جراحها تحت وطأة الحرب النفسية والاقتصادية الشرسة التي تحمل توقيع الولايات المتحدة الأميركية، بدءاً من وضع يدها على النفط، ومروراً بإحراق حقول القمح، وانتهاءً بقانون قيصر المخالف لكلّ القيم الإنسانية.
واليوم، وصفقة القرن تطبخ على صفيح ساخن، يعي الشعب السوري معنى هذه الهجمة الهستيرية عليه، وليس أمامه سوى خيارين:
ـ إما أن يقبل الأوامر الأميركية ويدخل مزارع القطيع.
ـ وإمّا أن يرفض ويرحّل «قيصر» إلى الجحيم، ويثبت للعالم أنّ الشعب السوري لن يركع، ولن يجوع وأنّ «الحرة تموت ولا ترضع بثديها».