معاريف»: استعدادات عسكرية لمواجهة سيناريو انفجار الأوضاع في الضفة ضد الضمّ.. هل يشتعل المشهد الفلسطينيّ مجدداً؟
تباينت آراء خبراء فلسطينيين، في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول، حول إمكانية اندلاع مواجهة شعبية أو عسكرية، بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني، احتجاجاً ورفضاً لقرار ضمّ أراضٍ فلسطينية للكيان الصهيوني.
لكن الخبراء أجمعوا على أن استمرار وامتداد أي مواجهة في حال اندلاعها، سيكون منوطاً بمدى «تنظيم» التحرك الشعبي، وبالإرادة السياسية، حتى لا تكون مواجهة موسميّة لا تحقق نتائج سياسية على أرض الواقع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في تقرير أعدّه المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، من أن ضمّ الكيان الصهيوني لمناطق فلسطينية، سيؤدي إلى اندلاع صراع وعدم استقرار في الضفة الغربيّة وقطاع غزة.
وتعتزم الحكومة الصهيونيّة بدء إجراءات ضم مستوطنات بالضفة الغربية في الأول من يوليو/تموز المقبل، بحسب تصريحات سابقة لنتنياهو.
وتشير تقديرات فلسطينية، إلى أن الضم الصهيوني سيصل إلى أكثر من 30 في المئة من مساحة الضفة.
ورداً على تلك الخطوة، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أنه أصبح في حلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والصهيونية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما فيها الأمنية.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة «معاريف» الصهيونية إن جيش الاحتلال والأذرع الأمنية يستعدّ خلال الفترة الأخيرة لسيناريو تفجير الأوضاع وخاصة في الضفة الغربية المحتلة، وذلك مع اقتراب الموعد الافتراضي لضم أجزاء منها.
وذكرت الصحيفة أن الأمن الصهيوني يستعد خلال الأسابيع الأخيرة لإمكانية وقوع تصعيد أمني كبير في الضفة، على الرغم من عدم توفر معلومات استخباراتيّة واضحة حول كيفية الرد الفلسطيني على الخطة، إلا أن جيش الاحتلال «يستعدّ لأسوأ السيناريوات وهو تفجّر الأمور والوصول إلى انتفاضة جديدة».
ولا يعرف جيش الاحتلال حتى الآن طبيعة القرارات التي ستصدر عن المستوى السياسي خلال الشهر المقبل، ولا يعرفون ما الذي سيعلنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع المقبلة. وذلك بحسب الصحيفة.
ونوَّهت «معاريف» إلى أن نتنياهو يدير محادثات متسارعة مع طاقم مقلّص جداً من المستشارين بقيادة رئيس مجلس «الأمن القومي» مئير بن شابات، ويحتفظ بالمعلومات الحساسة بعيداً عن أعين غالبية وزرائه.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير الجيش بيني غانتس مع قادة المستوطنين، بعد يوم واحد من لقائهم مع نتنياهو، ويسعى الحضور للحصول على إجابات شافية بخصوص خطة الضمّ والمناطق المشمولة بها ومصير المستوطنات المعزولة والبؤر الاستيطانية التي لم تأت الخطة على ذكر الكثير منها.
في هذا الوقت، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وزير الشؤون المدنيّة حسين الشيخ إن الأجهزة الأمنية ستعتقل أي شخص في الضفة الغربية يخطط لتنفيذ عملية ضد الاحتلال.
وأضاف الشيخ في مقابلةٍ مع صحيفة «نيويورك تايمز» نُشرت الإثنين، لدى سؤاله عن كيفية ردة فعل الأمن الفلسطيني حيال من يُخطّط لهجومٍ يستهدف صهاينة: «سنعتقله طالما كان في الضفة، وفي حال علمت السلطة بوجود ذلك المهاجم في المستوطنات الصهيونية فسيُخبر الأمن الفلسطيني نظيره الصهيوني– عبر وسيط – بضرورة اتخاذ التدابير، لذا سنجد أي طريقة لإحباط ذلك الهجوم».
في المقابل، نفى مسؤولون صهاينة أن تكون تلك التحذيرات «حول وجود مهاجم في المناطق الصهيونية»- عبر وسيط – قابلة للتطبيق.
وقال مسؤول المخابرات العسكريّة الصهيونيّة السابق مايكل ميلشتين: «لست واثقًا من أن الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر أو أي منظمة أخرى لديها قنوات مباشرة مع الأشخاص المناسبين في وزارة الجيش، فإذا ما مرّت تلك المعلومة بالطرق الملتوية يكون المهاجم قد انتهى من تنفيذ الهجوم».
وتخطط حكومة الاحتلال لضم أكثر من 130 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت، ما يمثل أكثر من 30% من مساحة الضفة، إلى كيان الاحتلال مطلع يونيو المقبل.