تجدّد الاحتجاجات الواسعة ضد «قسد» والاحتلال في دير الزور.. وغارات مكثّفة للطيران ﺍﻟﺤﺮﺑﻲّ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱّ على مواقع إرهابيّة في رﻳﻒ إدلب دمشق: تصريحات جيفري حول سورية تشكل اعترافاً صريحاً عن معاناة السوريّين
أكدت دمشق أن تصريحات جيمس جيفري بخصوص الأوضاع الراهنة في سورية تشكل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأميركيّة بمسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريّين، مشدّدة على أن هذه السياسة الأميركيّة ستفشل مجدداً أمام إصرار السوريين على التمسك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية.
وقال مصدر رسميّ في وزارة الخارجية والمغتربين لـ سانا أمس، إن تصريحات جيمس جيفري بخصوص الأوضاع الراهنة في سورية تشكل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأميركيّة بمسؤوليّتها المباشرة عن معاناة السوريين وأن تشديد العقوبات هو الوجه الآخر للحرب المعلنة على سورية بعد ترنّح المشروع العدوانيّ أمام الهزائم المتتالية لأدواته من المجموعات الإرهابيّة.
وأضاف المصدر: كما أن هذه التصريحات تؤكد مجدّداً أن الولايات المتحدة تنظر إلى المنطقة بعيون إسرائيلية لأن المطالب التي يتحدث عنها جيفري هي مطالب إسرائيلية قديمة متجدّدة لفرض سيطرتها على المنطقة ولو كان هناك شرعية دولية حقيقية وتضامن عربي لكان من الواجب محاسبة الإدارة الأميركية على هذه السياسة التي تستهدف الإنسان السوري في حياته اليومية.
وختم المصدر بالقول إن هذه السياسة الأميركية التي تشكل انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني سوف تفشل مجدداً أمام إصرار السوريين على التمسك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية.. وإن الدفاع عن الاقتصاد الوطني سيشكل هزيمة جديدة للمحاولات اليائسة للإدارة الأميركية في التدخل بالشأن السوري.
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الأميركية تعزيز نقاط احتلالها وقواعدها غير الشرعية في منطقة الجزيرة السورية في خرق متجدّد للقوانين والشرائع الدولية وأدخلت قافلة من 40 شاحنة تحميها عربات حربية عبر أحد المعابر غير الشرعية إلى منطقة المالكية أقصى الريف الشمالي الشرقي للحسكة.
وذكرت مصادر أهلية من منطقة المالكية أن قوات الاحتلال الأميركي أدخلت خلال الساعات القليلة الماضية عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى الأراضي السورية قافلة مؤلفة من 40 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجستية ترافقها عربات حربية نوع «همر» واتجهت إلى القاعدة غير الشرعية التي أقامتها في مطار خراب الجير في ريف منطقة المالكية شمال شرق المحافظة.
وكانت قافلة من 50 شاحنة دخلت عبر معبر الوليد غير الشرعي أمس، محملة بمعدات ومواد لوجستيّة إضافة إلى صهاريج بترول برفقة عدد من المدرعات نوع همر.
وأدخلت قوات الاحتلال الأميركي خلال الأشهر القليلة الماضية آلاف الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة عبر المعابر غير الشرعيّة لتعزيز وجودها اللاشرعيّ في منطقة الجزيرة السورية ولسرقة النفط وغيرها من ثروات وخيرات البلاد بالتعاون والتواطؤ مع أدواتها من المجموعات المسلّحة والإرهابيين الذين تدعمهم في تلك المناطق.
إلى ذلك، فتح تصدّي الجيش السوري للهجوم المجموعات الإرهابية على مواقعه في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، النقاش من جديد وبقوة، حول اهمية الاتفاقات القائمة مع النظام التركي الذي يدير هذه الجماعات ويرعاها من بداية الحرب الكونية على سورية.
وأمس، كشفت صحيفة «الوطن» السورية أن ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ شن غارات مكثفة على ﻧﻘﺎﻁ ﺗﻤﺮﻛﺰ المجموعات الإرهابية وتحركاتها في جبل الزاوية، وعلى مستودعات ذخيرتها ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻛﻨﺼﻔﺮﺓ ﺑﺮﻳﻒ إدلب.
وتناقلت مواقع للتواصل الاجتماعي في وقت سابق صوراً وفيديوهات تظهر أرتالاً للجماعات الإرهابية تتجه إلى جبل الزاوية الاثنين.
تأتي الضربات الجوية السورية بعد يوم من هجوم شنه الإرهابيون على نقاط عسكرية للجيش في سهل الغاب بريف حماة، وتمكنت القوات الحكومية من استعادة بلدتين في المنطقة بعد سيطرة قصيرة للمسلحين عليهما.
وكانت مجموعات مسلحة، يقودها تنظيم «حراس الدين» المبايع لتنظيم «القاعدة»، قامت بمحاولة جديدة للتقدم إلى مناطق سيطرة الجيش السوري على محور بلدة «طنجرة» في سهل الغاب شمال غربي حماة المتداخل إدارياً مع ريف إدلب الجنوبي. بدوره أرسل الجيش العربي السوري تعزيزات عسكرية، مشكلاً قوساً نارياً على الجهة الشمالية لخطوط الاشتباك بهدف قطع مسارات الإمداد للمجموعات المسلحة الخلفية في المنطقة.
على صعيد آخر، خرج أهالي قريتي ذيبان والحوايج في ريف دير الزور في مظاهرات ضد ممارسات مجموعات (قسد) المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي واحتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية في ظل انتشارها في المنطقة.
وأفادت مصادر أهلية بخروج أهالي قريتي ذيبان والحوايج بريف دير الزور الجنوبي الشرقي في مظاهرات ضد ممارسات مجموعات (قسد) المدعومة من الاحتلال الأميركي واحتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية في ظل انتشارها وسيطرتها على خيرات المنطقة، مطالبين بوقف انتهاكات مجموعات (قسد) التعسفية ضد الأهالي وبخروجها من المنطقة.
وأشارت المصادر إلى أن الاحتجاجات امتدت إلى مناطق أخرى مثل سفيرة تحتاني حيث قام الأهالي بقطع الطرقات الرئيسية في القريتين بالإطارات المشتعلة والحجارة.
وشهدت الأيام الماضية خروج مظاهرات على نطاق واسع ضد مجموعات (قسد) في أرياف دير الزور والحسكة احتجاجاً على ممارساتها وفقدان حالة الأمان في مناطق انتشارها وحالات الخطف والقتل واحتكار النفط بالتعاون مع الشركات غير القانونية التي تتعامل معها.
وشملت الاحتجاجات والتظاهرات بلدات الشحيل والعزبة والصور والصبحة ومحيميدة وجديد عكيدات والكسرة، وبلدات أخرى في ريفي دير الزور الشرقي والشمالي الخاضعين لسيطرة «قسد».
وامتدّت الاحتجاجات خلال فترة بعد الظهر، إلى قرية العطالة الواقعة في ريف مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.
وفي السياق، طالب المحتجون بالسماح بتوريد أقماحهم إلى الجهة التي يرونها مناسبة، وعدم وضع أي قيود على الفلاحين أو إجبارهم على تسليم أقماحهم إلى مراكز «الإدارة الذاتية».
وندّد المحتجون بالفساد المستشري في المجالس المدنية والعسكرية التابعة لـ»قسد» في ريف دير الزور، مطالبين بإيجاد حلول عاجلة لارتفاع الأسعار وفقدان المواد الغذائيّة، وتوفير فرص عمل للسكان.
فيما رددت شعارات تطالب «قسد» و»التحالف» الدولي بوقف نهب حقول النفط والغاز، واستثمارها بصورة تحسن الواقع الخدمي والمعيشي في كامل الجغرافية السورية.