الالتزام عالمياً بالإجراءات الوقائيّة والتباعد الاجتماعيّ حتى توفر لقاح لـ «كوفيد 19» مفارقات في مواجهة كورونا… السويد إلى مناعة القطيع وأستراليا حَجْر منزليّ
تتابع «البناء» استطلاع أوضاع أبناء الوطن في المغترب في ظلّ انتشار فيروس كورونا المستجدّ الذي أظهر هشاشة ما يُسمّى أنّ العالم قرية كونية حيث كلّ بلد أقفل حدوده للحد من العدوى وحصر أعداد الإصابات.
معظم الدول اعتمدت الحجر المنزلي الإلزامي وسيطر التشديد على التباعد الاجتماعي والإقفال التام على القطاعات كافة لمواجهة وباء لم يزل العلماء في بحث مضنٍّ عن لقاح مضاد له.
في استراليا وكما ذكرنا في تغطيات سابقة الجميع يعيش عزلة اجتماعية جراء حزم الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات لجهة تطبيق الإجراءات الوقائية. اما في السويد فيختلف المشهد حيث اعتمدت الحكومة هناك مبدأ «مناعة القطيع» ولم تُلزِم المواطنين بالإقفال بل اكتفت بتوجيهات دعتهم فيها الى الحفاظ على مسافة كافية بينهم رغم تصاعد أرقام الحالات في البلاد.
تحدث لـ»البناء» راسم الباشا من الجالية في أستراليا ورينا مارديني من الجالية في السويد.
راسم الباشا: نعيش عزلة اجتماعية
اعتبر راسم الباشا، من المركز الإسلامي العلوي في فكتوريا ـ استراليا، أنّ السلطات الاسترالية اتخذت كلّ الإجراءات والإرشادات المطلوبة لمواجهة وباء كورنا، كما مارست الحزم في التأكيد على ضرورة التزام الحجر المنزلي، وتمّ إقفال المراكز الاجتماعية والنوادي والمساجد والكنائس والمدارس والحدائق العامة وصالات السينما والشركات وغيرها بقصد الحدّ من انتشار الوباء.
وقال الباشا في حديث لـ «البناء»: «الأوامر الحكومية تصاعدت بحزم إلى درجة فرض العقوبات على التجمّعات لأكثر من اثنين ولو ضمن العائلة الواحدة، كما مُنِعت الزيارات للأقارب والمعايدات بالفصح المجيد، وتمّ استباق شهر رمضان لجهة منع المشاركة بالإفطارات. إذاً الجميع يعيش عزلة إجتماعية عائلية خانقة وكانت وسائل التواصل هي البديل والهواتف.
وتابع: في ظلّ الخوف والقلق الذي سيطر مع تزايد أعداد الوفيات في شتى أنحاء العالم، ومع تدهور الحالة الاقتصادية نتيجة توقف الأعمال والمصالح والتزام الحجر، سارعت الحكومة الأسترالية لسدّ العجز ومعالجة الوضع بحزمة إجراءات تمثلت بضخ المليارات تعويضاً لكلّ من تضرّر وتأذى، وحصل كلّ فرد عاطل عن العمل على مبلغ 750 دولار أسترالي.
مارديني: الوقاية مجهود شخصيّ
أكدت رينا مارديني أنّ الجهات الحكومية في السويد لم تلجأ إلى إجراءات الحجر المنزلي، وقالت: «هناك إصرار من قبل الدولة على السير وفق منطق «مناعة القطيع» وفعلياً لم نشهد أيّ قرار حكومي يدعو المواطنين إلى الإقفال التام والحجر المنزلي بل دعوة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية، حتى أنّ المدارس لم تغلق أبوابها إلا لفترة قصيرة وبعدها عاد التلامذة بشكل عادي إلى مقاعد الدراسة باستثناء المرحلة الثانوية التي تمّ اعتماد التعليم اونلاين فيها».
وأضافت: «نحن المقيمين في السويد لا نشعر بالأمان على الإطلاق ونحاول اعتماد الوقاية كمجهود شخصي دون أي توجيه أو مسار محدد من قبل الجهات الصحية، حيث إن أقصى ما تدعو إليه هذه الجهات هو الحفاظ على التباعد والتركيز على التعامل المالي من خلال الفيزا كارت أو التحويل الإلكتروني عبر الهواتف، لكن المفارقة أن لا أحد من المواطنين يضع الكمامة رغم أنّ عدد الحالات يصل يومياً إلى 400 و500 إصابة».
وختمت: »إذا ما سألتني الفرق بين السويد وبلادنا فيمكنني التأكيد أنّ الإجراءات التي تمّ اتخاذها في الوطن جادة وأثمرت نتائج ممتازة. وهذا أمر نحسدكم عليه نحن الذين اضطررنا للاغتراب، ويبقى أملنا معلقاً بمقدرة العلم على الوصول إلى لقاح او علاج لهذا الفيروس».