قالت له
قالت له: ما دمنا في مرحلة من الحجر الصحي وليس بيننا للتداول إلا الكلام حيث لا عناق ولا قبل فتعال نتحدّث عن الحب علنا نعوّض بعض الشغف الذي فاتنا.
قال لها: وماذا تريدين للحديث أن يذهب في الكلام عن الحب؟
قالت: إني أرى الحب غامضاً.
قال لها: لكن له إشارات لا تضيع على أصحابه.
قالت: وأهمها أنك تعرف مَن تحب بالإجابة عن سؤال.
قال لها: تعالي نختبر أي الأسئلة يشكل مفتاح الجواب.
قالت: الحب يدلك وحده على مَن يُشعرك بالأمان.
قال لها: لكنني أشعر معك بالقلق.
قالت: الحب يدلك على مَن ترغب بالاسترخاء معه.
قال لها: أرغب أن أبقى متوتراً معك.
قالت: الحب يختار لك من لا ترغب مغادرة اللقاء معه وتشتاق إليه قبل أن تغادر.
قال لها: أحياناً أرغب بالمغادرة في ذروة خلاف، لكنني أرغب بالعودة لخلاف جديد.
قالت له: الحب تتقاسمه مع مَن تأتمنه على أسرارك.
قال لها: أحياناً أخشى أن أقاسمك أسراري كما أخشى إخفاءها عنك.
قالت: الحب يطغى على خيباتنا منه.
قال لها: أحب في الحب خيبات تخرجني إلى الحب نفسه او إلى حب جديد.
قالت: الحب شفاء من أمراض النفس ورقي بقيمها.
قال لها: وأحياناً هو المرض بعينه والميل إلى مغادرة كل قيم.
قالت له: نكتشف الحب بأن نعرف مَن نرغب بلقائه أولاً بعد سفر طويل.
قال لها: أو مَن نرغب بسفر طويل للقائه.
قالت: ها نحن نقترب.
قال: نكتشف الحب بأن نعرف مَن نهرع له عندما ننجز لنسمع الثناء ومن نركض إلى حضنه عند الخيبة للاحتماء.
قالت: وأنا في خيبة وأريد الاحتماء.
قال: وها أنا أنجز وأريد الثناء.
فضحكا ومضيا كل في طريق عملاً بتعليمات زمن الكورونا.