} دمشق – آمنة ملحم
لم تستطع الدراما السورية دخول غمار المنافسة العربية في الموسم الرمضاني الأخير، رغم كل ما حمله موسم العام الفائت من حالات تفاؤل وأمل بعودة ألق تلك الدراما بعد انتظار، فعدا عن قلة الأعمال التي عرضت هذا الموسم جاء المستوى الدرامي ضعيفاً باهتاً لأغلبها، وغاب النمط الدرامي الاجتماعي الذي يلامس حياة السوريين وهمومهم ولو بملامح بسيطة.. كل ذلك زاد عليه عدم القدرة على اللحاق بالموسم لعدد من الأعمال التي كان معقوداً عليها بصيص من الأمل بسبب انتشار جائحة الكورونا وعدم استكمال التصوير ما قبل رمضان.
ربما كان ما حصل يستحق أن يكون درساً تلقاه عدد من المنتجين السوريين الذي يماطلون بتصوير ما بجعبتهم من أعمال درامية لا سيما أولئك الذين اعتادوا استكمال التصوير خلال فترة العرض ذاتها في شهر رمضان الذي لا يزال الموسم الأبرز لعرض النتاج الدرامي السوري، الأمر الذي جعلهم خارج خارطة الموسم هذه المرة.
وبالفعل يبدو أن تلك المحنة لم تمر دون ترك أثرها والدفع بعدد من شركات الانتاج للإعلان مبكراً عن أعمال درامية ستصور للموسم الجديد من دون تأجيل حيث تدور الأحاديث عن انطلاق تصوير جزء جديد للمسلسل الشامي الشهير «باب الحارة» خلال شهر من الآن بإدارة المخرج محمد زهير رجب، كما أعلن المنتج هاني العشي قبيل انتهاء شهر رمضان عن التحضير لعمل درامي من نمط البيئة الشامية «حارة القبة» أيضاً ليكون بوابة لعودته لعالم الإنتاج بعد غياب سنوات عدة مستقطباً المخرجة رشا شربتجي لتخوض ثاني تجاربها مع البيئة الشامية بعد مسلسل «اسعد الوراق»، وهذه المرة عن نص للكاتب أسامة كوكش دون تفاصيل عن الحدوتة للآن سوى أنها ستتناول أحداثاً مهمة عن الشام مطلع القرن الماضي وتحديداً في فترة السفر برلك، بعيداً عن نمط البيئة الشامية المعتاد وفق تصريحات منتجه، وستضم نجوماً في بطولتها منهم: سلوم حداد، سلافة معمار، عباس النوري، شكران مرتجى، فادي صبيح، خالد القيش، نادين تحسين بك… وآخرين.
كما بات معروفاً أن مسلسل «سوق الحرير» سيحضر بجزئه الثاني في الموسم المقبل بعد إعلان صناعه أنه سيصل بحكايته لخمسة أجزاء والتي تتناول فترة الخمسينيات من تاريخ دمشق، والتحول المجتمعي الذي حدث لدى العائلات من تمكين عمل المرأة وتحرّرها اجتماعياً وانفتاح المدينة على المسارح والصالات السينمائية.
وغالباً سيحضر «حرملك» للمخرج تامر إسحق بجزء ثالث في الموسم الجديد.
هكذا وكما العادة يبدو حضور دراما البيئة الشاميّة مؤكداً للموسم المقبل، ومع تأخر تصوير كل من المسلسلين الاجتماعيين «شارع شيكاغو» للمخرج محمد عبد العزيز وتدور أحداث المسلسل بين فترتي الستينيات من القرن الماضي والوقت الراهن ويتناول قصة ميرامار (سلاف فواخرجي) فتاة تهرب من عائلتها بمساعدة مراد (مهيار خضور) شخص بمثابة بطل شعبي لتتحدّى المجتمع في »شارع شيكاغو«، وهو شارع كان معروفاً في دمشق خلال تلك الفترة، حيث كان يجتمع فيه المثقفون وأصحاب الموضة وتحصل فيه نقاشات فكرية واجتماعية. ومسلسل «بورتريه» للمخرج باسم السلكا، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي – تشويقي، حول قصّة حب بين «ريما» و«حازم»، تبدأ فصولها من لقاءٍ عابر في ظروفٍ غير اعتيادية، لكنّ هذه القصة ستثقلها أحقادُ ماضٍ عائلي مشترك بينهما، لم يكونا يعلمان عنه شيئاً، وسيلقي بظلاله على مستقبل علاقتهما. فهل يمكن لحبٍ نقي أن يزيل رواسب الماضي بين العائلتين، ويداوي جروحه الغائرة؟ أم سيتحوّل سيلاً جارفاً يدمّر كل ما يحيط بالعاشقين، بسبب لعنة الحبّ السابق الذي لم يكتمل؟ بهذاين العملان أيضاً ستحضر الدراما الاجتماعيّة في الموسم المقبل مع نخبة من نجوم الدراما السورية أيضاً.
ولن تغيب الكوميديا بوجود جزء جديد لمسلسل «بقعة ضوء» كان مفترضاً أن يحضر في الموسم الأخير أيضاً.
إعلانات مبكرة، حركة يمكن وصفها وفق توقيتها بأنها نشطة، وإن استمرت بهذا الحال ربما ستكون بوابة لحضور درامي سوري نشيط مع بطولات سيحجزها نجوم الدراما السورية من دون غياب هذه المرة.. فهل هو درس ستحمد عقباه، أم أن تلك الاعلانات مجرد طفرة ستمرّ وبعدها سيسود البهتان والانحسار على حال الدراما كما الموسم الفائت؟!