فلسطين: قرار «حقوق الإنسان» الأوروبيّة ضربة موجعة للاحتلال
نشطاء في قطاع غزة يستأنفون إطلاق البالونات الحارقة تجاه المستعمرات الصهيونيّة
رحبت فلسطين، الخميس، بإدانة محكمة أوروبية فرنسا لمعاقبتها ناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية.
وقضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بالإجماع، بأن الإدانة الجنائية الفرنسية في 2015، لناشطين دعوا إلى مقاطعة المنتجات الصهيونية، تنتهك المادة 10 الخاصة بحرية التعبير، من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في بيان، إن «قرار المحكمة ضربة موجعة للكيان الصهيوني وحلفائه، ولسياسات وممارسات الاحتلال الاستعمارية القمعية».
كما وصف المالكي القرار الأوروبي، بأنه «انتصار لجميع المدافعين عن الحقوق والحريات ومبادئ العدالة الدولية».
وطالب الوزير الفلسطيني، دول الاتحاد الأوروبي بـ»احترام قرار المحكمة».
وفي عامي 2009 و2010، شارك 11 ناشطاً في فرنسا باحتجاجات سلمية، داخل محال السوبر ماركت تطالب بمقاطعة البضائع الصهيونية.
وعام 2015، أدانت محاكم فرنسية الناشطين الأعضاء في تجمع «كوليكتيف باليستين 68»، «بالتحريض على التمييز»، بسبب مشاركتهم في حملة المقاطعة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وافقت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، على وسم (وضع ملصقات) منتجات المستوطنات الصهيونية لتمييزها.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي المستوطنات الصهيونية «غير شرعية وعقبة في طريق السلام».
استأنف نشطاء فلسطينيون، الجمعة، إطلاق بالونات تحمل مواد حارقة، من قطاع غزة تجاه مستوطنات صهيونية.
وقال أحد النشطاء ويُدعى «أبو ياسر» إنه وعدد من الشبان الفلسطينيين ينتمون لما يُسمّى بـ»مجموعات أحفاد الناصر صلاح الدين»، بدأوا بإطلاق دفعات من «البالونات الحارقة» من غزة تجاه المستوطنات المحاذية للقطاع.
وأضاف «أبو ياسر»، الذي رفض الكشف عن اسمه لاعتبارات أمنية، أن «استئناف إطلاق البالونات جاء رداً على انتهاكات الكيان الصهيونيّ بحق المسجد الأقصى، وقرار ضمّ أجزاء من الضفة الغربية».
وأشار أن إطلاق البالونات سيتواصل حتى الـ18.00 بالتوقيت المحلي (16.00 تغ).
وحذر «أبو ياسر» من أن مجموعته ستصعّد إطلاق البالونات تدريجياً، طالما يواصل الكيان الصهيوني «عدوانه» بحق الشعب الفلسطيني خاصة بالضفة الغربية ومدينة القدس.
وكانت المجموعة، بحسب «أبو ياسر»، توقفت منذ أشهر عن إطلاق البالونات بعد تدخل وساطة مصرية، لإبرام تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال.
وقال الناشط الفلسطيني، إنه «بعد مماطلة الاحتلال مؤخراً في تنفيذ التفاهمات، وتصعيد عدوانه ضد شعبنا كان لا بدّ من التحرك بأدواتنا البسيطة وممارسة الضغط على الاحتلال».
و»البالونات الحارقة» هي بالونات يتمّ ربطها بمواد قابلة للاشتعال، وبدأ الفلسطينيون باستخدامها في مايو/أيار 2018، كأسلوب احتجاجي رداً على اعتداءات الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وتقود مصر والأمم المتحدة وقطر، منذ العام 2019، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة والكيان الصهيوني، تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل وقف الاحتجاجات التي ينظمها الفلسطينيون قرب الحدود مع الكيان الصهيوني.
ويعاني أكثر من مليوني فلسطيني في غزة أوضاعًا متردية للغاية، بسبب حصار صهيوني مستمر للقطاع، منذ أن فازت حركة «حماس» بالانتخابات التشريعية، صيف العام 2006.