نتائج كورونا وغياب الجمهور دوريات أوروبية بنكهة لبنانية
} ابراهيم وزنه
منذ أن اجتاحت جائحة كورونا الكرة الأرضية، برزت ارتداداتها واضحة على معالم الحياة وتفاصيل العيش في مختلف دول العالم، سريعاً انعكست أرقامها التصاعدية خوفاً وقلقاً على جميع بني البشر من كافة الأجناس والجنسيات، تابعنا نتائجها السلبية على ميادين الصحة والاقتصاد، ولاحظنا بوضوح التبدّل في أنماط العيش والتراجع في موازنات الدول ورواتب الناس … إلى أن وصلت تأثيرات الموس «الكورونية» إلى الساحات الرياضية عموماً وملاعب الكرة خصوصاً. فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر، والملاعب في أرجاء المعمورة تغط في سبات عميق، لا مباريات ولا بطولات ولا هدير مدرجات … لا جداول ولا نجوم ولا أهداف، غابت المباريات الحماسية المثيرة ضمن الدوريات الأوروبية! …. ونفس الأمر انسحب على ملاعبنا المحلية والعربية، حيث الارتباك لم يزل مسيطراً على قرارات أهل الحل والربط، وكثيرة هي البطولات التي ألغيت في هذا السياق.
الحق يقال، أن كورونا قد فضحت أنظمة وكشفت نفوس وأزالت أقنعة، وخصوصاً عند الكثيرين من الرياضيين والنجوم العالميين، لجهة الوقفات التضامنية والتبرعات من قبل البعض، يقابلها تمسّك بالحقوق المادية عند آخرين، بطولات ألغيت وأخرى تمّ تأجيلها، أولمبياد تمّ ترحيله إلى العام المقبل (2021) وصولاً إلى استحداث قوانين جديدة فرضتها التبدّلات الحاصلة على أكثر من صعيد.
هذا، وشهد الأسبوع الماضي عودة الروح إلى عدد من البطولات الأوروبية لكرة القدم، كعادتهم أثبتوا الألمان بأنهم الأكثر جرأة في تجاوز العوائق، انطلقت مباريات «البوندسليغة» أولاً، بعد ذلك كرّت السبحة مع «الليغا» الاسبانية و»الكالتشيو» الايطالي وصولاً إلى «البريميرليغ» الانكليزي.
ماذا نقرأ في المعطيات؟ من خلال ما تابعناه من مباريات أمام مدرجات خالية ووفق محاذير وضوابط واجراءات صحية مُلزمة على اللاعبين والأندية وادارات الملاعب، لفتنا التراجع اللافت في الاداء الفني لغالبية اللاعبين، وغياب الاثارة مع تسرّب الملل إلى نفوس المتابعين عبر التلفاز، والأكيد أن الابتعاد عن التمارين أدّى إلى تراجع مستويات اللاعبين والتباطوء في ادائهم وتحركاتهم، وغياب الجماهير أفقد «المشهد» جماليته ونكهته، فوحدها أصوات اللاعبين المصحوبة بـ «قرقعة» تمريراتهم وصوت المعلّق تتحكّم بمتابعتنا لبطولات كانت تؤنسنا، لكنها لن تعد كما كانت! بعدما خلعت أجمل ملابسها وتشوهت مفرداتها، غابت اللمسات الفنية والأهداف الملعوبة والحماسة المفرطة في الملعب وحوله … وهنا لا أخفيكم بأنني شعرت في تلك اللحظة، كأنني أتابع مباراة من الدوري اللبناني، فضحكت في قرارة نفسي لانقلاب المعادلة … فبدل أن نرتقي إلى المستويات الأوروبية بالشكل والمضمون ها هم «قدواتنا» في عالم كرة القدم، يتواضعون ويتراجعون ليقلدوننا شكلاً ومضموناً… نعم لقد أصبحت الدوريات الأوروبية بنكهة لبنانية.