الكاظمي: فرصة تاريخيّة لتطوير العلاقات العراقيّة الكويتيّة
نداء السيستاني أوقف امتداد عصابات «داعش» وولادة قوات الحشد الشعبي شكلت انعطافة حقيقيّة في المواجهة ضد التنظيم
أكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمس، أن لدى العراق والكويت فرصة تاريخية لتطوير العلاقات الثنائية، ومعالجة ملف الحدود بالطريقة التي يتم من خلالها التحرّر من مخاوف الماضي.
وأكد الكاظمي خلال استقباله وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية، «على أهمية تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين بما يخدم استقرار المنطقة وازدهارها، وتنشيط التعاون التجاري وبما يعمل على تجاوز الآثار الاقتصاديّة لجائحة كورونا».
ولفت الكاظمي إلى أن «لدى البلدين فرصة تاريخية لتطوير العلاقات الثنائية بينهما، ومعالجة ملف الحدود بالطريقة التي يتمّ من خلالها التحرّر من مخاوف الماضي، ووفق مبدأ حسن النية»، مشيراً إلى جذور تاريخيّة ترتكز على روابط عائلية وقبلية واجتماعية تقوم عليها العلاقات بين البلدين.
كما أكد رئيس الوزراء العراقي أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين، وتذليل العقبات البيروقراطيّة التي تواجهها، وتفعيل مقرّرات مؤتمر الكويت ولجان متابعته»، مؤكداً أن حكومته «ستستمر في التعاون بشأن قضية الأسرى الكويتيين في حرب الخليج عام 1991، وإعادة ما تبقى من الأرشيف الأميري في العراق».
وذكر البيان أن وزير الخارجية الكويتي سلم رئيس الوزراء العراقي رسالة خطية من أمير دولة الكويت، لافتاً إلى أن الوزير الكويتي أكد أن «العلاقة ما بين العراق والكويت ضاربة في جذور التأريخ، وأن أمير دولة الكويت مهتم بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في السرّاء والضرّاء، وضرورة تجنيب الأجيال القادمة مشاكل الماضي والحاضر».
ولفت البيان إلى أنه «جرت خلال اللقاء مناقشة تحديات الأمن المائي وملف الإرهاب بوصفه تحدياً مشتركاً بين دول المنطقة، فضلاً عن مناقشة الأزمة الاقتصادية وتدهور أسعار النفط العالمية»، وبيّن الصباح وفقاً للبيان أن «معالجة الأزمة الاقتصادية تتم عبر ثلاثة مستويات، هي التحرّك على المستوى الدولي ومع المؤسسات الدولية والحلفاء المشتركين في مجال التعاون التنموي والاستثماري، وأيضاً التحرك على المستوى الإقليمي عبر التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، حيث يمكن استثماره من خلال الربط الكهربائي وغيره من المجالات».
ووصل وزير الخارجية الكويتي إلى العاصمة العراقية بغداد، للقاء المسؤولين العراقيين ومناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت الكويت قالت في منتصف مايو الماضي، إن «هناك توافقاً كويتياً عراقياً على حل عديد من القضايا العالقة، في إطار العلاقات المتميّزة بين البلدين».
إلى ذلك، أكد الكاظمي، السبت، أن نداء المرجع الأعلى، علي السيستاني، أوقف امتداد عصابات تنظيم «داعش».
وقال الكاظمي، في بيان صحافي أصدره بمناسبة فتوى «الجهاد الكفائي» التي أطلقها السيستاني في يونيو 2014 وتشكل على إثرها الحشد الشعبي، إن «نقطة التحول كانت فتوى الجهاد الكفائي المباركة التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى، السيد علي السيستاني (رعاه الله)، التي مثلت نقلة مسؤولة للبدء في مسيرة استنهاض الروح الوطنية والمشاركة المجتمعية في حماية الوطن».
وتابع: «سرعان ما سطر شعبنا الانتصارات تلو الانتصارات، ملحقاً الهزيمة النكراء بداعش وأيتامها، ومطهراً كل مدن وأراضي العراق من دنس الإرهاب، ومواصلاً إرادته بحماية قيمه ونظامه الديمقراطي ومستقبل أجيال، فضلاً عن بناء دولة حديثة ومتقدمة تقوم على أساس إرساء قيم المواطنة والحقوق».
وأشار الكاظمي إلى أن «نداء المرجع، السيد علي السيستاني، أوقف امتداد عصابات داعش وفضح طبيعتها الإجرامية وأفشل مخططاتها السوداء لتدمير بلادنا بإعادة تسلط وطغيان أبشع حثالات النظام الدكتاتوري الدموي السابق، الذي جر الويلات على العراق وشعوب المنطقة، مُخلفاً وراءه مقابر جماعية تضم مئات الآلاف من الأبرياء ومئات القرى الكردية المحروقة بالأسلحة الكيمياوية المحظورة، وترك عراقاً مهدّماً ومحروماً من أبسط مقوّمات حياة إنسانية لائقة بأبناء شعبنا الكريم».
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن «ولادة قوات الحشد الشعبي شكلت انعطافة حقيقية في المواجهة ضد تنظيم داعش الإرهابي لدورها الحاسم في استعادة المبادرة لصالح العراق وشعبه وتحقيق الانتصارات المتلاحقة وتحرير العديد من المناطق المغتصبة، ما يؤكد أن الاستجابة المشهودة من قبل أبناء شعبنا الغيارى لنداء المرجعية حفظت وحدة العراق وأجهضت مخططات أعدائه».
على الصعيد الأمني، أفادت وسائل إعلام عراقية بأن 12 شخصاً على الأقل استشهدوا وجرحوا جراء هجوم شنّه تنظيم «داعش» الإرهابي على قرية ميخاس في محافظة ديالى بشمال شرقي البلاد.
ولفت مصدر أمني إلى أن الهجوم على القرية التي تقطنها عشيرة من الكاكائية نفذ باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة.