ظريف يتحدّث من أنقرة عن «قرارات بنّاءة» .. ومواصلة التعاون التركيّ الإيرانيّ
ذكر وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في أنقرة، أنه «تم نقاش مسار أستانة ومواجهة الارهاب في المنطقة، رافضاً العقوبات المفروضة من جانب واحد على إيران».
واعتبر أوغلو أن «وباء كورونا علّمنا على الوحدة والتضامن، ولذلك سنستمر في التعاون مع إيران في الشأن السوري وفي غيرها من المناطق».
وفي سياق متصل، أشار إلى أن بلاده عملت مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، قائلاً «نبحث في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في ليبيا مع روسيا ونناقش هذه المسألة مع الأطراف الليبية».
وأكد جاويش أوغلو أنه «لا توجد خلافات في وجهات النظر مع روسيا بشأن ليبيا»، لافتاً إلى أن «تأجيل الاجتماع مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين هو من أجل التعمق في النقاش بشأن ليبيا».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «تركيا وإيران تمكنتا من تجاوز أزمة كورونا»، مؤكداً أن بلاده مستعدة لـ»التعاون مع الكوادر الطبية التركية».
وخلال المؤتمر الصحافي، لفت ظريف إلى أن «الولايات المتحدة سجلت اسمها في صفحات التاريخ الأسود فيما يتعلق بالتعاون في مواجهة كورونا».
من جهة أخرى، أوضح أنه «تم فتح رحلات تجارية بين تركيا وإيران وناقشنا مسألة تدفق الغاز الطبيعي الإيراني إلى تركيا»، مؤكداً أنه «سيبدأ تدفق الغاز الإيراني من جديد إلى تركيا».
وكشف ظريف أن «الرئيس التركي سيزور إيران وسيتم عقد اتفاقات تجارية»، مؤكداً أنه «سيكون هناك قمة قريباً في طهران حول مسار أستانة بعد انتهاء أزمة كورونا».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني «ناقشنا التطورات في سورية وأيضاً في اليمن، ونحن وتركيا نسعى إلى أن يكون هناك سلام في اليمن». وأضاف «وقعنا على اتفاقية مشتركة من أجل التعاون الدبلوماسي والسياسي بين الطرفين، وستكون دعماً للدبلوماسية التركية والإيرانية في مجال التعاون الاقتصادي».
وتابع قائلاً «من أهم القضايا التي ناقشناها هي فتح التجارة بين البلدين ولكن الأمر مرتبط بالشأن الطبي».
وزير الخارجية الإيراني أكد في هذا اللقاء أيضاً، على «ضرورة استئناف تدفق الغاز الإيراني الى تركيا وإعادة صيانة القسم التالف من أنبوب الغاز الممتدّ بين البلدين».
وقال ظريف، «أشعر بالسرور لاستئناف تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا، وأشكر الحكومة التركية لجهودها التي بذلتها في هذا السياق، حيث بإمكان الشعب والصناعة التركيّة الاستفادة من الغاز الإيراني في فصل الصيف».
كما أشار إلى «استئناف التبادل التجاري البري عبر الشاحنات بين البلدين أخيراً فضلاً، عن التبادل السككيّ الذي كان قائماً مع التزام التوصيات الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا».
وذكر ظريف أنه، خلال الاجتماعات، مع أوغلو تمت «مناقشة فتح طرق التجارة بين البلدين، لكن مع الالتزام بما يوصي به المسؤولين عن الصحة في البلدين».
وأضاف «يجب أن تكون الأولوية لصحة المواطنين الأتراك والإيرانيين، ولم نتخذ قراراً حتى الآن حول تاريخ الرحلات بعد انتهاء وباء (كوفيد– 19)».
ظريف غرّد بعد المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية التركي وقال «اليوم كانت لديّ مباحثات بناءة مع صديقي مولود جاويش أوغلو وباقي المسؤولين الأتراك في اسطنبول، اتخذنا قرارات مفيدة حول التعاون الثنائي المشترك وقضايا المنطقة والعالم، جيراننا يشكلون أولوية اهتماماتنا دائماً».
وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، العلاقات بين إيران وتركيا بأنها «طيبة ووثيقة في مختلف المجالات».
وكتب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في تغريدة له على «تويتر» بنهاية زيارته الى تركيا أمس، «لقد جرت خلال هذه الزيارة مباحثات معمقة واتخذت قرارات بناءة حول التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية».
وأضاف : «لقد أجريت مفاوضات بناءة مع صديقي مولود تشاويش أوغلو وسائر المسؤولين الكبار في اسطنبول».
وأكد وزير الخارجية الايراني في تغريدته على «أهمية المشاورات الوثيقة (بين إيران وتركيا)»؛ لافتاً الى أن «المحطة الثانية ستكون موسكو وأن الجيران في الأولوية دوماً».
علماً، أن زيارة ظريف الحالية الى تركيا هي الثانية بعد تراجع الموجة الأولى من تفشي فيروس كورونا؛ وكانت القضايا الراهنة في سورية واليمن وليبيا ومكافحة الإرهاب، وعقد مفاوضات أستانا عبر الفضاء الافتراضي بطهران خلال الأسابيع المقبلة ومن ثم استضافة العاصمة الإيرانية لاجتماع أستانا حضورياً، أهم الملفات المطروحة خلال اللقاء بين وزيري خارجية إيران وتركيا أمس.