أولى

التعليق السياسي

مخاطر أمنيّة حقيقيّة تستدعي الانتباه

لا يجب أن يجلب الاطمئنان لأحد، لكون الإدارة الأميركية لا تملك خطة حرب شاملة، أو أن تكون في سعي حثيث لتفادي المواجهات، لأن حالة العجز عن خوض الحروب التي تعيشها واشنطن ومثلها تل أبيب، في مرحلة تبلور خيارات لا تزال قيد النضوج، وقد يكون السعي لتسويات عنوانها، يجب أن تفتح الأعين على فرضية انتعاش الحروب الأمنية السرية لإنضاج شروط التفاوض من دون التورط في حروب.

توفر الأزمات المالية والاقتصادية ظروفاً مؤاتية لتجنيد الغاضبين بطرق غير مباشرة وزجهم في حروب تخريب ليست حروبهم، وتخدم أهدافاً لا تشبههم، كما توفر الفرص بسبب الفقر لتجنيد مباشر تعتبره أجهزة الاستخبارات الأنسب لتوسيع قاعدة حركتها في بلدان مرشحة للفراغ والفوضى، كما هو لبنان. وغالباً في ظل الأزمات تكون كلفة مثل هذا الاستثمار منخفضة قياساً بما تمنحه لأصحابها من نفوذ في ساحات حساسة.

تؤكد الأجهزة الأمنية، ويؤكد كلام رئيس الحكومة بعد تلقيه تقارير الأجهزة، ويؤكد النائب السابق وليد جنبلاط من موقع مختلف، أن هناك أيادي خارجية تسعى للعبث بالأمن اللبناني، وجاءت تحذيرات مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم من معلومات مصدرها جهاز أمنيّ أجنبيّ عن خطة تستهدف مطار بيروت لتلفت الانتباه نحو الخطر أكثر.

ما شهده الشمال اللبناني وعاصمته وقبله العاصمة بيروت، يفرض على الجميع التصرف بحكمة وعدم الانجرار نحو ردود الأفعال أو تسجيل النقاط، لأنه كما يبدو أمامنا شهور تفصلنا عن الاستحقاق الرئاسي الأميركي، يجب التنبّه لما يمكن أن تحفل به من فوضى، خصوصاً أن كيان الاحتلال سيكون جاهزاً لتشجيع كل مَن يرغب بأن يسرج خيول العبث في الداخل اللبناني، بينما التركي لا يفوّت فرصة متاحة في الساحات الإقليمية، إلا ويستثمر عليها لحجز مقعد في معادلاتها، وما تشهده ليبيا، وما يتسرّب عن دور تركي شمال لبنان، يستحقان التنبيه والحذر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى