} تقرير: أيهم درويش
العالم كله يتابع تداعيات الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية على الوضع الداخلي، والتي انطلقت على اثر قيام عناصر من الشرطة بقتل جورج فلويد خنقاً بدوافع عنصرية وهو مواطن أميركي من أصول أفريقية.
المتابعون يجزمون بأنّ ما بعد مقتل فلويد ليس كما قبله، تماماً على ذات القاعدة التي تؤكد بأنّ العالم ما بعد «كورنا» ليس كما قبله.
إنّ وتيرة الاحتجاجات المتصاعدة في الداخل الأميركي تشير بأنّ الأمور لن تهدأ طالما أنّ هناك تمييزاً عنصري في البلاد، كما أنّ هذه الاحتجاجات تكتسب تأييداً دولياً حيث خرجت تظاهرات ضدّ العنصرية في العديد من البلدان لا سيما في فرنسا وعدة دول أوروبية.
وما أثار سخط المحتجين الأميركيين وشعوب العالم المتضامنة، تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع هذه الاحتجاجات، فهو نشر تغريدة على «تويتر» توعّد فيها المتظاهرين باستخدام العنف ضدّهم، قبل أن يقدِم على حذف التغريدة.
ويرى مراقبون أنّ مقتل فلويد بصورة وحشية وتعامل ترامب مع هذه القضية، شكل سبباً لاهتزاز قاعدة الحزب الجمهوري، ما يعني تدني حظوظ ترامب للفوز بولاية ثانية، وهذا القلق بحسب تقارير يساور بعض مستشاري ترامب الذين يعتقدون بأنّ تعاطي ترامب مع الاحتجاجات ربّما أضرّت بدعم ناخبيه. خصوصاً أنّ قضية مقتل فلويد وما أعقبها من احتجاجات تحولت إلى قضية رأي عام دولي، وقد جرى التعبير عنها من خلال التظاهرات التي شهدتها العديد من عواصم الدول تحت شعار محاربة العنصرية، إضافة إلى رسائل وجهها سفير بوركينا فاسو لدى الأمم المتحدة في جنيف إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفيها يطالب باسم 54 دولة أفريقية بفتح تحقيق حول عنف الشرطة ضدّ ذوي البشرة السوداء، وأسباب عدم اخضاع هذه العناصر لأية مساءلة قانونية وإفلات من العقاب.
وعليه، فإنّ الولايات المتحدة أمام تحدّ كبير وإنّ تصاعد حركة الاحتجاج من دون قيام الادارة الأميركية بخطوات ملموسة قد يؤدي إلى حرب أهلية داخل اميركا.
إلى الآن، لم تأخذ الاحتجاجات طابعاً عنصرياً، حيث أنّ البيض الى جانب السود يحتجون جميعاً ضدّ ممارسات الشرطة العنصرية، ولكن إذا في حال أمر ترامب ما يسمّى «قوات النخبة الوطنية» بالتدخل لفض الاحتجاجات بالقوة، فإنّ أموراً كثيرة ستتغيّر وستتخذ منحى تصعيدياً في الشارع الأميركي. وهناك من يعتقد أنّ أداء ترامب وتعامله سيكون بمثابة «القشة» التي ستقصم ظهر الرئيس الأميركي.