نصرالله: الحديث عن استقالة الحكومة أو إسقاطها ليس صحيحاً وأميركا تمنع نقل كميات كافية من الدولار إلى لبنان وتمنع ضخه في الأسواق
ـ دعوة بعض الأحزاب للتظاهر تحت عنوان نزع سلاح المقاومة ظلم للثورة ـ سنفعل أيّ شيء حتى لا تحصل الفتنة ـ أكثر من 20 مليار دولار خرجت من لبنان لكن ليس إلى سورية أو العراق أو إيران
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «الحديث عن استقالة الحكومة أو إسقاطها، ليس له أساس من الصحة وهو من الشائعات، ونحن لم نفكر بشيء من هذا ولم نسمع عنه ولم يُعرض أو يُقترح أو يُناقش، وعندما حصل السبت الماضي بعض الإحتجاجات على ارتفاع سعر صرف الدولار وأعمال العنف في بيروت وطرابلس، حمّل البعض الثنائي الشيعي المسؤولية وقال إن الثنائي الشيعي يريد إسقاط الحكومة وقبلها ي قالوا إن هذه حكومة حزب الله، فهل حزب الله غبي لإسقاط حكومته؟».
وقال في كلمة متلفزة مساء أمس «هذا دليل حيرة وعبث، والمصلحة أن تستمر الحكومة وأن تبذل ما أمكن من جهود فالواقع لا يتحمل أي تغييرات، ودائماً ندعو إلى التهدئة والإبتعاد عن الإحتقان، ويجب أن ندعم خطوات التقارب وجمع الشمل مثلما حصل يوم (أول من) أمس في عين التينة برعاية الرئيس نبيه برّي وحضور القيادات الدرزية بعد الأحداث التي عصفت بالجبل، وأي خطوات مشابهة على أي صعيد أمر مهمّ جداً وأيّ مبادرات يجب أن تشجع وأن يعمل على إنجاحها واخراجها من بازار المنافسات».
سلاح المقاومة
وشدّد على أنّ «دعوة بعض الأحزاب والهيئات إلى التظاهر في 6/6 تحت عنوان نزع سلاح المقاومة وتنفيذ القرار 1559، وأصل هذه الدعوة وتحميلها لحركة 17 تشرين وثوارها، هو أمر خطأ وغير مناسب وظلم للثورة لسبب بسيط هو أن الكثيرين ممن نزلوا في 17 تشرين لا يؤمنون بهذا الموقف وليس لهم موقف عدائي من المقاومة، والمشكلة الحقيقة هي الوضع الاقتصادي والحياتي وارتفاع سعر صرف الدولار ومشاكل الاستيراد والتصدير، وإدخال مطلب الـ1559 على هذا النوع من المطالب له نتائج سلبية لأنه يؤدي إلى الإنقسام كما حصل بالفعل، وحصل تحرك فاشل في 6/6 رغم المال والتحريض والرهانات الكبيرة من قبل السفارة الأميركية».
ودعا السيد نصرالله إلى «الفصل، فمن يريد أن يعبر عن موقف من سلاح المقاومة فليفعل، ولكن خلطه مع القضايا الشعبية المحقة أمر مرفوض، وللذين يصرون على رفع هذا الشعار أقول يمكن أن تتحدثوا عن هذا الموضوع ليلاً نهاراً لكن اذا أنتم جديين فالطريقة التي تستخدمونها غير مفيدة، فالسباب والشتائم لن يبدلوا شيئاً وأنتم تحتاجون إلى إقناع. بيئة المقاومة وجمهورها بالمنطق البدلي، والمقاومة قدمت أمام الشعب اللبناني والفلسطيني وفي المنطقة فكراً وطرحاً استراتيجاً في الصراع مع العدو الإسرائيلي ويؤدي إلى تحرير الأرض والدفاع عن البلد، وهذا المنطق له أدلته الميدانية والحقيقية، ما هي الخيارات البديلة، الكلام النظري لا يحل مشكلة لذلك يجب أن تقدموا منطقاً، وبالشعارات لن تستطيعوا أن تقنعوا من كان يتعرّض للإعتداء يومياً في الجنوب والبقاع الغربي، وهذا الموضوع بالنسبة لجمهور المقاومة عقيدة وثقافة».
وأوضح أنّ «الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة وعلى الجيش والقوى الأمنية وقطع الطرقات والأخطر عمليات الشتم والسب للرموز وللمقادسات، ونحن قلنا للمتظاهرين إذا أردتم أن تصلوا إلى نتيجة، لعدم الاعتداء على الأملاك والتصادم مع القوى الأمنية والجيش واجتناب شتم الرموز السياسية والدينية وعدم قطع الطرقات، فخدمة المطالب الاجتماعية والحياتية والضغط على الحكومة لا يحصل بهذه الطريقة، وهذه الوسائل تبعد الناس عن الثوار المتظاهرين وتوجد العداء والبغضاء بين الناس».
وأوضح انه «يجب ألاّ نسمح بذهاب بلدنا إلى الفوضى والفتنة خصوصاً إذا لها طابع مذهبي أو سياسي، ويجب أن نتحمّل جميعاً مسؤوليته، وطالما الإعلام «فلتان» وكذلك مواقع التواصل والجيوش الإلكترونية لشتم الرموز والقوى السياسية للايقاع فيما بينها، هل يجوز أن نضع بلدنا بين يدي جواسيس وجهلة أم نتصرف بمسؤولية أي نتعاطى مع كل حدث بحدوده الطبيعية، وبطبيعة الحال عندما يساء لرمز إسلامي على القادة المسيحيين أن يأخذوا موقفاً وعندما يساء لرمز مسيحي على القادة المسلمين أن يأخذوا موقفاً وبذلك نتفادى المخاطر والسلبيات، وهذه أكثر الأمور حساسية من الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة لأن الشرخ يكون في كلّ بيت وضمائر وعقول ويؤسس لفتنة ولا يجوز التسامح معه، وللأسف موضوع الشتم سيتكرر لأنّ هذا هو الواقع الحالي الذي نعيشه».
تجنّ وتزوير
واعتبر أن «أحداث العنف الأخيرة خصوصاً يوم السبت الماضي في بيروت وطرابلس هي أحداث مدانة بكل المعايير، وللأسف الشديد عندما حصلت هذه الأحداث نتيجة الإشاعات عن سعر الدولار ومنذ تلك الليلة إلى اليوم من الذي نزل من الذي حرق ودمّر وخرّب؟ ويقال هم الشيعة الذين أتوا من الضاحية، هم جماعة الثنائي الشيعي، وقيادة حزب الله وأمل أرسلوا الشباب للضغط على الحكومة وإسقاط الرئيس حسان دياب ورياض سلامة وهذا موضوع ممنهج ومدبر، وهنا أقول: في الليلة نفسها حصلت أحداث مشابهة في طرابلس، فهل الشيعة ذهبوا إلى طرابلس؟ والذين قاموا بالأحداث أطالب رسمياً الأجهزة الأمنية والقضائية بإستدعائهم إلى التحقيق والإعلان عن هويتهم، أما هذا المستوى من الظلم والتزوير في الإعلام ومحاولة تحميل الشيعة كطائفة والضاحية مسؤولية الأحداث التي حصلت، فتجنٍ غير مقبول ومرفوض ومدان ويجب أن نبحث عن خلفيات هذه الحملة، ونتيجة ما حصل يومي السبت والأحد اتفقنا مع أخواننا في حركة أمل أن ننزل إلى الشارع ونضبط ونمنع، وقمنا بعملية تواصل واسعة في الضاحية بحثاً عن الدراجات النارية والشباب لأننا لا نريد لشارع أن يفلت على آخر، وبعض وسائل الإعلام والجهات السياسية تحدثت عن الأمن الذاتي، ومن أجل ألاّ تحصل فتنة مذهبية أو طائفية وسياسية وأن لا يعاد إحياء خطوك تماس سنفعل أي شيء».
ولفت إلى أن «في الضاحية يعيش ما يقارب مليون إنسان في بقعة صغيرة، وهناك سنة ومسيحيون وسوريون وفلسطينيون ولكن ضمن أغلبية شيعية، ولا يمكن التعاطي أنه إذا خرج أحد من الضاحية فذلك يعني حزب الله وأمل، لأن هذا تجن ولا يجوز ولا منطق له، وهذا الأمر بحاجة إلى علاج ونحن لا نقدم أنفسنا أننا مسؤولون عن أي صوت يصدر، وهناك أناس ليسوا مقتنعين بأمل وحزب الله فهل يجوز تحميل ذلك للطائفة بكاملها؟ هذا غير جائز على الإطلاق، وبالنسبة لمستوى الدناءة والإنحطاط في توجيه الإتهامات، على الدولة والقضاء تحمل كامل مسؤولياتهما، وبالمجمل أدعو الى الهدوء وضبط الإعلام ووسائل التواصل ضمن الأطر القانونية ومسؤولية القيادات السياسية والدينية ووسائل الإعلام».
لن ندع البلد يجوع
وفي الموضوع الإقتصادي والمالي أوضح أن «الذي حصل في الأيام الماضية له علاقة بارتفاع سعر الدولار وهبوط قيمة الليرة وانعاكاسات هذا الأمر على البلد، على الاستيراد والتصدير، وتوفر السلع، وإفلاس الشركات، وتسريح عمال، وانعاكاسات نفسية واجتماعية، وهذا اليوم تحد ويجب على الحكومة والمسؤولين والشعب أن يتعاونوا للبحث عن ايجاد علاج، والمسألة الأساسية في ارتفاع الدولار هو قانون العرض والطلب مثل أي سلعة، كثرة الطلب لا حل لها المشكلة هي بقلة العرض، لماذا الدولار قليل في السوق؟».
وقال «هناك معلومات أكيدة رسمية أن الأميركيين يمنعون نقل الكميات الكافية من الدولار إلى لبنان، الأميركيين يتدخلون في مصرف لبنان لمنع ضخ الدولار بكمية كافية في الأسواق بحجة أن الدولار يجمع من السوق ويؤخذ إلى سورية. الأميركيون يمنعون مجيء الدولار ويضغطون حتى فيما هو بين يدي المصرف لأن يقدم الى السوق.
وأضاف «القضاء مصمم على استمرار التحقيق بهذا الموضوع، هل حزب الله يجمع الدولار من الأسواق لأخذه الى سورية؟ نحن م نجلب الدولار إلى لبنان ولا نجمعه. هناك من يخرج الدولار من لبنان وليس إلى سورية وأحد المصارف جمع منذ آب عشرات ملايين الدولارات وأخرجها من لبنان وهذا المصرف محمي من جهات سياسية. بحلسات رسمية قيل من قبل مسؤولين أنه منذ أيلول 2019 أي قبل حركة تشرين حتى شباط 2020 تم اخراج 20 مليار دولار من لبنان ليس إلى سورية ولا إيران وليس من قبل حزب الله وأمل. من أخرج هذه الأموال؟ عندما يخرج من البلد 20 مليار دولار وبنك يشتري عشرات الملايين نقداً هل يُغض النظر عنه؟ أليست هنا المشكلة؟».
وأكد أن «موضوع الدولار مؤامرة على لبنان وعلى الشعب اللبناني والاقتصاد والشعب اللبناني قبل أن يكون مؤامرة على سورية. سورية حجة واسألوا حاكم مصرف لبنان إلى أين خرجت الأموال؟إذاً هناك من يدير هذه العملية حتى لا يكون هناك دولار في البلد ويرتفع سعره ويصبح هناك غلاء ويذهب البلد الى الإنهيار. يجب أن نعرف من هو عدونا وخصمنا وليس أن نضحك في وجهه ونعالج الموضوع معه بالطريقة المناسبة».
وسأل «كيف يمكن أن نخفف عبء الحاجة إلى العملة الصعبة؟ هل يمكن أن نجد دولة اقليمية صديقة مثلاً ايران وأن تبيعنا بنزين، غاز، مازوت، فيول، مشتقات نفطية، واحتياجات أخرى بدون دولار؟ هل هذا ممكن؟ نتيجة التجارب السابقة على اللبناني أن يقبل أولا قبل أن نبحث مع الإيراني وغير الإيراني. في التجارب القديمة عندما كان الوزير السابق محمد فنيش وزيراً للكهرباء ذهبت إلى إيران 15 يوماً وأتينا بطرح مشروع لم يُقبل به».
وأضاف «هذا يحرك العجلة الاقتصادية ويرفع سعر العملة اللبنانية لأنه يقلل الطلب على الدولار وله إيجابيات ضخمة. هذا باب فرج كبير جداً للبنان. أقول للشعب اللبناني لا تيأس وهناك خيارات ويجب أن تساعدنا إذا المسؤولون البنانيون قالوا «لأ» خوفاً من الأميركيين. سنناقش هذا الطرح بشكل جدي مع المسؤوليين اللبنانيين وإذا تلقينا قبولاً سنرسل وفداً للبحث بهذا الموضوع».
وتابع «بالنسبة للموضوع الصيني، لدي معلومات أكيدة أن الشركات الصينية جاهزة لتبدأ بجلب أموال إلى البلد، وأحد المشاريع القطار السريع والسكك الحديدية من طرابلس إلى الناقورة، هذا يخلق فرص عمل ونقلة ضخمة في الموضوع الاقتصادي والمعيشي، بالنسبة لمعامل الكهرباء جاهزون لبناء المعامل على طريقة الـBOT. أقول للبنانيين بصراحة نحن لا يمكن أن نستمر كذلك، أميركا تستخدم لبنان واقتصاده لتحقيق مصالحهم، لا شيء اسمه مصالح لبنانية في العقل الأميركي بل مصالح أميركية في لبنان».
وأكد «أن لا مشكلة لدينا بمعاقبتنا ولكن لماذا معاقبة الشعب اللبناني؟ هم يختلفوون مع النظام فيعاقبون الشعب وهذا ما يحصل في سورية وإيران وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية. ما هو الأساس الإنساني والقانوني لذلك. إذا كان أحد ما ينتظر قلب بيئة المقاومة على المقاومة فهو فاشل. إذا كنتم تراهنون على الجوع لن ندع البلد يجوع هذا لن يحصل».
ولفت إلى أن «قانون قيصر يستهدف لبنان أكثر مما يستهدف سورية لتجويعنا وإخضاعنا وتسليم أنفسنا لإسرائيل»، معتبراً أنه آخر الأسلحة لمحاصرة سورية والضغط عليها». وقال «الذي يضعنا بين خيارين يا منقتلك بالسلاح أو بالجوع نقول له: سيبقى السلاح بين أيدينا ونحن سنقتلك».
شلح شخصية قيادية مهمة
وجدد السيد نصرالله التعزية لعائلة الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الراحل رمضان عبد الله شلحوقال «لا بد من التوقف عند هذه الشخصية القيادية الفكرية المهمة، ولو كانت الظروف الصحية تساعد لكان من حقه علينا أن نقيم له في لبنان إحتفالاً تأبينياً لائقا بقامته وتاريخه وموقعه».
وأشار إلى أن شلح «بالنسبة لحركة الجهاد وللفلسطينيين كان قائداً حكيماً ومجاهداً عظيماً، وبالنسبة لنا كان أخاً وصديقاً وفياً وعزيزاً، وأشعر بالفقد الشخصي فنحن على علاقة قديمة وتجمعنا العديد من الأمور المشتركة وكان لنا لقاءات كثيرة وأعرفه عن قرب وما شهدته من خلال العلاقة والتواصل في الأيام الصعبة في كل الظروف التي عشنا بها، وكان انساناً مخلصاً صادقاً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ومؤمناً بالمقاومة إلى أبعد الحدود، وكانت أولويته المطلقة المقاومة والجهاد، وهو كان قائداً وكل صفات القيادة متوافرة فيه، وكان شخصية فكرية وحريص على العلاقة بين الفصائل ولم تحكمه العلاقة الحزبية، حريصاً على الوحدة الوطنية الفلسطينية».