السيد نصرالله: السلاح سيحمي السلاح
ناصر قنديل
– ليس ثمّة حاجة للشرح كيف سيكون ذلك، فلندع للأيام أن تفعل، المهم هو أن رسالة استراتيجية بحجم تحديات المنطقة، منذ بدء معركة تحرير حلب وبدء النقاش الأميركي حول قانون قيصر لاعتماد العقوبات المالية كبديل لتعويض الفشل العسكري بوجه محور المقاومة وحليفته روسيا، وصلت ليلة أمس إلى البيت الأبيض، الملتزم بفعل كل شيء لربط انسحابه من المنطقة بضمان الأمن لكيان الاحتلال. وبالمثل وصلت إلى قادة كيان الاحتلال ومعهم إلى كل الأدوات الذليلة في المنطقة التي يشغلها الأميركي. والرسالة تقول بوضوح أن مرحلة كاملة قد انتهت، وبدأت مرحلة جديدة. والمرحلة التي انتهت هي مرحلة الهروب الأميركي من المواجهة تحت عنوان اللجوء إلى العقوبات المالية، وجاء الانسحاب من الاتفاق النووي خطوة في سياقه، ليقول الأميركي منذ ذلك اليوم لكل محور المقاومة، ولروسيا معه، ربحتم وتربحون الحرب لكنكم لن تحتفلوا بالنصر، لأننا لن ندعكم تفعلون ذلك، فسنجعلكم تدفعون فواتير انتصاراتكم جوعاً، يقلب الموازين بينكم وبين شعوبكم، حتى تقبلوا تحت ضغط الجوع ما نجحتم بتفادي قبوله تحت ضغط النيران.
– الهروب الأميركي الذي أقفل السيد نصرالله الطريق أمامه، هو الذي شاهدناه بأم العين مراراً، عند إسقاط إيران للطائرة الأميركيّة، وقبلها العجز الأميركي أمام الانتصارات المتدحرجة في سورية، وبعدها مشهد دمار منشآت آرامكو تحت هجوم الطائرات المسيّرة لأنصار الله، وتوجته صورة الناقلات الإيرانية تصل إلى فنزويلا والأميركي يتراجع أمامها ذليلاً، ومع الهروب من مواجهات الميدان شهدنا تصعيداً في الحروب المالية، والرهان الأميركي على قدرة مواصلة الهروب من حروب الميدان، وحصر المواجهة في الميدان المالي، حيث له التفوق، وجواب السيد في شقّ منه يقدم تصوراً متكاملاً لكيفية المواجهة المالية دون الحاجة لاسترضاء الأميركي، والتعامل مع شروطه كواقع لا مفر منه، لكن الشق الثاني لجواب السيد يفتح مرحلة جديدة على الصعيد الاستراتيجي.
– مضمون المرحلة الجديدة، يبدأ من معادلة بسيطة، مضمونها، أن كل الحرب المالية تريد الوصول إلى تخيير محور المقاومة بين الاستسلام تفادياً للجوع، وما يعينه ذلك في حالة المقاومة تسليم السلاح أو إلغاء مفعول حضوره بقبول التنازلات السيادية التي يطلبها الأميركي لحساب أمن كيان الاحتلال، أو الجوع، فيبدأ السيد تصاعدياً بالقول، واضحاً صريحاً حازماً جازماً صارماً، لن نجوع ولن نسمح لك بتجويع بلدنا، ولن نتخلّى عن السلاح، وإذا كان رهانك أن تقتلنا، فنحن من سنقتلك، وسنقتلك وسنقتلك. وبالثلاثة المدوّية رسم السيد المعادلة الجديدة، وهي ببساطة، لا تراهنوا أننا لن نفعلها، فتتمادون في غيِّكم، فنحن سنفعلها ولن يرفّ لنا جفن، كما في كل مرة يبلغ التذاكي بأحد حدّ الظن، أننا لن نفعلها، فيحتال ليصل إلى السلاح، نعيد القول، إن السلاح سيحمي السلاح.
– بعيداً عما تثيره مفردة 7 أيار اللبنانية من شجون البعض، يجب أن يقرأ الأميركيون وقادة كيان الاحتلال معادلة السيد جدياً وجيداً، فهي تلويح واضح بـ 7 أيار إقليميّة، حيث السلاح موجود لحماية لبنان من مساس الكيان بسيادة لبنان، وإذا كانت الحرب المالية هي وسيلة انتهاك هذه السيادة، بفرض شروط أمن ومصالح الكيان على لبنان، فإن هذا السلاح موجود ليمنع ذلك. وأمن الكيان المطلوب من الحرب المالية خدمة مصالحه سيكون هدفاً مشروعاً للسلاح، الموجود أصلاً لمنع تحقيق هذه المصالح، ومتى قال السيد فعل، ومتى وعد وفى، فعلى من في واشنطن وتل أبيب أن يأخذوا الأمر بجدية عالية ويفكروا بكيف لا يقعوا في أخطاء غيرهم، بالرهان على وهم اسمه، لن يفعلها، وقد بلغكم أنه سيفعلها، وهو لا يمزح، ووسعوا مدى نظركم لتروا أمن الكيان في الميزان وفي الميدان، ووسّعوا نظركم لتروا المثل وارداً في سورية نحو مصير القوات الأميركية، ولتروا بالمثل مصير القوات الأميركية في العراق، وأمن دول الخليج والنفط، كل شيء يخصكم في المنطقة سترونه يحترق أمامكم، وسيخرج السيد كما خرج ذات يوم قائلاً عن البارجة ساعر، أنظروا إليها إنها تحترق، ليقول، أنظروا إليها، مفاعلات ديمونا ومنشآت حيفا، والمعسكرات الأميركية، وناقلات النفط، والمنشآت النفطية الكبرى، وحاملات الطائرات، إنها تحترق.
– المعادلة إقليمياً باتت أمام واشنطن وتل أبيب وحلفائهما، السلاح سيحمي السلاح.
– نقطة على السطر، انتهى.