العدوان التركيّ مستمرّ في شمال البلاد وأنقرة تزعم تدمير أكثر من 500 هدف «للعمّال الكردستاني.. وبغداد تسلّم سفير أنقرة مذكرة احتجاج للمرة الثانيّة الكاظمي عن استهداف بلاده: لن أسمح باختطاف العراق
قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إن الصواريخ التي استهدفت «الجندي المجهول» في بغداد، «تسعى إلى تهديد استقرارنا ومستقبلنا وهو أمرٌ لا تهاون فيه».
وأضاف الكاظمي في تغريدة له على «تويتر»: «لن أسمحَ لجهات خارجة على القانون باختطاف العراق من أجل إحداث فوضى وإيجاد ذرائع لإدامة مصالحها». وتابع: «ماضون في عهدنا لشعبنا بحماية السيادة، وإعلاء كرامة الوطن والمواطن».
وأصدرت خلية الإعلام الأمني في العراق، صباح أمس، بياناً بشأن استهداف المنطقة الخضراء فجراً.
وقالت الخليّة في بيانها، إن «أربعة صواريخ نوع كاتيوشا سقطت بعد منتصف ليل (أول) أمس، داخل المنطقة الخضراء ببغداد من دون خسائر بشرية أو مادية».
وأضافت: «القوات الأمنية عثرت على منصة إطلاق قرب معسكر الرشيد جنوبي العاصمة بغداد».
على الصعيد الأمني، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الخميس، أنها استدعت صباح أمس السفير الإيراني لدى العراق وسلّمته مذكرة احتجاج.
وبحسب بيان للخارجية العراقية، فإن «هذا الاستدعاء يأتي على خلفية القصف المدفعي الإيراني الذي تعرّضت له قرى حدودية عراقية في (مرتفعات آلانة) التابعة لمدينة حاج عمران في محافظة أربيل الثلاثاء الماضي ما تسبب به من خسائر مادية، وأضرار بالممتلكات، علاوة على بث الخوف بين الآمنين من سكان تلك المناطق».
وأضافت «نؤكد حرص العراق على ديمومة، وتنمية العلاقات التاريخية بين البلدين، ونؤكد أيضاً إدانة هذه الاعمال، وأهمية حرص الجانب الإيراني على احترام سيادة العراق، والتوقف عن القيام بمثل هذه الأعمال، وتحري سبل التعاون الثنائي المشترك في ضبط الأمن، وتثبيت الاستقرار على الحدود المشتركة».
وفي سياق متصل، زعمت القوات المسلحة التركية أنها دمّرت أكثر من 500 هدف لحزب العمال الكردستاني، في الساعات الأولى من انطلاق عملية «مخلب النمر» داخل الأراضي العراقية.
وحسب زعم وكالة «الأناضول»، فإنه تم تدمير أكثر من 500 هدف خلال أول 36 ساعة من العملية العسكرية التي انطلقت في منطقة حفتانين شمالي العراق، بعد أيام قليلة على انطلاق عملية «مخلب النسر»، باستخدام مقاتلات «إف 16» وطائرات مسيرة والمدفعية وراجمات الصواريخ.
وكشفت الوكالة أنه «تم إنزال قوات من الكوماندوز التركية إلى المنطقة بالمروحيات، حيث قامت بتفكيك الألغام والمتفجرات، ودمرت الذخائر والمعدات التي تضبطها، ودمّرت مقار المسلحين من حزب العمال الكردستاني، في مناطق وعرة وأخرى يصل ارتفاعها إلى 1900 متر تقريباً، وسط غطاء جوي توفره الطائرات المسيرة التركية».
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي تابع مع قيادات الجيش التركي العملية العسكرية من مركز العمليات في قيادة القوات البرية، إن «عملية مخلب النمر تسير بشكل جيد»، معرباً عن أمله في أن يتم استكمالها بنجاح مع ضمان أمن العناصر المشاركة فيها.
وكانت وزارة الخارجية العراقية، أعلنت الأربعاء، أنها استدعت السفير التركي في العراق مجدداً وللمرة الثانية، وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ودعت إلى «الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازية».
وبحسب بيان لوزارة الخارجية، فإنها استنكرت بـ»أشد «العبارات الاستنكار والشجب معاودة القوات التركيّة يوم 17 يونيو الحالي انتهاك حرمة البلاد وسيادتها بقصف ومهاجمة أهداف داخل حدودنا الدولية».
وأكدت «رفضها القاطع لهذه الانتهاكات التي تخالف المواثيق والقوانين الدولية»، وشددت «على ضرورة التزام الجانب التركي بإيقاف القصف، وسحب قواته المعتدية من الأراضي العراقية التي توغلت فيها ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها».
وأكد البيان، أن «تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن في المنطقة الحدودية المشتركة فيما بيننا، إذ تسببت (مبادرة السلام) التي اعتمدتها مع حزب العمال الكردستانيّ عام 2013 بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركي داخل الأراضي العراقية من دون الموافقة أو التشاور مع العراق، مما دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن».
ودعا الخارجية العراقية تركيا للكف عن «مثل هذه الأفعال الاستفزازية، والخروقات المرفوضة»، وطالبها بأن «تستمع إلى صوت الحكمة، وتضع حداً لهذه الاعتداءات.
وأكدت «احتفاظ العراق بحقوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه بما فيها الطلب إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والدولية على النهوض بمسؤوليتها».
وكانت وزارة الخارجية العراقية استدعت الثلاثاء الماضي السفير التركي في بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية القصف التركي لمواقع في شمال العراق.