لذكرى القائد الخالد حافظ الأسد…
تحل الذكرى العشرون لرحيل القائد العربي العظيم الرئيس حافظ الأسد وقلعة المقاومة التي بناها في قلب العروبة النابض صامدة شامخة وفية أبية في وجه التكالب الاستعماري الصهيوني والتآمر الرجعي باقية أقوى من الحصار والضغوط تواصل مسيرتها الوطنية والقومية بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي انتزع اعتراف العالم بثباته وقوته وصبره وحكمته وهو على نهجه التحرري لا يساوم تحفّ به القلوب والعقول وتختلج له حباً وولاء مثل أبطال الأساطير والملاحم يقود المسيرة الوطنية التحررية التي تشع بقيم المقاومة والاستقلال ونبض الصمود في شتى أرجاء الوطن العربي بل وفي العالم.
ليس ما تخوضه سورية مجرد معركة جديدة للدفاع عن استقلالها الذي كان دائماً عهد والتزام القائد الخالد وقد صمّم المستعمرون والصهاينة وعملاؤهم على محاولة النيل من سورية مجدداً عندما اعتبروا أن سورية هي سند وظهر المقاومة المنتصرة التي أذلت قاعدتهم المدججة في فلسطين المحتلة فردّوا إلى صمود سورية سر هزيمتهم وخيبتهم وفشل مؤامراتهم خلال عقود.
لقد أطلقوا حروبهم وغزواتهم في الوطن العربي بعدما قدمت سورية الأسد نموذجها الفريد في الصمود والقوة والمناعة، فكانت الدولة الفريدة في خيارها التحرريّ التي تفرض على الإمبراطورية الأميركية تعاملاً ندياً كما لو كانت قوة عظمى. فالقائد حافظ الأسد فرض بهيبته وبقوة بلاده وصمودها قواعد تعامل خاصة على خصومه وكان يملي شروطاً في الشكل والمضمون تفرض احترام سورية وتعلي من شأنها بين الدول وكان يرتكز في ذلك إلى تماسك وصلابة الخيار التحرريّ وإلى نهج مقاوم تجسد باحتضان من يقاتلون الحلف الاستعماري الصهيوني في المنطقة وقدم لهم القائد الخالد كل الدعم والمساندة ورفض الضغوط الاستعمارية في كل الظروف لثني سورية عن هذا النهج.
كان الثبات السوري العظيم وما يزال أمثولة لشعوب العالم وقدوة لجميع الأحرار فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي شغل الأميركيون ومعهم سائر دول الغرب مجسّاتهم ينتظرون انهيار الدول التحررية الحليفة للسوفيات التي تهاوت تباعاً وكانوا يعدون الأشهر والسنوات ويرقبون تحقق رغبتهم الدفينة باستسلام سورية وصفعهم القائد الخالد بإنشاء قاعدة تحالفات حصّن بها بلاده فكان توثيق الحلف التحرري مع إيران وتطورت الشراكة مع الصين وكوريا ورفض أي مساومة على المبادئ السورية العليا رغم التغول الاستعماري.
الصفعة التاريخية العظمى التي تلقتها الإمبراطورية الأميركية في ذروة غطرستها وجبروتها كانت في موقف القائد بشار الأسد عندما احتل الأميركيون العراق وحضر كولن باول جنرال الإمبراطورية الأميركية حاملا رسالة جورج دبليو بوش وأرجعه القائد الأسد على أعقابه بخفي حنين خائباً خاسراً ولقنه درسا في العنفوان القومي. ويومها كانت دول عظمى كروسيا والصين تنصح بتحاشي الاحتكاك بالثور الأميركي الهائج فرفعت سورية الأسد في وجهه راية حمراء كدماء شهدائها الأبرار.
اكتسبت سورية تلك القوة وتلك الهيبة بصمودها وباستقلالها السياسي والاقتصادي وبتغلبها على الحصار والعقوبات منذ العام 1979 بالبناء الوطني لقدراتها وبانتصارها على وكلاء الاستعمار من العصابات العميلة التي استهدفتها بدعم من الرجعية العربية ومن دول الغرب وبشجاعتها في احتضان المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
هذا هو ما تتمسك به سورية المقاومة اليوم وهي رسخته وطورته بقوة بينما تخوض معركة غير مسبوقة في تاريخها دفاعاً عن استقلالها وخيارها الوطني والقومي التحرري بالشراكة مع محور المقاومة وبالتحالف الوثيق مع محور مناهضة الهيمنة الأميركية في العالم.
تتبدل التحديات وتتغير العناوين والأدوات، ولكن يزداد العدو الاستعماري الصهيوني الرجعي ضراوة وخبثاً، لكن إرادة الصمود تزداد صلابة وقوة ويضرب بها المثال لكل شعوب الأرض. فملحمة الدفاع السورية هي مثال نادر لمعارك التحرر الوطني والقومي في العالم وهي تضاهي أكبرها وأعظمها في التاريخ المعاصر وقوة سورية مكتسبة وعميقة وراسخة الجذور فهي ميزة الجغرافية والتاريخ والثروة الإنسانية والثقافية القومية وفي القيادة التاريخية المجربة. وسيكون انتصار سورية المقبل تحولاً عظيماً في معادلات المنطقة والعالم كله، ولو قدر للقائد الخالد ان يعاين أحوال بلاده اليوم لرفَعَ شارة النصر وقبضته العالية كما فعل دائماً في المعارك الكبرى.
غالب قنديل